الوقت من دم.. ماذا بعد اجتماع قادة الفصائل؟

زيتون – عدنان الصايغ

عقد قادة الفصائل العسكرية في إدلب يوم الأحد الماضي، إجتماعاً بهدف توحيد الجهود العسكرية ومواجهة الحملة التي يشنها النظام على المحافظة بحسب بعض المصادر المقربة منهم.
وضم الاجتماع قائد هيئة تحرير الشام “أبو محمد الجولاني”، وقائد جيش العزة “جمل الصالح” ومثل حركة أحرار الشام كلا من “حسن صوفان وجابر علي الشيخ أبو عدنان زبداني”، كما حضر قائد صقور الشام “أبو عيسى الشيخ”، وقائد جيش الأحرار “أبو صالح الطحان”.
وخلص المجتمعون إلى تشكيل غرفة عمليات عسكرية موحدة والاتفاق على التنسيق العسكري الكامل فيما بينهم، وتوزيع بعض الأدوار القيادية لقادة من خارج هيئة تحرير الشام، وهو الحدث الأول من نوعه خصوصا بعد ما فعلته هيئة تحرير الشام بالاعتداء على معظم الفصائل وتفكيكها.

ولقي الاجتماع ترحيبا شعبيا فاترا بسبب المؤشرات التي تشير إلى ارتهان الفصائل وقرارات التوحد التي تجريها إلى إرادة الخارج التركي، ورغم ذلك عولت على أن يشكل هذا الاجتماع حجرة عثرة في وجه تقدم قوات النظام على الأقل، إن لم يكن تحرير ما سلب سابقا.

ويرى البعض إن هذا الاجتماع جاء بناء على طلب تركي مباشر لقادة الفصائل وعلى رأسهم قائد هيئة تحرير الشام، صاحب السلطة الفعلية على الأرض، وذلك بهدف التخفيف من صورة سلطة الهيئة في المحافظة أو على الجبهات، لا سيما أن الدعوات التي وجهها الجولاني في مطلع العام الحالي لم تلق استجابة من قادة الفصائل نتيجة لفقدان الثقة في قيادة الهيئة، التي جعلت من توحيد الفصائل سابقا ذريعة للاعتداء عليها، وكأن معنى التوحيد عند الهيئة هو سلب أو تفكيك الفصائل، فكيف بمثل من فعل بالفصائل تلك الأفاعيل أن يؤمن بالعمل المشترك، وكيف يثق به من ذاق على يديه ما لم يستطع النظام السوري أن يفعله.

ومن هنا جاءت ردود الأفعال باهتة تجاه الاجتماع، بل وكانت معادية في أحيان أخرى وكأن لسان حال الأهالي يقول “العليق عند الغارة لا ينفع”، فيما دأبت هيئة تحرير الشام طوال فترة المعارك على محاولة تجيير الانتصارات المحدودة تحت اسمها متجاهلة مشاركة باقي عناصر الفصائل، ما زاد من الإحباط السائد.
ورغم هذا قدمت الفصائل أداءً جيداً في مواجهة قوات النظام في ريف حماه ومعارك كفرنبودة، وتجلى ذلك بوضوح في العدد الكبير من قتلى النظام واسترداد بعض المناطق التي كان النظام قد احتلها قبل أن يعود النظام ويسيطر عليها مجدداً.

لكن ماذا بعد الاجتماع؟ الإشارة التركية التي جمعت قادة الفصائل وزودتهم بالسلاح هل أعطتهم الإشارة بالتوقف، فيما يصعد الطيران الحربي السوري والروسي قصفه بشكل غير مسبوق، مرتكبا وبشكل يومي مجازر تطال معظم السكان والمناطق.
إدلب اليوم التي تدفع ثمن الانتظار دما وأرواحا من فلذات أكبادها ونسائها، ويصحو أهلها على مجزرة ويتسحرون على قصف ويفطرون على شهداء، إدلب التي نزح من منازلها أكثر من نصف مليون ليتوسدوا حقول الزيتون، من حق أهلها على الفصائل أن يذودوا عن كرامتها ويأمنوا روع أهلها، كما من حقها أن تعلم ما يدور في أروقة الاجتماعات بين المفاوضين، لا أن يقبعوا منتظرين قرارات قد لا تسعفهم قبل سقوط تلك المنازل فوق رؤوسهم.

وفيما تتحدث الأخبار الواردة من مفاوضات أميركية روسية عن خطوات تدريجية متريثة، وقرارات صعبة مفروضة على كل الأطراف، ينسى الجميع أن الوقت الذي يمر يستنزف دم الأبرياء في إدلب وأن المفاوضات تحت الموت لا تخرج بتسويات حقيقية أبدا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*