لماذا ننسى وكيف ؟!

1470003_759936057420776_2049162565838410223_n

هل ذاكرتنا امتلأت وأصبحت تضييق بالأسماء ،أم أن أرواحنا تآلفت مع مناظر الموت والدمار فأصبحنا نتابع اخبارنا ببرودة أعصاب ونحن ربما نتناول فنجان قهوتنا او طعامنا ،تماما كما حدث لنا مع قضية فلسطين حيث ولدت أجيال وأجيال بدأت تنسى أن فلسطين ارض عربية محتلة ،فهل تحولت سوريا وشعبها لفلسطين من نوع جديد

لا اريد لاحد ان يتهمني بالمغالاة او بفيض من التشاؤم سأتحدث عن سراقب فقط لأنني أحيا بين جدران معاناتها وانا اسير في شوارعها يوميا التي تضج بأسماء شهدائنا ولكن هنالك وجه آخر للمعاناة والشهادة أظننا نسيناه أو نتناساه ،فهل نسأل أنفسنا للحظة عن اؤلئك الذين هم نصف أموات ونصف أحياء ،الذين وهبوا لنا جراحهم وآلامهم قناديل تضيء درب ثورتنا ،إنهم الجرحى الذين يعانون اشد من سكرات الموت ،فالبعض منهم فقد أطرافه او اصيب بجروح تسببت في معاناته لشهور من الالم ومازال الألم مستمر ،هؤلاء الجرحى الذين نتذكرهم في بداية إصابتهم ونتسارع لزيارتهم والاطمئنان عليهم ثم  لايلبث أن يمضي وقت ما حتى ننسى إصابتهم ،ننسى ما قدموه للثورة ،ننسى حناجرهم وهتافاتهم ،نضالهم وقطرات دمهم ،هل سألتم كيف يقضي الجريح لياليه وحيدا مع الامه وكم يصرخ في صمت آه ولا ترد عليه ارواحكم

هل تساءلتم كيف يعيش ،كيف يؤمن احتياجاته واحتياجات عائلته خاصة إن كان رب أسرة كيف يؤمن مصاريف علاجه

مادفعني للحديث عن هذا الموضوع ،أمران ،الأول رؤيتي لوالد احد الجرحى الشرفاء ،لأن ثورتنا قليلا ما ضمت الشرفاء ،كان يحمل صورة إصابة ولده ويقوم بتوزيعها من اجل التبرع لعلاج ولده ،والأمر الآخر حين قام البعض بزيارة للجرحى وتقديم معونات مالية وحين سئلوا عن فلان الذي اقعدته جراحه والتي تشهد له  كل دروب الثورة بمشاركاته المتنوعة فيها قالوا لقد نسيناه

هكذا وببساطة ننسى ونترك ذوي الجرحى يمدون اكف منكسرة ليعالجوا أولادهم أو بعضهم يستدين ليطعم صغاره في الوقت الذي نرى لصوص الثورة أين وصلوا ،لا يحضرني سوى مظفر النواب قائلا ما أوسخنا ما أوسخنا لا استثني احدا

كيف نريد لثورة ان تنتصر وقد تفرغنا للمشاحنات و الانتقادات واللصوصية والاتهامات وتركنا جرحانا الشهداء يعانوا ما يعانونه من آلام وحرمان ،وتركنا ذوي الجرحى يتحملون وحدهم ثمن ثورة هي للجميع ،وتركنا الجريح وحده يدفع الثمن

ونحن نريح ضمائرنا بكلمة حين نلفظها ببساطة نسينا

جرحانا أنتم جرح ثورتنا وكرامتنا ،أمنياتي لكم بالشفاء اقبل ظهر آلامكم وأعتذر منكم ،عمر باريش ،شيماء بريك ،محمود باكير ،احمد باكير ،أيمن هلال وغيركم كثير ،أنتم طهر الثورة ونقاء الأمل ،لأجلكم انحني .

ندى البيسان