فتح معبر صوران.. تزييف الحقائق واستخفاف بعقول السوريين

زيتون
 
اتهم فريق منسقو استجابة سوريا في بيان له يوم الجمعة الماضي، وسائل الإعلام الروسية ونظيرتها التابعة لقوات النظام بتزييف الحقائق وذلك من خلال قرارها بفتح معبر آمن وإنساني في صوران – مورك بريف حماه الشمالي.
 
ونفى منسقو الاستجابة بشكل قاطع خروج أي مدني من المعبر من أهالي مناطق ريف حماه الشمالي والقرى والبلدات التي سقطت بيد قوات النظام مثل خان شيخون ومورك واللطامنة وكفرزيتا ولطمين والصياد ولحايا وبعض القرى الأخرى.
 
وأكد الفريق أن خروج أخر دفعة من المدنيين في تلك القرى المذكورة كانت بتاريخ 5 أب الماضي، برفقة عناصر من فريق منسقو استجابة سوريا إلى مناطق الشمال الحدودية مع تركيا، وذلك بسبب مخاوفهم من تعرض المنطقة للحصار وعمليات تصفية جماعية في حال اقتحمت قوات النظام مناطقهم وما يستتبع ذلك من عمليات انتقامية.
 
ويرى الكثير من الأهالي الذين فضلوا النزوح إلى البراري والبساتين على اجتياز المعبر، أن لا ثقة فيما يدعيه النظام وروسيا من حرصهم على حياة الأهالي، وأن هذه الادعاءات ما هي إلا لتجميل صورتهم إعلاميا أمام المجتمع الدولي، في الوقت الذي يقومون به بقتل الناس على مدار الساعة وقصفهم بطائراتهم الحربية، ففتح معبر آمن لمنطقة فارغة من السكان هي استخفاف بعقول السوريين أولا واستغفالا للمجتمع الدولي ثانيا، فالمنطقة التي قام بمحاصرتها ومن ثم السيطرة عليها كانت خالية من السكان الذين فروا من كثافة القصف قبل دخول النظام إليها.
 
يسخر النازح من ريف إدلب الجنوبي عمر الأحمد من افتتاح المعبر ويصفه بالفخ لكل من يعبره، مشيرا إلى التجارب السيئة التي عاشها أهالي ريف دمشق ودرعا في بقائهم تحت سيطرة النظام وما عانوه من اعتقال وتصفيات وزج في صفوف قوات النظام على الخطوط الأمامية بهدف التخلص منهم.
 
للمزيد حول مصير الأهالي الذي أجرو مصالحات وتسويات مع قوات النظام يمكنكم العودة إلى ما نشرته زيتون:
 
 
ويضف الأحمد إن غاية الطرف الروسي من فتح المعبر هو لتحقيق مكاسب سياسية تغطي على عملياته الإجرامية في قصف المدن والبلدات أمام المجتمع الدولي.
 
وكانت وكالة سانا الرسمية التابعة للنظام السوري قد نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية يوم الخميس، إعلانه عن فتح معبر إنساني في منطقة صوران بريف حماه الشمالي.
 
ومع ارتفاع وتيرة القصف الهستيري على قرى وبلدات ريفي إدلب وحماة، لا يجد الأهالي خيارا سوى الهروب إلى مناطق أكثر أمنا وأقل توفرا لمقومات الحياة في حقول الزيتون والبراري، مؤثرين ذلك على وقوعهم أسرى بيد قوات النظام التي تتوعدهم بالقتل والحرق عبر مقاتليها ومواليها، وتعطي منشورات بعض الموالين صورة عن حجم الحقد والضغينة التي يكنها مناصروا النظام لأهالي إدلب، منهم حيدرة بهجت سليمان أبن اللواء المخابراتي “بهجت سليمان”.
 
 
العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام وروسيا على مناطق شمال غربي سوريا تنتهك القوانين الدولية وأحكالم اتفاقيات جنيف الأربع الخاصة بالنزاعات المسلحة الدولية التي تؤكد على وجوب تجنيب المدنيين لأي خطر.
 
ورغم وجود بعض الموالين لنظام الأسد بين الأهالي الذين نزحوا في موجة النزوح الأخيرة، إلى أنهم يدركون جيدا ما ينتظرهم في حال فكروا بالعودة إلى مناطق النظام من خلال المعبر المزعوم.
 
مجموعة من التخوفات يعاني منها الأهالي وتجبرهم على الهروب من سيطرة النظام منها التجنيد الإجباري أو طلب الاحتياط في حال وقعوا في قبضة قوات النظام، وخصوصا في سياسته بزجهم على الخطوط الأولى للمواجهات مع أهاليهم كطريقة للتخلص منهم، وتجاهل النظام للقوانين المتعلقة بالعمر في سحب الاحتياط وخصوصا لأهالي المناطق الشمالية من سوريا وزجهم في الخطوط الأولى على الجبهات.
 
فقدان الكثير من الأهالي لأوراقهم الثبوتية ما يعرضهم لخطر الاعتقال، فضلا عن أن معبر صوران قد تم افتتاحه في منطقة عمليات عسكرية وقصف يصعب على المدنيين الوصول إليها، كما يخشى الكثيرين من تكاليف الحياة التي ستزيد عليهم في مناطق سيطرة النظام من إيجار منازل وغيرها.
 
وزادت السمعة السيئة لمراكز الإيواء التي أقامها النظام عقب سيطرته على مدن الغوطة الشرقية وريف دمشق ودرعا وما تسرب من قصص حدثت فيها، من ابتعاد الناس عن المغامرة في تصديق وعوده، فيما يخشى البعض نظرة الأهالي لمن غادر من المعابر على أنه خائن للثورة وأهله في المناطق المحررة.
 
ورغم ما يعانيه سكان المناطق المحررة من قمع وتضييق جبهة النصرة على حياتهم ليزيدوا بذلك طينة واقع القصف بلاً، إلا أنهم يفضلون العيش فيها على الإقامة في مناطق النظام، تأتي نظرتهم من ثقتهم بأن مشروع جبهة النصرة مشروع زائل وسطحي ومؤقت، لا يملك أي أسباب للبقاء، وأن التوصل إلى أي تسوية سياسية دولية بشأن سوريا ستكون كفيلة بزوال التنظيم وذوبانه في يوم وليلة.
 
كما يؤكد الكثير منهم أن استمرار النصرة في السيطرة على المناطق يأتي ضمن رغبة بعض الأطراف الدولية في استمرارها لاستخدامها كورقة مفاوضات وتحصيل مكاسب سياسية، وهو ما ثبت خلال فترة تمدد النصرة على حساب أكبر فصيل معارض وهو حركة أحرار الشام دون أن يتدخل الطرف التركي في المعركة مكتفيا بالمراقبة.
 
فيما يهدد نظام الأسد سوريا بحكمها إلى الأبد في حال تمكن من السيطرة المطلقة على كامل سوريا، وعودة مؤسساته الأمنية، وبشكل أكثر فجاجة وقسوة عما كان قبل انطلاق الثورة، كل هذه الأسباب تدفع الناس للتوجه نحو مناطق خالية من مقومات العيش على التوجه إلى مدن سوريا القابعة تحت سيطرة الأسد.
 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*