تجمع سورية الثورة

زيتون – أسامة الشهابي

لم يكن هدف الثورة السورية التورط بالسلاح أو الانزلاق إلى العنف الذي نشهده اليوم، كل ما كان يرجوه السوريون هو حريتهم وكرامتهم التي ما زالوا يؤكدون عليها كلما سنحت لهم الفرصة، وعلى هامش الصراع الدموي الذي يعيشه السوريون هناك من آمن أن العمل المدني والسياسي يمكن أن يوفر الكثير من الدماء إن لم يكن الآن فغدا من كل بد.

العمل السياسي بهذا المعنى هو جهد تنظيمي وقيادي، يحاول أن يقدم قراءة تنويرية للصراع بشكله السياسي معتمدا على مصالح وتوجهات الأطراف الدولية والإقليمية، وأفضل الطرق للوصول بالثورة وأهدافها إلى بر الأمان.

“تجمع سورية الثورة” كما يعرف عن نفسه: هو تجمع سوري ثوري يعمل على وحدة سورية، وإعادة بنائها، والاعتزاز بهويتها، ويؤمن بمبادئ ثورتها، ويسعى لتحقيق أهدافها، وترسيخ قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والمسؤولية.

نشأته

بدأت الفكرة من خلال مجموعة من النشطاء الثوريين الذين عاينوا الواقع وما آلت إليه الأمور على صعيد الثورة السورية، وعواقب ذلك من سلبيات، فكان لا بد من العمل والمبادرة لتصويب ما يمكن.

مؤسس ورئيس التجمع “عثمان بديوي” قال لزيتون: “مبدأ انطلاقتنا كان أن نؤسس لتجمع ثوري يؤمن بأهداف الثورة بعيداً عن المكاسب الشخصية والأنا الذاتية، وبادرنا ضمن مجموعة من الذين تطوعوا للمشروع بالبحث عن أصدقاء مثقفين، يمتلكون الفكر الثوري، الذي يحقق هدف التجمع بالتضحية والإخلاص والعمل للمصلحة العامة، حتى يتم إعادة الثورة لمسارها الصحيح، من جمع للكلمة ووحدة للصف، بعد أن مزقت الفصائلية ما مزقت بجسد الثورة وما تبعها من عواقب أثقلت كاهلها، كأمراء الحروب، وفساد القضاء وغيره من التداعيات، فكانت اللجنة التحضيرية لمشروعنا في 22 تشرين الثاني 2015 التي وضعنا بها أهداف التجمع ورؤيته العامة.”

ويلخص مؤسس التجمع أهداف التجمع بالعمل على وحدة الصف واحترام الحريات العامة والخاصة، وضمان الحقوق وتحقيق العدالة الانتقالية التي تضمن رد الحقوق ومحاسبة المجرمين، والسعي لبناء مجتمع وسطي ومشهد ديني معتدل، وقضاء ثقافي أصيل ومتعدد.

وعلى الصعيد الخارجي يرى “البديوي” أن التجمع يتبنى حضورا فاعلا بهدف التوقي من التحديات والمخاطر، والعمل مع الممثلين الثوريين لما يتطلع إليه شعبنا من أهداف لنيل حريته والحفاظ على حقوقه، وبناء علاقات وثيقة مع أصدقاء الشعب السوري و كل من يقف إلى جانبه، و فتح قنوات اتصال مع كل من يريد تخفيف معاناة أهلنا في سورية.

رؤية التجمع

ويعتبر نائب رئيس تجمع سورية الثورة “علي السلطان” أن رؤية التجمع تعتمد على مبادئ الثورة كأرضية جامعة، وأساساً لانطلاق أعمال تجمع سورية الثورة، في بناء مشروع للنهوض الشامل، والقائم على قيم الحرية والعدل والعمل والشفافية والأمانة والتشاركية والتضامن والمسؤولية والمبادرة والإدارة الرشيدة، وتكون فيه التشاركية عنصراً حيوياً فاعلاً في تدبير الشأن العام، وضمان حقوق الإنسان، واحترام حق الشعوب في استقلالها، وتقرير مصيرها، وينطلق تجمع سورية الثورة من الفصل بين مفهومي الثورة والمعارضة السياسية.

من جانبه يرى الناشط الحقوقي “حسن المصطفى” أن تجمع سورية الثورة يضم مجموعة من النخب الثورية، وأنه يقف على بعد متساوي من جميع الفصائل، إلا أن تواصله خجول مع الجهات السياسية الخارجية، وفعاليته في الخارج ضعيفة، كما أن نشاطاته في الداخل محدودة، وتقتصر كالكثير من التجمعات السياسية على إصدار بيانات تعبر عن مواقفه تجاه القضايا، بالإضافة إلى تلك التي تحث على توحيد الكلمة السورية.

وعن بنية التجمع التنظيمية أوضح رئيس مكتب التنظيم “معين العبد القادر” لزيتون أن للتجمع نظام داخلي مكون من ستة فصول وأربع وثلاثين مادة، يضبط هذا النظام كل برامج عمل وخطوات التجمع، ويقود التجمع مجلس ثوري أعلى، يمثل قيادة التجمع، ويتبع له عدة أفرع في محافظات إدلب، حلب، حماة، ريف دمشق، وحمص.

مضيفاً بأن الهيكلية تبدأ من الأصغر حتى الأكبر، بالخلية الثورية، وهي أصغر تجمع سكاني كالقرية والمزرعة، تليها الوحدة الثورية، وهي عبارة عن تجمع خمس خلايا، ثم الدائرة، وتوجد بكل منطقة من مناطق محافظة إدلب، حيث يوجد ست دوائر بحسب مناطق المحافظة وهي “خان شيخون، معرة النعمان، حارم، أريحا، جسر الشغور، وإدلب”.

كما أن للمجلس الثوري الأعلى للتجمع، رئيس ونائبا له ورؤساء لتسعة مكاتب تدير أعمال التجمع، مدة ولاية المجلس سنة قابلة للتجديد مرة واحدة.

ويتوفر نموذجين لطلب الانتساب إلى التجمع الأول إلكتروني والثاني ورقي، ويقبل العضو المنتسب بعد تزكية عضوين من التجمع له، شريطة مطابقته لأخلاقيات العضو كما وردت في النظام الداخلي بحسب رئيس مكتب التنظيم.

دور المرأة في التجمع

لا تشغل المرأة دوراً كبيراً في التجمع من حيث المشاركة فيه، مع تواجد ضعيف بصفة عضو، وهو ما يرجع سببه نائب رئيس التجمع للأعباء التي لا تستطيع المرأة تحملها، فعملهم يحتاج لتنقلات، وحضور مؤتمرات، إضافة للوضع الأمني الغير مستقر، والتزامات المرأة الأخرى في بيتها، كل ذلك يراه عائقاً لعملها بالسياسة، مؤكداً أن إيمانهم بدورها ومشاركتها لهم كتجمع مطلقة، فهي برأيهم الأم، والزوجة، والشريكة، فلها رأيها ودورها بالحياة، ولها الحق بالمشاركة مع الرجل بكافة المجالات وعلى رأسها العمل السياسي.

“ناريمان البكري” إحدى نساء تجمع سوريا الثورة، ترى أن التجمع يولي اهتماماً كبيراً بالمرأة، رغم قلة النساء بالتجمع إلا أن الرأي النسائي حاضر بالحوارات، ولكن قلة عددهن هو سبب عدم إظهار دور المرأة فيه، مشيرة إلى إن هذا العدد قابل للازدياد في حال تغيرت الظروف المعيقة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*