الإمكانيات والشروط في صمود وانتصار إدلب

زيتون – عدنان صايغ
تملك محافظة إدلب ومحيطها المحرر من الإمكانيات العسكرية والحيوية ما يميزها عن باقي المناطق التي خضعت لعمليات التسويات عبر الضغط الروسي، ففضلا عن الترسانة العسكرية التي تمتلكها الفصائل فيها فهي أيضا تمتلك الحدود البرية المفتوحة مع تركيا، إضافة إلى المخزون البشري الكبير الذي قارب الأربع ملايين سوري معظمهم ممن يرفضون التسويات مع النظام.
وتؤكد مصادر عسكرية معارضة سقوط العشرات من قوات النظام على جبهتي حماه وريف اللاذقية تتقاطع مع ما تتداوله مواقع موالية من صور للقتلى في جيش النظام، ما يرجح ان الخسائر المرتقبة لقوات النظام في حال حاول الاستمرار في محاولة التوغل في إدلب.
ولعل تجربة المصالحات في ريف دمشق ودرعا وغيرها يمكن لها أن تكون مفيدة للفصائل في إدلب، ففي حديث لأحد ضباط النظام مع صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لحزب الله قال: “الجبهة الجنوبية لم تكن جبهة هشّة، وأن النظام ما كان ليخترقها بهذه السهولة، لولا نجاح الجانب الروسي في إنجاز تسويات، جنبت النظام وداعميه معارك طويلة ومنهكة”.
ومما سبق يبدو أن المقاومة في وجه الجبروت الروسي ممكن، وأن ما قاله عمر المختار يوما يمكن أن يصح في حالتنا هذه “ما يأخذونه في النهار نسترده في الليل” في إشارة إلى أمكانية الحيلولة على فارق القوة الجوية، لا سيما في حال التأمل في مصير أبناء المناطق التي خضعت للنظام، فالتسويات ليست خيارا مقبولا لأهالي إدلب، بل الثبات وقلب المغامرة الروسية عليها وعلى النظام.
من جانب آخر فإن تملك فصيل واحد بزعامة شخص مفرد لم يعرف عنه ايجابيته كقائد هيئة تحرير الشام على قرار المحافظة يعتبر خاصرة رخوة تستبعد رغبة الكثير من المقاتلين المناوئين لها بالانخراط في القتال والدفاع عن أرضهم، وهو ما يفرض على القادة العسكريين إيجاد مخارج مقبولة لفتح الطريق أمام الإمكانيات الكبيرة التي هدرتها هيئة تحرير الشام في تفكيك الفصائل سابقا.
كما يؤكد الكثير من المراقبين فإن الشرط الأول للصمود هو تحرير الإرادة لدى الفصائل والمقاتلين من الارتهان للخارج، واسترداد أولوياتهم، الاعتماد على أنفسهم ومنطقتهم التي قدر لها أن تكون المعتقل الأخير في مقاومة نظام الأجرام الأسدي.
ويحتم الظرف الوجودي اليوم انخراط المدنيين بكافة شرائحهم في المعركة وعدم ترك الجبهات للمقاتلين فقط، ولأن مصيرهم لن يختلف عن مصير الفصائل يتوجب عليهم الوقوف بشكل جاد بعيدا عن محاباة القوى المحلية لتعزيز ما يمكن لهم تعزيزه.
كل ما سبق يمكن أن يكون سلاح ذو حدين، يتوقف الأمر على حسن استخدام ما هو متوفر، وتحويله إلى وسائل صمود واستغلال كل ما هو متاح في معركة أخيرة لن ترحم الخاسر فيها، وهو ما يخرجها من سياق العمليات العسكرية السابقة التي جرت طيلة الثمان سنوات الماضية، ليضعها في مستوى حاسم للثورة السورية ومستقبلها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*