الحر وارتفاع الحرارة تهديد جديد للنازحين في إدلب

بعد أن وصلت درجات الحرارة إلى 43 درجة مئوية في الشمال السوري، ساد الحديث بين الأهالي ولا سيما النازحين منهم عن معاناتهم من شدة الحر، وسط ظروف معيشية صعبة.

وفي رسالة له قال النازح في مدينة الباب بريف حلب الشمالي “عبد الرزاق المحمد” في مجموعة عائلته على تطبيق الواتس آب:

“من الصبح باشر العرق يشر شرير، يا رب رحمتك بعبادك النازحين، والمهجرين وأهل الخيام المساكين وخاصة الأطفال، يا رب شوية برودي ورجعنا علا بيوتنا بخير”.

تختصر كلمات النازح هموم وآماني النازحين والأهالي، وهم يتصببون عرقا في شتاتهم، وما بين الحر والنزوح، وصعوبة الحياة المعيشية ينوس السوري في محنة طالت في ظروف مناخية غاية في القسوة.

ولا يقتصر الحر الشديد في خطورته على صحة الناس بإصابات ضربات الشمس والجفاف، بل تتعداها لتدفع بالأهالي إلى مخاطر أخرى، كالغرق جراء محاولاتهم السباحة والتبرد من الشمس، كما تظهر الأفاعي والعقارب والحشرات السامة جراء الحر، إلى اندلاع الحرائق بشكل كثيف وواسع في مناطق عدة في الشمال.

وبهدف التوعية نشر الدفاع المدني في إدلب نصائح وتوصيات للأهالي، خص فيها القاطنين بالخيام، للتخفيف من مضار الحر وتلافي تأثيره.

وحذر الدفاع المدني الأهالي من التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات النهار، محددا الفترة ما بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة عصرا، هي فترة الذروة بالنسبة للحر، كما نصح بارتداء الملابس الفضفاضة، وعدم تعريض الجسد للشمس بشكل مباشر، إضافة لتناول كميات كبيرة من السوائل.

كما أشارت النصائح للقاطنين بالخيام بتجنب الطبخ داخل الخيمة، وعدم السماح للأطفال باللعب خارج الخيم، وأخذ الحيطة من المواد القابلة للاشتعال داخل الخيمة، كالمحروقات.

وتفتقد الخيام في معظمها إلى عوازل تقي حرارة الجو، كما تنتشر في زواياها مواقد الطبخ، وهو ما يزيد من مخاطر اشتعال الحرائق وارتفاع الحرارة على النازحين.

ويتداول الكثير من الأهالي نصائح حول تخفيف الحر، لا سيما أمام انعدام الكهرباء والمراوح الكهربائية، أو الثلاجات والماء البارد، ومن أبرز تلك النصائح استخدام طشوت مياه في المنازل والخيام، لاستحمام الأطفال وتبريدهم، وعدم تناول الأطعمة الحارة التي تزيد من ارتفاع درجات حرارة الجسم، أو التوجه إلى أماكن أكثر برودة.

ويرى البعض أن حالة النزوح والسكن في أماكن جديدة غير منازلهم، زاد من ارتباك النازحين، وقيدهم في خيارات كانت متاحة لهم في بيوتهم الأساسية، مشيرين إلى تحفظ الأهالي واضطرارهم للبقاء في حالة من عدم الراحة.

وبحسب الأرصاد الجوية فإن موجة الحر سوف تبدأ بالانتهاء ابتداء من غد الاثنين، ليعود الطقس بالاعتداء من جديد.

الغرق بسبب الحر
ونشر الدفاع المدني صورا لحالات انتشال جثث من بعض المسطحات المائية التي باتت مقصدا للكثيرين بهدف السباحة والتبريد، وفي حمى الحر الشديد غامر البعض في السباحة في أماكن خطرة كانت نتيجتها الغرق.

وكانت فرق الغطس في الدفاع المدني، قد انتشلت يوم السبت 20 حزيران، جثامين ثلاثة أطفال نازحين من بلدة الغدفة شرقي إدلب، بعد غرقهم في سد صغير لتجميع المياه في بلدة مورين بريف إدلب الشمالي الغربي، أثناء سباحتهم في مياه السد.

كما انتشلت مدنياً قضى غرقاً، في الثاني من تموز، في مسطح مائي قرب بلدة بليون جنوب إدلب، فيما أنقذت مدنياً آخر من الغرق في مياه نهر الفرات شرقي حلب.

إلى ذلك توفي الطفل “محمد حسين ديبو” 10 أعوام، غرقاً في مسطح مائي، اليوم السبت 27 حزيران، في قرية البلّ بريف مدينة اعزاز شمالي حلب، ليرتفع بذلك عدد المدنيين الذين قضوا غرقاً في الشمال السوري إلى 15 مدنياً، أغلبهم أطفال، منذ بداية حزيران الحالي.

كما سجل الدفاع لمدني حالة غرق أخرى في سد قرية الدرية بريف إدلب الغربي.

لسعات سامة
كما انتشرت حالات التعرض للسعات الأفاعي والعقارب في الفترة الماضية تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة، ونبه الدفاع المدني من خروج الثعابين والعقارب من جحورها بحثا عن أماكن أكثر برودة يمكن أن تكون خيمة أو منزل.

وقال الدفاع إن مدنيا تعرض في قرية اللج بريف إدلب الجنوبي للدغة من أفعى سامة، يوم الخميس 2 تموز، كما تعرضت الطفلة “ريتال” من ساكني مخيمات النزوح بتجمع كفرلوسين شمالي إدلب، للدغة من حشرة سامة، كما تعرض شخص من قرية كنصفرة جنوبي إدلب للسعة عقرب.

سبق ذلك تعرض طفلة في الخامسة من عمرها، مقيمة بمخيم النهضة في منطقة دير حسان شمالي إدلب، للدغة عقرب أثناء لعبها اليوم الخميس 18 حزيران.

حرائق بسبب الحرارة
أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني، الثلاثاء 30 حزيران، حريقاً نشب في أحراش قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمالي إدلب، كما استمر حريق لمدة أربعة أيام في أحراج قرية الشاتورية غربي إدلب، قال الدفاع المدني أنه التهم ما يقارب المئة دونم، كافح الدفاع المدني لإخماده في ظل صعوبة ووعورة المنطقة الجبلية واشتداد الرياح.

واشتعلت ثلاث حرائق في مناطق حراجية بالقرب من قرية الزعينية والشاتورية وبكسريا بتاريخ 24 حزيران، ترافقت مع هبوب رياح قوية في المنطقة بحسب الدفاع المدني.

وأكد الدفاع المدني أن فرق الإطفاء أخمدت حتى تاريخ 28 حزيران، 17 حريقاً في ريفي إدلب وحلب، منها 13 حريقاً بأراضٍ زراعية ومناطق حراجية.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*