كيف تعتني بصحتك العقلية والعاطفية؟

من المهم جداً وضع النِّقَاط على الحروف وعدم المزح بين كل من الصحة العاطفية والعقلية وبين تحسين المزاج  والشعور بالسعادة، وذلك يعني أن التمتع بالصحة العقلية لا يشمل الشعور بالسعادة، ولكن تحقيق الرفاهية العقلية تؤثر إيجابياً وبطريقة فعالة على تعزيز الشعور بالسعادة، وتحسين الحالة المزاجية.

تكاد حياتنا تمتلئ بالتحديات الصعبة والمشكلات التي تطرأ بشكل يومي، والطرق المثلى لمواجهتها تحتاج منا عقلاً سليماً؛ للتغلب عليها بطرق ذكية، الأمر الذي يساهم في صقل مستوى الشخصية، وطريقة التفكير، فضلاً عن أن العقل السليم يأخذ بيدنا نحو تجاوز المراحل الصعبة في حياتنا دون التأثير على علاقتنا الاجتماعية، والشخصية، والصحية، والمهنية.

وفقاً لتقرير صحفي للكاتبة الإسبانية “ماريا فييتيز” ذكرت فيه أن التمتع بالصحة العقلية دليلاً كافياً على الصحة العامة، رغم أن العديد من الأشخاص يهملون الجانب العقلي ويهتمون بشكل أكبر بالجانب الجسدي، إلا أن للصحة العقلية والعاطفية دوراً هاماً في الحفاظ على العواطف والعلاقات مع من حولنا.

وتطرقت ماريا للحديث عن مرحلة الطفولة التي نتعلم فيها كيف السبيل للعناية والاهتمام بصحتنا الجسمية، فضلاً عن أهمية شرب الماء، والتناوب على الطعام الصحي، وممارسة التمارين الرياضية، ولكن مع مرور السنوات، نبدأ باستدراك أهمية الصحة النفسية، والعاطفية، والعقلية، ونبدأ بالتحكم في ردود أفعالنا شيئاً فشيئاً، فنكتشف لاحقاً أن هناك علاقة ترابطية بين كل من الصحة الجسدية، والعقلية والعاطفية.

لماذا نعتني بصحتنا العقلية؟  

وفقاً لما صرحت به منظمة الصحة العالمية أن حصول الإنسان على الصحة الجسمية السليمة، لا يمكن أن يكون في حال انعدام الصحة العقلية. لذا من الواجب على الفرد الاعتناء بصحته العقلية قدر الإمكان حتى يقلل من خطر الإصابة بالأمراض النفسية.

كما وأثنت الوزارة على ضرورة زيارة مراكز الطب النفسي والحصول على جلسات علاج نفسية من وقت لآخر، للحفاظ على صحة العقل والعاطفة، رغم أن هذه الزيارات قد تكون مخجلة أو محرجة للبعض، مع ضرورة ممارسة بعض النشاطات التي تساعد في تعزيز الصحة العقلية.

مجموعة من الأنشطة للحفاظ على صحتنا العقلية

الحصول على قسط كاف من النوم  

هل شعرت يوماً ما عند استيقاظك من النوم أن مزاجك معكر دون إدراك السبب؟ لربما أنك لم تنل قسط كاف من النوم، أو شعرت ببعض الاضطرابات أثناء نومك، أو لأن نومك ليس منتظم، لذا يعتبر الأطباء الحصول على قسط كاف من النوم أمراً هاماً جداً لكل من صحة الجسد، والعقل، ولتحقيق ذلك لا بد من اتباع الخطوات التالية: 

  • الحرص على عدم استخدام الهاتف قبل 30 دقيقة من موعد النوم
  • إعطاء النوم أولوية قصوى كما العمل
  • عدم ممارسة الأنشطة التي تحتاج مجهود بدني قبل موعد النوم
  • تناول وجبة خفيفة قبل ساعة من موعد النوم
  • تحديد أوقات منتظمة لنيل قسط من الراحة في ساعات النهار
  • الحرص على النوم في ساعات الليل الباكر والاستيقاظ مبكراً

اجعل مغادرة المنزل باكراً روتين يومي

قد يحجم البعض عن مغادرة المنزل خاصة عندما تواجهه بعض التحديات، الأمر الذي يقلل لديه الرغبة في مقابلة الآخرين، وهذا يُدلل على شعور الفرد بالإجهاد، والتوتر، والقلق، لذا يُنصح بمغادرة المنزل يومياً لمدة ربع ساعة على الأقل من أجل تغيير الحالة المزاجية، والتغلب على مشاعر القلق والتوتر.

تحدث مع نفسك كلما أتيحت لك الفرصة

اختبار صحتك العقلية تأتي من تصورك ورؤيتك لما تملكه من قدرات عن نفسك، لذا من الضروري أن تعقد جلسات حوار مع نفسك، ولكن لا تُعطي أحكاماً لنفسك شديدة اللهجة، واحرص على مسامحة نفسك بشرط ترك العادات السيئة والبحث عن عادات أكثر إيجابية، فمثلاً إن كنت من عشاق المقامرة وتشعر بالإدمان على ألعاب القمار، وتحتاج للعزوف عن هذه العادة والتخلص من حالة الإدمان، الآن أصبح بإمكان التعرف أكثر على كيفية تفادي المقامرة.

تجنب العلاقات السيئة

وجدت العلاقات الاجتماعية والعاطفية في حياتنا من أجل أن ننعم بالأمان والسلام الداخلي، لا أن نفقد كرامتنا، وأن نُقلل من تقديرنا لذاتنا، أو لتعكير صفو مزاجنا، لذا من المُحبذ أن نمتلك أشخاص يتميزون بصحتهم العقلية، ونقاء أفكارهم، وثقافتهم.

أقلع عن العادات غير الصحية  

هناك العديد من العادات غير الصحية يقوم بها الفرد بشكل يومي، منها التدخين، أو الأكل بشراهة، أو عدم استغلال وقت الفراغ بأشياء مفيدة، وغيرها الكثير من العادات التي تحمل أثاراً سلبية على صحة الإنسان الجسمية والعقلية، وبالحديث عن عادة التدخين، قد يعتقد البعض أن تساعد على تقليل حدة التوتر، والاكتئاب، وتساعد على التفكير، ولكن الحقيقة أن شعورك بالراحة بعد تدخين السيجارة ناجم عن عنصر النيكوتين، والذي مع الوقت يجعلك رهينة للتدخين ويأخذ بيدك نحو طريقك الإدمان الذي لا مفر منه.

احرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر

هل تعلم عزيزي القارئ أن ممارسة التمارين الرياضية يحفز الجسم على إفراز هرمون الدوبامين اللازم والذي بدوره يُضفي عليك شعوراً بالحماسة والسعادة؟ ينصح الأطباء بضرورة ممارسة الرياضة بشكل يومي لما لها من فوائد صحية كبيرة على جسم الإنسان، وصحة عقله.

لا تكثر من استخدام الهاتف في أوقات الفراغ

الإكثار من استخدام الهاتف في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، يساعد في الابتعاد عن العائلة والأصدقاء، ويقلل متابعة أخبارهم، الأمر الذي يُشعرك بالإحباط شيئاً فشيئاً، فضلاً عن شعورك بالعزلة، ومع مرور الوقت، يبدأ الفرد بفقدان احترامه وتقديره لنفسه، لذا من المحبذ أن تعطي للعائلة والأصدقاء وقتاً أطول، وأن تتجنب الخلط بين الحياة الواقعية، وحياة العالم الافتراضي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*