الدفاع المدني السوري يحتفل بالذكرى السادسة لتأسيسه

يحتفل الدفاع المدني السوري غدا الأحد بذكرى تأسيسه السادسة، ست سنوات عمل فيها الدفاع المدني لمساعدة جميع السوريين بكل أطيافهم بحيادية وشفافية ودون تحيز.

في 25 تشرين الأول عام 2014، كان الاجتماع التأسيسي الأول في مدينة أضنة التركية، وحضره نحو 70 من قادة الفرق المتطوعة في سوريا، ووضع المجتمعون ميثاقا للمبادئ الخاصة بالمنظمة لتعمل تحت القانون الإنساني الدولي، وتم الاتفاق على تأسيس مظلة وطنية لخدمة السوريين، وإطلاق اسم “الدفاع المدني السوري” عليها، وشعاره من الآية في القرآن الكريم، وهي: “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”.

ومع بداية عام 2015، أطلق اسم “الخوذ البيضاء” على الدفاع المدني السوري، بعد اشتهار الخوذ التي يرتديها المتطوعون أثناء عمليات البحث والإنقاذ.

وقال الدفاع المدني السوري في بيان له اليوم السبت بمناسبة ذكرت تأسيسه السادسة، إنه يسعى لتقديم خدماته للمدنيين في كافة المناطق السورية، شريطة تقديم ضمانات تكفل سلامة متطوعيه من أي خطر أو تهديد على حياتهم، وبعد سيطرة النظام السوري على مناطق واسعة انحصر عمل الدفاع المدني في شمال غربي سوريا، ذلك بسبب التهديد المباشر للمتطوعين وسلامتهم الشخصية على كافة المستويات، ويقوم الآن نحو 3 آلاف متطوع بينهم 230 متطوعة، بمساعدة المدنيين في شمال غربي سوريا ويقدمون لهم ما يستطيعون من خدمات تساعد على الاستقرار.

ويقوم الدفاع المدني السوري بعمليات البحث والإنقاذ، وتجاوز عدد المدنيين الذين تم إنقاذهم بسبب قصف النظام وروسيا 122 ألف مدني، واستجابت فرق الدفاع المدني للحوادث بأنواعها وقام بإسعاف المصابين، والتعامل مع الهجمات الكيماوية لحماية المدنيين، إضافة لخدمة الراصد والتي تحذر المدنيين من الهجمات الجوية وتساهم بإنقاذ أرواحهم.

لم تكن مهمة متطوعي الدفاع المدني فقط إنقاذ المدنيين من بين ركام قصف النظام وروسيا، فخلف خطوط الموت أو حتى بينها، يحتاج المدنيون لخدمات تبقيهم على قيد الحياة في ظل البنية التحتية التي باتت شبه مدمرة، ويسعى الدفاع المدني بما يتوفر من إمكانات للمساهمة بتأهيلها وصيانتها، والمشاركة في تقديم الخدمات، مثل إعادة الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وإزالة جبال من ركام المنازل التي انهارت بسبب قصف النظام وحليفه الروسي، كما يقدم الدفاع المدني الخدمات للمدنيين المهجرين والنازحين عبر تجهيز المخيمات وفتح طرقات لها وفرش أرضياتها والمساعدة بتحسين بنيتها التحتية.

وتقوم فرق مختصة بإزالة مخلفات الحرب والتخلص من الذخائر غير المنفجرة وتحديد أماكن وجودها، هو أحد أخطر الخدمات وأصعبها التي يقدمها الدفاع المدني السوري، تضم عدة نشاطات مختلفة منها المسح لتحديد المناطق الموبوءة وعمليات التوعية، وعمليات التخلص بشكل نهائيً من أخطارها.

وبدأت فرق مختصة من الدفاع المدني مطلع العام 2016 بإزالة مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة التي تهدد حياة آلاف المدنيين يوميا في ظل عدم وجود أي جهة تعمل في هذا المجال.

وعند انتشار الأمراض والأوبئة كان متطوعو الدفاع المدني أول من استنفر بكل إمكاناتهم المتاحة لمواجهتها والحد من انتشارها، وتوعية الأهالي وتأمين التجهيزات الطبية والوقائية.

كان عمل الدفاع المدني في إنقاذ الأرواح ومساعدة المدنيين الذين يتعرضون لقصف النظام وحليفه الروسي وتوثيقهم الهجمات، من أهم الأسباب التي جعلتهم هدفا للنظام وروسيا، عبر استهداف المراكز أو استهداف المتطوعين بغارات مزدوجة أثناء انقاذهم الأرواح، وبلغ عدد المتطوعين الذين فقدهم الدفاع المدني حتى الأن 287 متطوعا.

تمكن الدفاع المدني السوري من إيصال صوت السوريين للعالم أجمع، ولاقت خدماته وروحه البطولية الإعجاب والتقدير في المحافل الدولية، ورشح للعديد من الجوائز الدولية وأهمها ترشحيه لجائزة نوبل لثلاثة أعوام متتالية، وحصل على أكثر من 20 جائزة قدمت من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات الإنسانية الدولية حول العالم، ، وأهمها جائزة الأوسكار عن فيلم “الخوذ البيضاء”، وجائزة نوبل البديلة، وجائزة السلام العالمي.

وأكد الدفاع المدني في بيانه، أنه لن يتخلى عن التزامه تجاه المدنيين وتأمين الاستقرار لهم، ومواصلة العمل على تقديم الأدلة والشهادات حول جرائم الحرب في سوريا، إلى أن تصل كل أسرة سورية عانت من الظلم إلى العدالة، وعندها فقط سيكون باب الأمل مفتوحا للتغلب على جروح الحرب والانتقال للعيش بسلام.

 
 
 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*