استمرار جهود توحيد الخطاب السياسي في إدلب وتحديات الدمج

خاص زيتون

“أكبر نقطة ضعف لدى التجمعات السياسية على مستوى محافظة إدلب هي تعدد هذه التجمعات، وغياب الوضوح في الرؤية، ولذلك يجب أن يكون لدى هذه التجمعات خطة عمل واضحة على الأرض، ومنهج صحيح، بالإضافة إلى الأهداف المحددة والمعلنة، والتي تسعى لتحسين حياة الأهالي، وتتضمن الجانب السياسي والخدمي، وأن لا يكون كل ما يُرى مجرد إعلان تشكيل على وسائل التواصل الاجتماعي” بهذه النقاط لخص عضو مجلس إدارة تجمع أبناء إدلب ومسؤول مكتب العلاقات العامة والارتباط في التجمع “صلاح غفير” وضع التجمعات السياسية في محافظة إدلب، مضيفاً: “وجود حكومتين في المحافظة أدى إلى تشتيت الأهالي، ما يوجب إيجاد جسم سياسي وليد في المحافظة، فجاءت مبادرة لتوحيد التجمعات وتوحيد الخطاب السياسي، وأثمرت باندماج عدة تجمعات، ونتمنى أن يترجم هذا العنوان بمشاريع تخدم البلد”.

وكان الكثير من النشطاء السياسيين والمدنيين والمهتمين بالشأن السياسي، قد وجهوا انتقاداً للتجمعات السياسية في المحافظة، تمثل بتشرذم هذه التجمعات وتعددها، وبالتالي تشتت الخطاب السياسي في المحافظة، من بينهم الناشط الإعلامي “محمد العبد الله” الذي رأى أن التشكيلات السياسية السورية يعيبها التعداد، وعلى هذه الأجسام السياسية أن تتحد ضمن جسم واحد شامل لكل السوريين.

بينما اعتبر الناشط “عمر حاج أحمد” أن الساحة الثورية السورية أنتجت الكثير من المسميات السياسية، وهو أمر صحي في حال تظافرت تلك المسميات للعمل مع بعضها لإسقاط النظام، ثم البدء بعمل سياسي وحزبي لإنتاج نظام أكثر انفتاحاً.

التجمعات السياسية نفسها لم تكن بعيدة عن هذا الواقع، بل أدركته تماماً مؤمنةً بجدوى توحدها وبضرورة العمل السياسي الموحد، فما كان منها إلا أن ترجمت ذلك على الأرض، في محاولة لتلافي أبرز نقطة ضعف في عملها، والعمل للوصول إلى نتيجة أفضل.

 

مبادرة الثورة السورية في محافظة إدلب

أصدرت أربعة تجمعات سياسية في محافظة إدلب السبت 5 أيار الجاري، قراراً يقضي بتوحيدها تحت جسم سياسي واحد في خطوة هي الأولى من نوعها ضمن جهود مبادرة لتوحيد الخطاب السياسي في المحافظة وتوحيد التجمعات.

وأتت خطوة توحد الأجسام السياسية الأربعة، استجابةً منها لمبادرة أطلقها ناشطون من أبناء المحافظة تحت عنوان “مبادرة الثورة السورية في محافظة إدلب”.

وجاء في بيان المبادرة الصادر في 15 نيسان الماضي: “تماشيا مع ضرورة المرحلة التي تشهدها الثورة السورية المباركة، والتي تستوجب من الجميع العمل بروح الفريق الواحد على المستوى الثوري والسياسي تحت مسمى واحد، نتوجه بهذه المبادرة إلى جميع الأجسام الثورية والسياسية في محافظة إدلب للاندماج بجسم ثوري سياسي”.

وحدد البيان أولى مهام الجسم السياسي الجديد، وهي قيادة المرحلة السياسية في محافظة إدلب في الوقت الراهن، والعمل على تحقيق تطلعات وأهداف الشعب السوري، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تعتمد على ثقافة التواضع والتنازل وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة، بحسب البيان.

واقترحت لجنة المبادرة على الأجسام السياسية التي تم إرسال المبادرة إليها، الاندماج في جسم ثوري سياسي تحت مسمى “التحالف الوطني لقوى الثورة في محافظة إدلب”، أو ما يتم الاتفاق عليه من قبل جميع الأجسام، مبينة ً أن الاندماج سيكون على مرحلة واحدة أو مرحلتين، متأملةً الموافقة من الجميع، وفقاً لما جاء في نص البيان.

وذكر البيان أن المبادرة قد تم إرسالها إلى كلٍّ من: “الهيئة السياسية في محافظة إدلب، تجمع سورية الثورة، المجلس الثوري السوري، تجمع اتحاد النقابات المهنية، تجمع أبناء إدلب، هيئة الحراك الثوري، وشخصيات مستقلة”.

أحد مؤسسي مبادرة الثورة السورية في محافظة إدلب والرئيس السابق للهيئة السياسية في محافظة إدلب “رضوان الأطرش” تحدث لزيتون عن انطلاقة المبادرة وظروفها قائلاً: “تماشيا مع الظروف الحالية التي تعيشها الثورة السورية بشكل عام ومحافظة إدلب بشكل خاص، ولا سيما بعد عمليات التهجير القسري من الجنوب إلى الشمال، وتجميع أكبر عدد من الثوار في محافظة إدلب، كان لزاما علينا أن نطلق مبادرة لتوحيد العمل السياسي والثوري في المحافظة، وتوحيد هذه الأجسام الموجودة بشكل مبدأي”.

وأضاف “الأطرش”:

“جميع الأجسام السياسية التي تم توجيه المبادرة إليها لبت النداء، وعقدنا اجتماعاً فيزيائياً في ريف إدلب الجنوبي لبحث هذه المبادرة، والاطلاع على الأجسام السياسية وطريقة تكوينها وتشكيلها، واستمعنا إلى شرح وافي منهم، واستلمت لجنة المبادرة الأنظمة الداخلية للاطلاع عليها”.

وعن الظروف الحالية والمحاولات السابقة التي انتهت بالمبادرة تحدث رئيس تجمع سورية الثورة “عثمان بديوي” لزيتون قائلاً: 

“كان هاجسنا الوحيد منذ بداية الثورة أن تكون لهذه الثورة مؤسسة تضمن لها عملها المؤسساتي وديمومتها ونجاحها، غير أن الساحة تخبطت كثيرا بين عسكرة وسياسة وناشطين، ودخل في الثورة المدسوسون أو من هم ليسوا أهلاً لحمل فكر الثورة ومبادئها، حاولنا في بداية تشكيل الفصائل أن ندعم تشكيل جيش واحد له مكاتب سياسية، وطرحنا على العسكريين مبادرة قبل عامين ودعينا لمؤتمر وطني، ولم ننجح بسبب الفصائلية العسكرية، وحتى المؤتمر الوطني مؤتمر الإنقاذ الذي دعا له الأكاديميون، وجدنا أن من يهيمن عليه هي تحرير الشام”.

وأضاف “بديوي”: “بعد هذه المرحلة، وبعد ما جرى بـ الائتلاف والمجلس الوطني وغيرهما من أجسام المعارضة في الآونة الأخيرة، وجدنا أنه لابد من توحيد الساحة، وأن من الضروري أن نشكل نحن المدنيين النواة الأساسية لمجلس قيادة الثورة، أو لما يسمى الجهة المؤسساتية للثورة، فانطلقنا نبحث عن الكتل السياسية التي تؤمن بهذا الفكر، وتكللت الأمور بالنجاح مع بعض الصعوبات”.

 

الأهداف والرؤية

الهدف من توحيد التجمعات السياسية في إدلب ضمن اتحاد قوى الثورة في المحافظة هو مأسسة الثورة، أي تشكيل مجلس مؤسساتي واحد بغض النظر عن تسميته سواء مجلس قيادة ثورة أو أي تسمية أخرى، يقود الثورة ويحقق التغلب على التبعيات والأدلجة وتأثير المال السياسي، بالإضافة لوضع هيكلية للثورة وإدارة وفاعلة، وفقاً لرئيس تجمع سورية الثورة، والذي أكد أن اتحاد قوى الثورة في إدلب حالياً في طور تشكيل نواة حقيقية لهذا المجلس.

أما رؤية المبادرة لهذا الجسم السياسي الجديد الذي دعت إليه، فتتعدى حدود المحافظة لتشمل كافة الأراضي السورية، إلا أن بدايتها في إدلب وستتطور وتتوسع لاحقاً وبشكل تدريجي، وعن ذلك قال “الأطرش”:

“آثرنا نحن كلجنة مبادرة الانطلاق من محافظة إدلب، ومن ثم بعد تشكيل جسم موحد من هذه المحافظة، بالتأكيد سننطلق باتجاه بقية المحافظات الشمالية أولاً ومن ثم الجنوبية، ولدينا همة عالية بالعمل للوصول إلى جسم يمثل الثورة السورية في الداخل، وهذا الجسم بالتأكيد سيعمل على رسم خارطة طريق جديدة للثورة، ونأمل أن يلبي طموحات الشعب السوري المطالب بحريته وكرامته”، مضيفاً:

“بعد النقاش ووضع النقاط على الحروف، اتفق الجميع على العمل تحت مسمى “اتحاد قوى الثورة في محافظة إدلب”، واتفق المجتمعون على تشكيل مجلس إدارة مؤقت مؤلف من تسعة أعضاء، يقود هذا الاتحاد ريثما يتم استكمال النظام الداخلي الموحد لهذه الأجسام والعمل برؤية ثورية واضحة للجميع”.

وكمرحلة أولى سيتم تنسيق العمل بين الأجسام المنضوية تحت اتحاد قوى الثورة في محافظة إدلب، بحيث يصدر عنها بيان واحد، وفي مرحلة لاحقة وقريبة سيتم دمج هذه الأجسام في جسم واحد، وفق نظام داخلي مكتوب ومتفق عليه من قبل الجميع، وسيبقى الباب مفتوحاً أمام كافة الأجسام والشخصيات المستقلة للانخراط في هذا الاتحاد، وصولا إلى كلمة ثورية واحدة في هذه المحافظة التي باتت الآن محط أنظار العالم، وفقاً لأحد مؤسسي المبادرة.

 

ولا تزال عملية البحث عن التجمعات السياسية التي تؤمن بأهمية توحدها ضمن جسم واحد مستمرة، وهناك أسماء كثيرة مطروحة كتجمع “الشباب المثقف”، وتجمع “شباب سوريا”، وتجمع “سنعيدها لسيرتها الأولى” وغيرها من التجمعات، والعمل جار لاستقطاب أكبر عدد ممكن من التجمعات وتحقيق أفضل نتيجة، بحسب “بديوي” والذي يرى أن خطوة تشكيل اتحاد قوى الثورة ما تزال في بدايتها ولم تنته بعد، وأنها تسير في الاتجاه الصحيح ليس فقط على صعيد توحيد التجمعات السياسية، ولكن في مبادرات توحيد الصفوف كافة، وتشكيل جسم حقيقي للثورة، فهناك ناشطون وسياسيون وعسكريون بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني، مضيفاً:

“المبادرة التي نعمل عليها هي مبادرة توحيد الصفوف عامة، وكل يوم نزور طرف معين أو جهة معينة ونستمع منها، وحتى الحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ موضوعتين ضمن جدول الزيارات، وسنستمع للجميع، لنقدم مشروع توافقي فيه الحل لهذه المعضلة التي وقعنا بها”.

من جانبه أشاد عضو المبادرة ونقيب المحامين الأحرار ورئيس تجمع الاتحادات والنقابات المهنية في محافظة إدلب “عبد الوهاب الضعيف” بهذه الخطوة، مباركاً وحدة الأجسام السياسية باتجاه اتحاد كافة التجمعات السياسية الثورية، مؤكداً على استمرار سعيهم في سبيل توحيد الصوت السياسي في المناطق المحررة، وخلق جسم سياسي واحد تندمج فيه التجمعات السياسية في محافظة إدلب، وذلك بهدف الدفع بالعمل السياسي إلى الواجهة لتجنيب وإبعاد شبح الدمار عن المحافظة في ظل السيناريوهات الخطرة التي ترسم لها.

 

الصعوبات والعوائق

الاقتتال الفصائلي، كان من أبرز المعوقات التي واجهت المبادرة، إلى جانب صعوبة التنقل من مكان إلى آخر، ما جعل المبادرة تتأخر نوعاً ما في إنجاز المهمة الموكلة إليها، بحسب “الأطرش” الذي أوضح أن التجمعات الستة التي دعيت للمبادرة حضرت الاجتماعين الأول والثاني، في حين تخلّفت الهيئة السياسية في الاجتماع الثالث للمبادرة لأسباب خاصة، وحضر الاجتماع كلاً من: “تجمع سورية الثورة، المجلس الثوري السوري، تجمع اتحاد النقابات المهنية، تجمع أبناء إدلب”.

وكانت لجنة المبادرة قد عقدت عدة اجتماعات سابقة لتذليل بعض الصعوبات التي واجهتها أمام تمسك بعض التجمعات بتسمياتها والإصرار على انضواء الآخرين تحتها، إلا أن اللجنة تمكنت من تشكيل جسم سياسي من القانعين بالتوحد، ليكون هناك جسمين سياسيين يصبح من الأسهل اتحادهما معاً، بحسب “الضعيف”، معتبراً أن نزعة الأنا المنتشرة في العمل الثوري بشكل عام هي سبب الفشل المتلاحق في معظم المجالات، وأن عدم التخلص من هذه النزعة يعني الاستمرار ضمن سمة الفشل التي طبعت مؤسسات الثورة، فضلاً عن أن الهيئات السياسية لم تصل لمرحلة النضوج السياسي وما تزال تغلب المصالح الضيقة على مصلحة البلد، وهو أحد أسباب ابتعاد الناس عنها نوعاً ما، على حد تعبيره.

 

كذلك يرى رئيس تجمع سورية الثورة أن “الأنا” هي أهم الصعوبات التي واجهها اتحاد قوى الثورة في إدلب، وأنه بعد سنوات من العمل تشكلت مجموعات وفرق، وكل فريق يريد أن يحافظ على مكاسبه، فغلبت “الأنا” أو “النحن”، التي تقتصر على نحن كمجموعة وليس نحن كوطن أو نحن كثوار سوريا، مضيفاً: “إلا أن هذه العقبة بدأت تتزلزل عندما كانت الساحة تنهار، فكان من الواجب أن نرفع من سوية التفكير الوطني مقابل التخلي عن المكاسب الشخصية، هناك من آمن بهذا الفكر واستجاب للمبادرة، وهناك من لا يزال بحالة انتظار، وهذه المبادرة لم تُغلق بعد، وفي كل يوم يتم البحث عن تشكيل جديد لضمه إلى اتحاد قوى الثورة في إدلب”.

كما تقف الأدلجة الفكرية والارتباطات والتبعيات ولا سيما بالناحية العسكرية في وجه توحد التجمعات السياسية في إدلب، ويلعب المال السياسي دوراً كبيراً، وهو ما يشكل عائقاً أمام توحيد الصفوف، ولتتوحد الصفوف يجب على الأقل الإيمان أولا بالفكر الثوري، فضلاً عن اختلاف البيئة والثقافة والتوعية السياسية، ما يجعل للفوضى نصيباً في عملية دمج التجمعات السياسية، وفقاً لرئيس تجمع سورية الثورة.

من جانبه اعتبر عضو مجلس إدارة تجمع أبناء إدلب ومسؤول مكتب العلاقات العامة والارتباط في التجمع “صلاح غفير” أن العسكرة أحد أبرز الصعوبات التي تقف في وجه العمل السياسي وتوحيد التجمعات في إدلب بقوله: “كانت وما زالت الكلمة للفصائل، والسبب لأننا كأحزاب وتجمعات حين نتفرق نكون ضعفاء وحين نجتمع نملي قراراً على الجميع، وأنا على ثقة تامة أن الواقع على الأرض سيتغير للأفضل في حال توحد التجمعات السياسية على مستوى محافظة إدلب ضمن جسم واحد”.

وأعرب “غفير” عن تفاؤله في أن يصل مشروع توحيد الخطاب السياسي في المحافظة إلى مستوى متقدم، إلى جانب مشروع اندماج كافة الفصائل تحت مسمى الجيش الوطني، وإيجاد مشروع بديل عن الدعم والتبعيات التي تعتبر من أكبر المعيقات في وجه توحد الفصائل.

 

موقف الهيئة السياسية

رئيس الهيئة السياسية في محافظة إدلب “عاطف زريق” قال لزيتون: “نحن مع أي خطوة نحو الاتحاد بجسم واحد، كنا وما زلنا مع توحيد كامل لجميع الأجسام تحت اسم جامع له سمعته ووجوده على المستوى الداخلي والخارجي، ولكن للأسف نحن لدينا آلية لاتخاذ القرار في الهيئة السياسية، وكان توجه المكتب التنفيذي ورؤساء الدوائر أن تنخرط جميع الأجسام تحت اسم الهيئة السياسية كجسم، ونعلن عن انتخابات مبكرة للهيئة السياسية، ونحافظ على جسم الهيئة، ولكننا لا نستطيع إهمال عمل الهيئة السياسية لمدة سنتين”.

وأضاف “زريق”: “نحن نرى في الهيئة السياسية أن نبني على المبني وليس البدء من نقطة الصفر، وخاصة بعد أن وصلت الهيئة السياسية بإدلب إلى ضم أغلب الناشطين على مستوى إدلب، وبات لها حضور قوي بين الفعاليات، وإننا نرى كأبناء إدلب الوقوف خلف هذا المشروع، وخاصة أن هناك مشروع يشمل عشر محافظات، ونسعى لتوحيد الهيئات السياسية السورية”.

 

مكونات اتحاد قوى الثورة

يضم اتحاد قوى الثورة في محافظة إدلب أربعة تجمعات سياسية هي “تجمع سورية الثورة، المجلس الثوري السوري، تجمع الاتحادات والنقابات المهنية، بالإضافة لتجمع أبناء إدلب الذي يعتبر أحدثها عهداً، إذ تم تأسيسه في 15 آذار الماضي، من اندماج ثلاثة تجمعات في مدينة إدلب هي تجمع “إدلب المدني” وتجمع “إدلب الثوري” و “البيت الإدلبي”.

أما تجمع الاتحادات والنقابات المهنية في إدلب فقد تم تشكيله في 19 آب 2017، بهدف إغناء منظمات المجتمع المدني، ولكي يكون لها صوتاً مؤثراً على الساحة السياسية داخلياً وإقليمياً ودولياً، ولتقديم صورة أن هناك مجتمع مدني بمنظمات ذات أثر قوي ومؤثر وحضاري، وليست منطقة متروكة للسلاح والعنف، بحسب رئيس تجمع الاتحادات والنقابات المهنية.

ويضم تجمع الاتحادات والنقابات المهنية في إدلب كلاً من “نقابة الأكاديميين حاملي الشهادات العليا، نقابة المهندسين الحرة، نقابة المحامين الأحرار، نقابة الأطباء، نقابة الصيادلة، نقابة المعلمين، نقابة المهندسين الزراعيين، نقابة عمال الخدمات الصحية، نقابة الاقتصاديين والمقاولين، اتحاد الفلاحين بإدلب، اتحاد العمال، اتحاد الطلبة، تجمع المرأة السورية”.

أما المجلس الثوري السوري فقد كانت انطلاقته بداية تموز 2017، وقال المجلس على صفحته الرسمية في فيس بوك إن شرعيته تأتي من حوامله الفكرية والسياسية والقانونية والاجتماعية المتمثلة بأعضائه ومناصريه مع التفاف الشارع السوري الثائر حوله عندما يقف بمسؤولية أمام تحديات مصيرية تتحقق من خلالها آمال و تطلعات الشعب السوري، كما أعلن عن بنيته التنظيمية وأهدافه ضمن نظام داخلي للتجمع، ودعا عبر الصفحة أيضاً جميع السوريين الأحرار من عرب وكرد وتركمان وآشوريين ومسيحيين ودروز وأرمن وعلويين، ومن جميع الطوائف والأعراق والإثنيات، و من جميع المشارب الدينية والسياسية، إلى وحدة الصف والكلمة وإنقاذ وطنهم من براثن الاحتلال والطغيان والتطرف بجميع أشكاله.

تجمع سورية الثورة أقدم التجمعات المنضوية ضمن اتحاد قوى الثورة في إدلب، وقد قامت اللجنة التحضيرية لمشروع التجمع في 22 تشرين الثاني 2015 بوضع أهداف التجمع ورؤيته العامة، والتي تلخصت بالعمل على وحدة الصف واحترام الحريات العامة والخاصة، وضمان الحقوق وتحقيق العدالة الانتقالية التي تضمن رد الحقوق ومحاسبة المجرمين، والسعي لبناء مجتمع وسطي ومشهد ديني معتدل، وقضاء ثقافي أصيل ومتعدد، وفقاً لمؤسس التجمع “عثمان بديوي”.

وللتجمع نظام داخلي مكون من ستة فصول وأربع وثلاثين مادة، يضبط هذا النظام كل برامج عمل وخطوات التجمع، ويقود التجمع مجلس ثوري أعلى، يضم رئيس ونائبا له ورؤساء لتسعة مكاتب تدير أعمال التجمع، مدة ولاية المجلس سنة قابلة للتجديد مرة واحدة، وهو يمثل قيادة التجمع، ويتبع له عدة أفرع في محافظات إدلب، حلب، حماة، ريف دمشق، وحمص، فضلاً عن ست دوائر بحسب مناطق محافظة إدلب وهي “خان شيخون، معرة النعمان، حارم، أريحا، جسر الشغور، وإدلب”، وفقاً لرئيس مكتب التنظيم “معين العبد القادر”.

يذكر أن انتقادات أهلية وجهت للتجمعات السياسية في محافظة إدلب اتهمتها بالتفكك والشرذمة، وعدم القدرة على توحيد خطابها السياسي، ما يزيد من أسباب ضعف تأثير تلك التجمعات محلياً ودولياً.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*