المقاومة الشعبية في الجنوب السوري

في منتصف تشرين الثاني من العام الماضي بدأ ينتشر على وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي اسم “المقاومة الشعبية في الجنوب السوري”، وذلك عبر مقاطع مصورة لاستهداف ثكنات أو أفرع أو حواجز تابعة للنظام في مناطق متفرقة من المحافظة، إلى جانب بعض المظاهرات السلمية التي خرجت في مدن وبلدات من المحافظة، رفض فيها الأهالي القبضة الأمنية للنظام، وطالبوا بإخراج المعتقلين وتنفيذ بنود اتفاق التسوية. 

وفي بداية شباط 2019، أصدرت المقاومة الشعبية في الجنوب السوري، بيانا نشرته على صفحتها في فيس بوك، دعت فيه شباب محافظة درعا بشكل خاص وشباب سوريا عموما، للانضمام إلى صفوفها، ومقاومة نظام الأسد الذي نكث بالعهود والاتفاقيات المبرمة، وشن حملات مداهمات واعتقالات، وطلب الشبان للخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وفرض عودة المنشقين للعمل جنبا إلى جنب مع الميليشيات الطائفية لقتل أهالي الشمال، مستغلا شظف العيش والتضييق على الناس في ظل الظروف الحياتية الصعبة، مؤكدة أن المقاومة الشعبية ستكون الدرع الحصين الذي يدافع عن أبناء سوريا بكل أطيافهم أينما كانوا، بحسب نص البيان.

المداهمات والاعتقالات
كما هي عادة النظام، وكما هو معروف عنه عدم الالتزام بوعوده وببنود الاتفاقيات التي يوقعها، لم يلبث أن انتهى من عمليات التهجير ومن تنظيم داعش في الجنوب، إلا أن بدأ بشن حملات مداهمات واعتقالات، سواء للمارين على حواجزه أو ضمن المدن والبلدات، والتي كان من المفترض حسب الاتفاقيات ألا تدخلها قواته.

استهدفت تلك الحملات التي كان فرع الأمن الجنائي بدرعا هو المنفذ لها في الغالب، عناصر وقياديي المعارضة العسكرية والمدنية، والذين وقعوا اتفاقيات تسوية، بحجة وجود دعاوى شخصية ضدهم، ولا تفيد التسويات فيها بحسب وسائل إعلام النظام والموالية له، ولم يشفع لبعضهم حتى انضمامه إلى صفوف ميليشياتها وفيلقها. 

وكان آخر الحملات، تلك التي نفذتها قوات النظام أمس الاثنين، وطالت عشرات المنازل في مدن”إنخل وجاسم والحارة” وبعض البلدات المحيطة بها، وذلك عقب أيام من الحملة التي استهدفت عناصر تسوية في مدينة الصنمين وأضفت لحصار المدينة.

وقال “مكتب توثيق الشهداء بدرعا” إن قوات النظام اعتقلت من محافظة درعا منذ توقيع اتفاق التسوية وحتى العشرين من شباط الماضي، 312 شخصا، بينهم 132 مقاتلا سابقا في الجيش الحر، قتل منهم تحت التعذيب في سجونه 26 قياديا، وفقا لما نقلته “عنب بلدي”.

في حين اتهم موقع “تيوب رصد”، قوات النظام باتباع طريقة جديدة لاغتيال قادة المصالحات في درعا، وذلك بوساطة حبوب سامة، وانتشار ظاهرة الاغتيالات في الجنوب، لا سيما في الشهرين الماضيين، مستشهدا بحادثة تسمم القيادي السابق في جبهة ثوار سوريا مفلح الكناني، والذي يتبع منذ سيطرة النظام على درعا ضمن ميليشيا الأمن العسكري، بحسب الموقع، الذي أضاف أن هذه الاغتيالات تفتعلها المليشيات المتناحرة، لفرض سيطرتها وإضعاف البنية المجتمعية، والتخلص من القادة الذين انخرطوا في المصالحات، على حد تعبيره.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*