أسعد هلال … ثورة في رجل

يقولون إن وخز الإبرما هو اشد من الحجر وأنفذ من الطويل,بر وأمرّ من الصبر وأحرّ من الجمر , لم أجد في بحر كلماتي ما أرثيك به يا شيخي الجليل فعلاً أنا صغير أمام رثائك .الشيخ الشهيد اسعد هلال

دخلت يوماً إلى مكتبة الصغيرة بعد خروجه من سجنه الطويل , لكي أرى من سمعت عنه الكثير ،طلبت منه كتاباً فتبين لي أنه لا يبيع الكتب حتى يقرأها ، ازداد احترامي له وأردت أن أتعمق في بحره أكثر.

_ لم يكن إنسانا عادياً أزال من مخيلتي الصورة عادية, لرجل الدين التي حاولت جميع الأنظمة أن يصورهم بها من خلال اللفة البيضاء والرجل الذي يخطب الجمعة ويعلم الناس أحكام الطهارة والنّكاح.

_ كانت ابتسامته ومشيته وطريقة أكله وشربه غير عادية , اكتشفت فيما بعد أن أفعاله كانت من سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام

وبعد فترة وجيزة فرض شخصيته في المجتمع وأصبح مقصد الفقراء والمحتاجين, فزكاة البلد وصدقاتها كانت تصب في بيته رغم كثرة الجمعيات الخيرية, لأن ثقة الناس به كبيرة , لم يقتصر نشاطه داخل البلد وإنما وصل إلى قطاع غزة فتكفل بعدة أسر فقيرة هناك.

فهذه التصرفات لم تكن محط إعجاب النظام وعملائه فاختلقوا له مهمة جديدة وزجّ به في السجن مرة أخرى, قبل اندلاع الثورة بفترة وجيزة.

اندلعت الثورة فأراد النظام أن يجمل النظام،صدر عفواً عاماً فكان من بين المفرج عنهم، لم يثنه ما ذاقه من ظلم النظام فاّثر الانضمام إلى ركب الثورة.

فكان قائداً ومرجعاً لها في مدينة سراقب وريفها, وزع المعونات على المتضررين, أمن السلاح , حلّ الخلافات بين الثوار فكان الحضن الدافئ الذي يضم الجميع.

تريدون أن تعرفوا كم كان خطيراً على النظام ،أنظروا كيف اغتالوه , زرعوا له عبوةً ناسفة في سيارته بعملية لم نشهد لها مثيل إلا في لبنان وفلسطين المحتلة.

استشهد الشيخ ولم يترك لأسرته غير ( مئة وخمس ليرات ) رغم أن أموال البلد كانت بيده آذار.وا يا بعض من تدعون أنكم ” ثوار” وأسرته الآن تعيش على المعونة الشهرية التي لا تأتي أحيانا إلا بعد خمسين اتصال.

أرادوا أن يغيبوه فكان يوم استشهاده الذكرى الأولى لاندلاع الثورة في الخامس عشر من آذار.

يوم لن ينساه أحد.

لم تغب عنا يا شيخ لن ننسى وقارك ( قال لي احد الأشخاص أن الشيخ عندما كان في السجن ويطرق السجان باب المهجع يذهب لاستلام الطعام ولا يسمح لزملائه بالخروج كي لا يتأذوا لان من يستلم الطعام كان يضرب ضرباً مبرحاً).

لن ننسى كلماتك وأنت تربالعهد، في تشييع الشهداء: بسم الله الرحمن الرحيم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم.

أخي أتراك سئمت الكفاح وألقيت عن كاهليك السلاح فمن للسبايا يواسي الجراح؟؟؟

لقد وعدت فصدقت وأوفيت بالعهد ،ونبشرك يا شيخ أن أبناءك لم يستكينوا وتابعوا مسيرتك وحرروا مدينتك وقريباً سوف يحررون سوريا كلها إنشاء الله والنصر لثورتنا.

أحمد خليل