محمية “أرنستو” للقطط في إدلب

على مساحة 2000 متر مربع، أنشأت محمية للقطط في إدلب، تعتني بالقطط المصابة والضالة، أو تلك التي تخلها عنها أهلها في زمن الحرب والنزوح.

وأنشأ المواطن “محمد علاء عبد الجليل” من أهالي مدينة حلب، محمية “أرنستو” للقطط في إدلب بعد أن أضطر للنزوح مع 100 قط كان يرعاهم في مدينته حلب قبيل سيطرة قوات النظام على المدينة.

وقال عبد الجليل لوسائل إعلامية عدة، إن ما دفعه للتفكير في إنشاء محميته هو حبه للقطط، ودافع الرحمة والإنسانية اتجاه هذه الحيوانات، والتي تعرضت لما تعرض له البشر في سوريا من إصابات القصف والحرب.

وأضاف عبد الجليل أن المحمية تضم ما يقارب 1000 قط، منها ما هو مصاب بإصابات ناجمة عن العمليات العسكرية، ومنها ما هو ضال، أو تم تركه من قبل أصحابه خلال عمليات النزوح والتهجير.

وأوضح الطبيب البيطري “محمد يوسف” العامل في المحمية، أن المحمية تقدم العلاج لنحو 30 قطا يوميا، كما يتم تقديم اللقاحات اللازمة لهم، إضافة إلى المأوى والمأكل.

وتحوي المحمية على أقسام للحجر الصحي، وللقطط الوليدة والصغيرة مع أمهاتهم، بالإضافة إلى قسم للقطط السليمة، فضلا عن حيوانات أخرى يتم رعايتها في المحمية.

وذكرت شبكة البي بي سي في تقرير لها عام 2016 كيف اضطر عبد الجليل للخروج من حلب بعد أن وقف عاجزا وهو يشاهد محميته تتعرض للقصف ولغاز الكلور خلال المراحل الأخيرة لحصار حلب، خسر في ذلك الوقت معظم قططه البالغ عددها 180 قطة.

ساهم عبد الجليل في فترة حصار حلب بإنقاذ المصابين ونقلهم إلى المشافي إلى جانب القطط، ولدى خروجه من حلب ضمن قافلة المهجرين عام 2016، كانت سيارته مليئة بالمصابين وستة قطط.

وقال علاء للشبكة: “كنت أشعر دائما أنه من واجبي ومن دواعي سعادتي مساعدة الناس والحيوانات. أعتقد أن كل من يقدم على فعل ذلك سيكون أسعد الناس في العالم، وسوف يشعر بالبركة في حياته”.

بعد فترة قضاها في تركيا عاد إلى بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، وتمكن من إنشاء محمية أكبر وأفضل من محميته الأولى في حلب، معتمدا في تمويله على التبرعات التي يرسلها محبو القطط في العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

في كفرناها توسع نشاط عبد الجليل ليقدم نشاطات ترفيهية للأطفال تزاوج ما بين متعة الأطفال ورعاية القطط، معتمدا على محبة الأطفال للحيوانات، وكسر الخوف لدى بعض الأطفال من القطط.

ولأن الأطفال والحيوانات هم الخاسر الأكبر في الحرب السورية، عمل عبد الجليل على شراء مولدات وحفر آبار وتخزين مواد غذائية، وتنظيم دورات تدريبية للأطفال لتعليمهم العناية بالحيوانات، وتوفير ساحة لألعاب الأطفال بجانب المحمية، لتشمل نشاطاته دار أيتام وحضانة وعيادة بيطرية، فيما يشبه وكالة إنماء صغيرة بحسب الشبكة.

أرنستو هو اسم لقط امرأة إيطالية، ساهمت في تمويل المشروع، كانت تحبه ومفضلا لديها، وهو ما يفسر التسمية الغريبة للمحمية.

وبسبب الانفلات الأمني السائد في المنطقة، يعاني عبد الجليل من مشاعر الخوف من الاختطاف أو التكفير، لا سيما بعد انتشار أخبار جمع تبرعاته للمحمية التي باتت تضم كلابا وحميرا وقردة وأرانب وحصانا عربيا أصيلا، لكل منها اسم مميز.

بعد انتشار أخبار نشاطه استدعته حديقة الحيوان “ماجيك وورلد” في مدخل حلب الجنوبي عام 2017، لمساعدتها في إطعام بعض الحيوانات المفترسة، استجاب عبد العزيز لطلب حديقة الحيوان، رغم مخاطر الطريق، وأدرك فيما بعد أن حكومة النظام السوري على اطلاع لما يقوم به، لكنه يصف العمل في الحديقة بالصعب جدا.

ويقول: “يبدو أن العالم غير قادر على تسوية الحروب والصراعات هذه الأيام. هذا هو سبب وجود الكثير من اللاجئين في شتى أرجاء العالم… لا أرغب في أن أكون لاجئا. أرغب في البقاء في بلدي، في سوريا. أرغب في مساعدة الناس بأي طريقة أستطيعها”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*