خلال ثلاثة أيام في ثلاث مدن تركية.. ثلاث اعتداءات على الأطفال السوريين

في مجمع “السولي” السكني الواقع في حي الميزتلي بمدينة مرسين التركية، وقع شجار بين طفلين في عمر الخامسة أحدهما أردني الجنسية والأخر تركي، وأثناء تدخل الأهل هاجم والد الطفل التركي الطفل الأردني بصفعة قوية تركت آثارها على خد الطفل وأسقطته أرضا ألحقه الرجل بعدها بركلة برجله، كما دفع شقيقة الطفل الأردني والبالغة من العمر 15 عاما بشكل عنيف.

بعد حضور والد الطفل الأردني ومحاولته الاستفسار عما حصل هاجمه والد الطفل التركي واعتدى عليه بالضرب، قام بعدها مجموعة من الأتراك المتضامنين مع الأب التركي برشق منزل العائلة الأردنية بالحجارة وتكسير نوافذ منزلهم.

رصد مقطعا مصورا من كميرا لهاتف محموم من أحد الجيران حادثة اعتداء المواطن التركي بصفع وضرب الطفل وشقيقته، ما أثار ردود فعل غاضبة واستهجانا من تنامي العنصرية لدى شريحة واسعة لدى الأتراك، ظهرت على شكل اعتداءات متكررة على الأطفال السوريين واللاجئين بمدن عدة في تركيا.

وقالت محامية العائلة الأردنية “هبة أوكال” في لقاء لها على تلفزيون سوريا إن الحادثة وقعت مساء أمس السبت وتم اعتقال الجاني وعرضه على القاضي الذي حكم عليه بالإقامة الإجبارية في منزله، مؤكدة أن الطفل التركي لم يتعرض لأي كسر في أسنانه كما نشرت بعض وسائل الإعلام التركية.

كما نشرت النيابة التركية معلومات خاطئة حول كسر أسنان الطفل التركي محاولة التخفيف من همجية التصرف الذي قام به المواطن التركي الأمر الذي نفته المحامية بشكل مؤكد.

وأضافت المحامية بأن آثار الصفعة ما زالت على جسد الطفل الأردني وهو في حالة نفسية سيئة مشيرة إلى عدم رغبته بالعودة إلى المنزل أو المجمع السكني الذي تلقى الاعتداء فيه.

إلى ذلك تلقى الطفل “محمد حاج صالح” سوري الجنسية 11 عام في الصف الخامس طعنة غادرة من شاب تركي في مدينة أورفا جنوب تركيا يوم الجمعة 4 تشرين الأول بعد سؤال من الجاني وجهه للطفل الذي كان يحاول شراء الطعام من أحد المحال القريبة من مدرسته أثناء استراحة الغداء.

بعد طعنه عاد الطفل جرحه إلى مدير مدرسته طالبا المساعدة، لكن مدير المدرسة اكتفى بتضميد جرحه وإبقائه في المدرسة لأكثر من ساعتين ثم أرسله إلى منزله، وبعد انصراف التلاميذ قام زملاء الطفل السوري باسعافه وحمله إلى “عدلية” أو مركز صحي بالقرب من المدرسة وهناك تم استدعاء الوالدة.

وأوضحت الوالدة في تسجيل صوتي بأن عناصر الشرطة عرضوا صورا لمشتبه بهم على الطفل محمد الذي تعرف على أحدهم مشيرا إلى شبه كبير بمن اعتدى عليه، لكن شرطة المركز قام بتخويف الطفل وأمه بأن عواقب اتهام شخص غير الجاني ستعرض الطفل للسجن والغرامة، ما دفع بالأسرة لعدم تقديم بلاغ ضد الجاني.

وكان الطفل “وائل المسعود” 9 أعوام سوري الجنسية قد قام بشنق نفسه في ولاية “كوجالي” التركية بسبب الإقصاء والرفض الاجتماعي من قبل رفاقه في المدرسة كونه سوري الجنسية.

وعثر مواطنون أتراك مساء أمس الخميس على الطفل “وائل السعود” مشنوقا على باب مقبرة في قضاء “كارتبه” بالقرب من اسطنبول.

وبعد حضور الشرطة والتحقق من وفاة الطفل والتأكد من هويته نقلت الجثة بعد إخضاعها للتشريح والفحص لتسلم إلى أهله لاستكمال الدفن.

وأكد والد الطفل وأقربائه إلى أن وائل عانى في الفترة الأخيرة من النبذ الاجتماعي من قبل زملائه الأتراك في المدرسة كما تعرض للتوبيخ يوم انتحاره من قبل أحد المدرسين.

تشير الحوادث الثلاث التي جرت في خلال اسبوع واحد إلى تصاعد حدة الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين السوريين، لا سيما بعد توجه الحكومة التركية إلى حملات ترحيل وتضييق على اللاجئين السوريين، ظهر الكثير من تلك الممارسات على شكل عنف من قبل رجال الشرطة مارسوه على السوريين أثناء اعتقالهم وترحيلهم.

ثلاثة حوادث في ثلاث مدن متوزعة في غرب وجنوب وشمال تركيا خلال أيام ثلاثة، تؤكد على وجود تسامح حكومي موجه لما يقوم به بعض الأتراك من اعتداءات وممارسات عنصرية ضد اللاجئين السوريين، ومن المرجح أن تتفاقم تلك الاعتداءات إن لم تقم الحكومة التركية بتشديد حماية السوريين لديها، إلا إن كانت تنتهجها كسياسة لتخفيف أعداد اللاجئين لديها.

ويرى البعض أن المجتمع التركي يتحمل إلى جانب المنظمات المدنية والحقوقية في تركيا مسؤولية تخفيف المد العنصري ومشاعر الكراهية التي تسود الشارع التركي ضد السوريين، مؤكدين على أن عاقبة العنصرية ستنعكس على السلم الأهلي التركي الذي سيتجاوز بعنصريته وجود السوري ليرفض كل مختلف عنه فيما بعد.

تأتي هذه الحوادث بالتزامن مع مشاركة الجيش الوطني السوري بالقتال إلى جانب الجيش التركي في المناطق الكردية شمال سوريا، وهو الجيش الذي عول عليه الكثير من السوريين لإخراج هيئة تحرير الشام وحماية الأهالي في محافظة إدلب من تقدم النظام، فيما تبين لاحقا أن اندماجه مع الجبهة الوطنية للتحرير كان بهدف القتال والتغطية على توغل الجيش التركي في الشمال السوري، لتبقى إدلب ورقة مساومة لجني المكاسب التركية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*