قصة حيطان سراقب

375899_347794325311198_811909186_n

(ارحل..الشعب يريد إسقاط النظام..الشهيد يحاصرني بالسؤال أين كنت..بكرى أحلى..كن صديقي..الثورة أنثى..والثورة محبة..داريا خلص الحكي)

وأنت تجوب  شوارع سراقب وأزقتها تعترضك عبارات على كل زاوية  وحجر ، قامت زيتون بإجراء حوار مع أحد الرسامين الذين ساهموا في تجميل شوارع البلدة:

كيف بدأت الفكرة وما المعنى من الكتابة على الحيطان لا سيما أن لدينا مثل يقول (الحيطان دفاتر المجانين)؟

منذ أيام النظام كانت الكتابة على الجدران محرمة على الجدران باستثناء العبارات التي كانت تمجد البعث والنظام . ولما بدأت الثورة تجرأ كثير من الشباب على كتابة الشعارات الثورية على الحيطان كرسائل تحدي لهذا النظام المجرم. وبالنسبة لمثل الحيطان دفاتر المجانين فبالطبع لا أوافقه . بل على العكس فلربما أصيب الإنسان بنوع من الجنون إذا لم يجد وسيلة ما يفرغ فيها شعوره وطلباته. والحيطان إحدى هذه الوسائل.

هل تطور فن الكتابة والرسم على الحيطان مع تقدم الثورة؟

كما هو معروف كانت البداية في جميع المدن الثائرة عبارة عن كتابات عشوائية وعفوية بالبخاخ غالباً. والعبارات المكتوبة هي نفس العبارات التي نرددها بالمظاهرات مثل: “ارحل, ،الشعب يريد إسقاط النظام, الله سورية حرية وبس … الخ). اعتراها الكثير من الأخطاء الإملائية وأحياناً بعض الكلمات النابية التي أثارت حفيظة الكثيرين. عندها اقترح أحد الأصدقاء أن نشكل فريقاً صغيراً لمحاولة كتابة عبارات بشكل جميل. أن لا تكون العبارات متعلقة بالضرورة بالنظام وسقوطه, فهذه مرحلة قد تجاوزناها آنذاك. إنما أن نختار عبارات ولوحات وجدانية تتحدث عن الحياة والحرية والفرح والحزن والطفولة والحب والأخوة… الخ. وعلى هذا الأساس بدأنا الكتابة والرسم. ولا أشك أننا استعنا بالانترنت للبحث عن فنون الكتابة والرسم على الحيطان وخاصة فن الغرافيك. طبعاً وجدنا معظم الكتابات بالأحرف اللاتينية. فحاولنا الاستفادة منها لتطبيقها على الخط العربي.

كيف تنتقون العبارات وأسماء الشهداء الذين تكتبون أسماءهم على الحيطان؟

لا توجد علمية انتقاء . فالكل غالٍ علينا. وأتمنى أن نمتلك الوقت للكتابة لهم جميعاً. إنما غالباً هو طلب من أصدقائهم وأهاليهم للكتابة لهم على حائط معين. والأمر يعود لضيق الوقت. وطبعاً جميعهم في قلوبنا كتبنا لهم أم لم نكتب.

ما هو موقف البلدة من الكتابة على الحيطان؟

منذ البداية حاولنا قدر الإمكان الكتابة على حيطان الأماكن العامة أكثر من الكتابة على المنازل كي لا نتسبب بإحراج لأصحاب المنزل. ثم وجدنا استحساناً من الكثيرين وهم من شجعونا مشكورين على المتابعة والاستمرار.

ألا ترى أنه مهما كانت الرسوم جميلة تبقى النظافة أجمل؟

* هذا صحيح بالنسبة للجدران الحجرية غير المطلية, خاصة القديمة منها, فمنظرها كحجارة يبقى أجمل من أي رسمة أو كتابة, لكن يبقى هناك الكثير من الجدران التي قام النظام بتشويهها بعبارات الطلائع والبعث والشعارات الفارغة, وواجب علينا أن نزيلها ونستبدلها بلوحات وعبارات ثورية

ما هي الصعوبات التي تواجهونها؟

لا توجد صعوبات حقيقية. إنما كما قلت سابقاً نعاني فقط من ضيق الوقت الذي يُشعرنا دائماً بأننا مقصرون.

ما هي رسالتكم؟

يمكن القول أنها رسائل لأكثر من جهة, الرسالة الأولى طبعاً هي للنظام وأعوانه بأننا شعب حي وحر, لا يموت ولا يستسلم, ورسائل للخارج بأن الثورة بدأت سلمية ولم يكن وجهها المسلح إلا نتيجة واقع أرغمنا عليه وكان ضرورة ولكن لن يفقد ثورتنا روحها السلمية ووجهها المدني

ألا ترى أنّ الكتابة تحولت في الفترة الأخيرة إلى نوع من الدعاية والرفاهية لكثير من المجموعات ولم يعد لها ذلك البعد الثوري كما بدأت كظاهرة ؟

لا أعتقد أن هذه الكتابات امتلكت أي طابع من الدعاية وذلك لأنها في الغالب كانت مستوحاة من روح , والروح لاتمتلك القدرة على الدعاية أو الكذب

وقد يكون هناك بعض الأشخاص أو الجهات اعتمدوا الأسلوب الدعائي ولكن ذلك يعود إلى كونهم أفراد من مؤسسات وبالتالي عملهم سيصب لصالح هذه المؤسسات التي ينتمون إليها بغض النظر عن صفتها

أما بالنسبة للبعد الثوري للكتابات فأنا أرى أن أعظم وأكبر الدلالات الثورية كانت أولا في كتابات أطفال درعا ثم في الكتابات العفوية البسيطة التي كان يكتبها الشباب الثائر في بداية الأحداث حيث كانت تملك من العفوية والصدق مايفوق الصدق عينه وذلك لأنها كتبت في ظروف غير طبيعية يلفها المجهول ويدفعها الإصرار أنها كانت أنامل الحرية بحق

ولربما نكون كتبنا بأشكال وألوان مميزة ولكن لا أعتقد أنها امتلكت ذاك العمق الذي كانوا يكتبون به

 هل تعملون كفريق أم كإفراد؟

أجمل مافي عملنا انه جماعي فأنت تجد من رسم بالريشة ومن يضيف بالبخاخ ومن يرسم بالفحم وقد يمر احدهم ليضيف لمسة جميلة في احد الأيام نحن أصدقاء ومتعاونون وننوي أن نقوم بحملة جديدة في ذكرى الثورة.

شكرا لك