نازحو الشمال أمام ثلاثية الهم: النزوح والبطالة والغلاء

بعد أن فاض بهم الكيل، وبات وجع النزوح يفوق قمع سلطات الأمر الواقع وخوف انتشار الوباء، خرج النازحون في مدينة إدلب ومدن أخرى كجرابلس والباب واعزاز، في مظاهرات ليلية رافعين مطالبهم بعودتهم الآمنة لبيوتهم، دون أن يوجهوا تلك المطالب إلى أية جهة، وكأنهم يأسوا من وصول صوتهم لأحد في المجتمع الدولي، بل بدت تلك المظاهرات كصرخة ألم فقط، أو للتخفيف عن أرواحهم التي أتعبها إنتظار العودة.

التحديات التي تواجه النازحين تشمل كل جوانب الحياة، إضافة إلى ما استجد من القلق بانتشار وباء كورونا، ليضاف إلى صعوبة شهر رمضان وسط نزوح دخل شهره السادس، وجيوب أفرغتها ضرورات الاستقرار لأكثر من مليون سوري هربوا من بيوتهم على عجل.

خلقت الأعداد الهائلة من النازحين سوقا مشتعلة في إيجارات المنازل، وبات متوسط إيجار منزل بسيط ما يقارب /100/ دولار أمريكي، ما سرع من إفراغ مدخرات النازحين، القلقين من فكرة اضطرارهم للإقامة في الخيام التي يدركون صعوبة الحياة فيها.

من جانب آخر، تسبب انهيار الليرة السورية أمام سعر الدولار بارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، لتصل تكلفة مائدة رمضان لحوالي 10 آلاف ليرة سورية، ما دفع بالكثير منهم للتخلي عن اللحوم والفواكه والاقتصار على وجبات لسد الجوع فقط.

كما تشهد مدن النزوح كإدلب المدينة والباب وغيرها عمليات تفجير متكررة، كما تشهد مدن أخرى كجرابلس اشتباكات مسلحة بين الفصائل، تزيد من صعوبة الحياة للنازح.

صعوبات تجثم على صدور النازحين المنتظرين فرج الله، وبينما الوقت يمر عليهم دون عمل يدر عليهم بعض الدخل، بعد أن خسروا أرزاقهم ومهنهم ليتركوا أمام الفاقة التي لا تسدها وجبات الإغاثة المؤقتة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*