من قلب الثورة إلى حضن النظام وروسيا.. فراس الخطيب

انضم قائد المنتخب السوري لكرة القدم فراس الخطيب لفريق تغطية كأس العالم في قناة RT Arabic الروسية، خلال نهائيات كأس العالم التي تستضيفها روسيا حالياً، ليتجاوز بذلك العودة إلى حضن النظام، وينضم إلى ركب المنضمين إلى حضن روسيا، في بطولة أطلق عليها المعارضون السوريون اسم “مونديال الدم”.
وقال الخطيب عبر حسابه في تويتر في 8 أيار الماضي، أنه سيكون موجوداً في تحليل كأس العالم 2018 في روسيا، من خلال فريق قناة RT Arabic.
وبدأ الخطيب وهو من مواليد حمص 1983، تمثيل المنتخب السوري منذ العام 2001، واستمرت مشاركته حتى مطلع العام 2011، حيث كانت آخر مشاركة له مع المنتخب في بطولة كأس الأمم الآسيوية في قطر.
لم يتأخر الخطيب عن اللحاق بركب الثورة السورية مناصراً لها من مكان إقامته خارج البلاد، لا سيما أنه ابن مدينة حمص، التي طالها بطش النظام، بعدما صرخ أهالي المدينة وريفها مطالبين برحيل الأسد.
كأي مواطن سوري معارض للنظام، شارك الخطيب في فعاليات مختلفة، ارتدى خلالها علم الثورة، وتوشح به، وبدأ بنشر تغريدات تهاجم النظام، وتصفه بـ “المجرم”.
وفي تغريدة له في السادس من تموز 2012، قال الخطيب بوضوح: “لن ألعب لمنتخب سوريا طالما هناك قصف للبلدات والمدن السورية، خصوصا مدينتي حمص”.
وأضاف في تغريدة أخرى في تشرين ثاني 2012، أنه معتزل للعب مع المنتخب، حتى يتوقف نزيف الدم وقصف الشعب السوري.
كما وصف الخطيب حال حمص بتغريدة جاء فيها: “السماء تذرف دمعاً عليك يا حمص، والأرض تمتزج بدماء الشهداء، ترابك يأبى إلا البقاء، أبناؤك يصرخون بكل كبرياء، حمص آمنة بدمائنا، لن تتعرض للفناء”.
كما تفاعل فراس الخطيب مع خبر تفجير خلية الأزمة في تموز 2012، الذي أفرح السوريين حينها، قائلاً: “لا شماتة بالموت، لكن في ناس لمّا بتموت كل الناس بتزعل عموتها، وفي ناس بنفرح عموتهم، وهؤلاء الأشرار، واليوم الحمد لله 90 بالمئة من الشعب السوري فرحان”.
بينما حاول فراس الخطيب إحراج قناتي الدنيا والإخبارية السورية، الممثلتين للنظام، بقوله: “لماذا لا تتصلون مع أشخاص معارضين لنسمع وجهة نظرهم، على غرار الجزيرة والعربية عندما تستقبل أعضاء مجلس الشعب وغيرهم”.
كما قارن الخطيب في إحدى تغريداته حال الثوار رغم الحصار والقصف بحال الشبيحة الموالين للنظام: “السبع سبع وإن كلّت أناملهُ، والكلبُ كلبٌ وإن طوقته بالذهب، هذا حال الرجال في سوريا، رغم كل ما يعانونه يبقوا سباعاً”.
حماس فراس الخطيب بعد أشهر من اندلاع الثورة السورية، دفعه لتبشير الداعية الكويتي نبيل العوضي، بأن نهاية بشار الأسد ستكون على أيدي ثوار حمص، حيث قال: “نحن أهل حمص منصورون بإذن الله، ولا تخاف، والله المعنويات مرتفعة، ونهايته على أيدينا نحن أحفاد خالد”.
وفي حالة من الشوق كانت تتملك الخطيب، عبر عنها بإحدى تغريداته قال فيها إنه يشتاق إلى تقبيل تراب “حمص العدية”، مضيفاً: “في مثل هذه الأيام من كل سنة، أكون في وسط حمص، والسعادة تغمرني بين الأهل والأصحاب، حرم الله من يحرمني من حمص الجنة، ولعنة الله على الظالمين”.

لكن وبعد مرور نحو خمس سنوات على تغريداته النارية، فاجأ فراس الخطيب السوريين، مؤيدين ومعارضين، بعودته الرسمية للمنتخب السوري، بل ودخول سوريا في آب الماضي، بعد وساطات قادها لاعبون ومسؤولون موالون للنظام، ليجلس في مطار دمشق الدولي تحت صورة بشار الأسد، في مشهد وصفه الكثيرون بـ “الإهانة لمن قبل بالعودة لحضن النظام”.

وكتبت صفحة دمشق الآن الموالية للنظام: “بعد 6 سنوات من غيابه عن أرض الوطن، قائد منتخب سورية الكابتن المخضرم فراس الخطيب يصل إلى دمشق للاندماج بمعسكر منتخبنا الوطني للتحضير للقائي قطر وإيران الحاسمين ضمن تصفيات كأس العالم روسيا 2018”.
عاد الخطيب، وتبعه عمر السومة، وصرح اللاعبان بتأييدهما للنظام عبر شاشة التلفزيون السوري، قبل أن يتم تكريمهما مع بقية اللاعبين، وتوقيع الأسد على صدرهما، في مشهد أثار ضجة واسعة في مواقع التواصل.
في حين اعتبر نجم نادي “الكرامة” الحمصي السابق أن عودته إلى المنتخب واجباً وشرفاً ولا علاقة لها بالسياسة، بينما رأى معارضون أن نظام الأسد يستخدم الرياضة بشكل عام، ومنتخب كرة القدم خصوصاً لتلميع صورته، بعد إقدام جيشه والميليشيات الطائفية التي استقدمها على قتل مئات آلاف السوريين وتشريد أكثر من نصفهم خارج البلاد وداخلها، فضلاً عن تدمير معظم المدن الثائرة في كارثة إنسانية صنفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
واليوم يتم التعريف عن الخطيب كقائد للمنتخب السوري وكمحلل رياضي وإعلامي مقدم لبرامج رياضية على قنوات RT الروسية، منافساً لأبطال عالميين كـ “بيتر شمايكل” و “مورينيو” وغيرهما، ما يعتبره مؤيدو النظام نصراً بحدّ ذاته، ويركز الخطيب في أسئلته لضيوفه حول دور السياسة وتأثيرها في الرياضة، فضلاً عن أداء المنتخبات العربية في المونديال، السؤال الذي كثيراً ما كانت الإجابة عليه بتهكم وسخرية كما هو الحال في رد “إبراهيموفيتش” حول أي من الفرق العربية المرجح تأهلها لدور 16قائلاً: “المنتخبات العربية لو وقعت كلها في مجموعة واحدة فلن يتأهل أحد منها”..
فراس الخطيب الذي آثر تقبيل يد قاتل أهله ومدمر مدينته ينتقل من بطل وطني إلى أحد أزلام النظام، ليسوق صورة القاتل من جديد، متناسياً بلداً لن تفيده أمجاد كرة القدم لسنين طويلة قادمة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*