برعاية الأسد.. العملة السورية ورق بلا قيمة وبوادر انتفاضة جوع في مناطقه

تواصل الليرة السورية انهيارها الحاد بشكل كبير اليوم، لتصل إلى أرقام قياسية أمام الدولار الأمريكي، فيما لا يزال الشارع السوري يغلي بالمظاهرات المناهضة للنظام، وتحميله مسؤولية تدهور الاقتصاد السوري وارتفاع الأسعار الجنوني.

ونشرت موقع الليرة السورية سعر صرف الليرة بـ 3175 ليرة سورية أمام الدولار،  كما بلغ سعر الغرام الواحد من الذهب 147497 ليرة سورية لعيار 21.

وقال مراسل زيتون إن أغلب المحال التجارية ومحطات الوقود قد أغلقت في مدينة إدلب، بسبب تدهور سعر الصرف وانهيار الليرة السورية وانعدام قيمتها الشرائية.

مجالس محلية تدعو لاعتماد الليرة التركية والدولار في التعاملات المالية

دعا المجلس المحلي في مدينة مارع وإعزاز والغندورة شمالي حلب أهالي المدن وريفها، إلى اعتماد الليرة التركية والدولار الأمريكي في التعاملات المالية.

وقال المجلس في بيان له أمس الأحد، نظرا للانهيار المتسارع في قيمة الليرة السورية أمام باقي العملات، وما يحدثه هذا الانهيار من خلل في الاتفاقات المالية، وصعوبة في عمليات تداول السلع والخدمات بين الأهالي.

ودعا المجلس لتثبيت أسعار البضائع، والاتفاقات المالية الصغيرة والمتوسطة، وأسعار المحاصيل الزراعية، وأجور عمال اليومية ومهن البناء والمهن المشابهة بالليرة التركية، وتثبيت الاتفاقات المالية الكبيرة بالدولار الأمريكي.

ودعا ناشطون وفعاليات مدنية أهالي مدينة إدلب والمناطق المجاورة لها للخروج بمظاهرات حاشدة في مدينة إدلب، للمطالبة بوقف التعامل بالليرة السورية واستبدالها بالعملات الأجنبية، والعمل على إيجاد حلول للوضع المعيشي المتردي للأهالي، وذلك بعد قرار حكومة الإنقاذ برفع سعر ربطة الخبز والمحروقات في الشمال السوري.

كما دعت غرفة تجارة وصناعة جرابلس شرق حلب أمس الأحد، التجار وأصحاب المهن والأعمال في مدينة جرابلس وريفها إلى تثبيت جميع أنواع البضائع التجارية بالليرة التركية بما يتناسب مع السوق التجارية ودخل المواطن في المنطقة المحررة.

وقالت الغرفة في بيان لها حول الانهيار المتسارع في قيمة الليرة السورية أمام باقي العملات، وما يسببه هذا الانهيار من خلل في الحركة التجارية والمالية وصعوبة في عملية تداول السلع والخدمات بين الأهالي.

وحث البيان على تثبيت أسعار المواد الأساسية والاتفاقات المالية التجارية وأجور المهن والأعمال الزراعية والمواصلات والنقل الداخلي ونقل الشحن بالليرة التركية، وبما يتناسب مع أسعار الصرف الحالية.

وتأتي هذه الإجراءات بعد انهيار الليرة السورية ووصول سعر صرف الدولار الأمريكي في إدلب إلى 3500 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد للمبيع و 3400 ليرة للشراء وفي دمشق سجل سعر الصرف 3100 ليرة للمبيع و3000 للشراء، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات الأجنبية.

مظاهرة احتجاجية على تدهور الأوضاع المعيشية في السويداء

لليوم الثاني على التوالي خرج العشرات من أهالي مدينة السويداء بمظاهرة ضد نظام الأسد واحتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والفساد الحكومي.

وقالت شبكة السويداء 24، إن العشرات من أهالي مدينة السويداء تجمعوا أمام مبنى المحافظة وجابوا شوارع المدينة، احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتنديدا بالفساد الحكومي، ونادوا بإسقاط نظام بشار الأسد.

وردد المتظاهرون هتافات “عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد” “و” يالله إرحل يا بشار” و”سوريا حرة إيران وروسيا برا”، و”يرحم روحك يا سلطان البلد صارت لإيران”، وهتافات أخرى حملوا فيها النظام السوري مسؤولية الأوضاع المتدهورة.

كما تجددت المظاهرات في مدينة طفس بريف درعا لليوم الثاني، للمطالبة بإسقاط النظام وتحميله مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية، والإفراج عن المعتقلين في سجونه.

وفي إدلب تظاهر المئات منددين بحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام وزعيمها الجولاني، مطالبين بكف حكومة الإنقاذ عن رفع أسعار الخبز والمحروقات.

تعليق أمريكي على انهيار الليرة

من جانبها علقت الخارجية الأمريكية على لسان المبعوث الأمريكي إلى سوريا “جيمس جيفري”، أن انهيار قيمة العملة السورية يعود إلى الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة تجاه سوريا، مشيرا إلى عرض بلاده حلا للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية.

جاء ذلك خلال اجتماع أمس الأحد، بحضور الجالية السورية في أمريكا والمجلس السوري الأمريكي، للحديث عن آليات تنفيذ قانون قيصر والسياسة الأمريكية في سوريا.

وأوضح جيفري خلال الاجتماع، أن انهيار الليرة السورية دليل على أن روسيا وإيران لم تعودا قادرتين على تعويم النظام، مشيرا إلى أن نظام الأسد، لم يعد قادرا على تبييض الأموال في مصارف لبنان التي تعاني هي أيضا من أزمة.

وكشف المبعوث الأمريكي، أن الولايات المتحدة قدمت للأسد طريقة للخروج من هذه الأزمة، وقال “إذا كان الأسد مهتما بشعبه فسيقبل العرض”.

وأضاف إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لعملية سياسية ليس بالضرورة أن تقود إلى تغيير للنظام، وإنما تطالبه بتغيير سلوكه وعدم تأمينه قاعدة لإيران والمنظمات الإرهابية.

وأشار “جيفري” إلى أن العقوبات المشمولة بقانون “قيصر”، ستطال أي نشاط اقتصادي بشكل تلقائي، وكذلك أي تعامل مع النظام الإيراني.

ويأتي انهيار النظام الاقتصادي قبيل أيام من موعد تطبيق قانون “قيصر” الذي يفرض عقوبات مشددة على نظام الأسد والدول الداعمة له، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 17 من الشهر الحالي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*