المنافقون

10931405_1541133859498195_5937829371171200911_n

بغضّ النظر عن مخالفتي أو موافقتي عمّا كُتب في المنشور، لكنني سأتوقف عند هذه التعليقات الثلاث:
«طق قهر أجى الإسلام «
«اذا سوريا مو عاجبتكون دورو على بلد تاني دخنوا وحششوا وسكرو فيها سوريا بلد الإسلام»
«حثالة علمانيين أحذية المستعمر»
هذه التعليقات ردّ بها مَن أخذته الغيرة على الإسلام كما يفهمه هو ولم يوضّح أيّ إسلام هذا الذي سيجعل مخالفيه في الرأي «يطقون قهراً» بمجيئه، أهو إسلام الذبح والقتل وركوب نساء كلّ من خالفه بالدين وبيعهن في الأسواق كسبايا؟
أم إسلام التلصّص والتجسّس على العباد لإقامة الحدود مع أنّه كان ممكن التنبيه وتحاشي وقوع الحدّ عملاً بالقاعدة الشرعيّة (التيسير في الحدود بدلاً من التعسير) وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: «يسّروا ولا تعسّروا وبشّروا ولا تنفّروا»
أم هو إسلام الوهابيّة المصدّر من قبل حكومات ومشايخ «البترودولار» والذي هو عبارة عن قراءة وتفسير للإسلام من قبل مفسّرين صحراويين سمتهم القسوة والجفاف، وإرثهم غزو أيّ قبيلة وقتالها قتال صفّريّ واغتنام حلالها واستحلال نسائها واستعباد من لم يُقتل من الرجال.
ويتابع من يدّعي الغيرة على الإسلام «إذا سورية ما هي عجبتكون دوروا على دولة ثانية دخنوا وحششوا وسكروا فيها سورية بلد الإسلام».
وفي محاولة مسطّحة ومفضوحة حيث يستمرّ في لعبة اللفّ والدوران، أو هي حقيقته التي لا يعيها والناتجة عن فهم مشوّش لما يدّعي أنّه إسلام يمثله، فإن كان الأمر بالنسبة لفهمه منجز ومنتهي، أنّ سوريّة بلد الإسلام فماذا بالنسبة للمخالفين في الدين والمذهب؟
ثمّ إنّ سوريّة هذه التي يمثّلها ويقول إنّها بلد الإسلام، فهو لم يوضّح لأيّ فصيل إسلاميّ هذه السوريّة، إذا كان كثيراً من هذه الفصائل متناحرة، وكلٌّ منها يدّعي أنّه يمثّل الإسلام، أم أنّ صاحبنا لا يعنيه الأمر، فكلّ الفصائل بالنسبة له هي إسلاميّة ابتداء من «داعش» وحتّى الإخوان المسلمون والذين يدعون أنّهم يقبلون باللعبة الديمقراطيّة.
ثمّ أنّه وبالنسبة لفهمه يتساوى المدخن والحشاش والسكير وهذا افتراء على الآخرين، وأكيد أنّه مقصود ولا ينمّ عن أخلاق مسلم متفهم ومتسامح فليس كلّ مدخن هو حشاش وسكير.
أم أنّه لا يعنيك أن تقذف الناس على هواك، ثمّ إذا كانت سوريّة بلد الإسلام والمسلمين بأيّ أخلاق ترتضي حضرتك العيش بين حثالة العلمانيين الكفرة في سويسرة منذ أكثر من عشرين عاماً؟
لماذا لا تعود وتعيش في بلاد الإسلام والمسلمين وتنعم بنعمتها وتشارك إخوانك في سرّائهم وضرّائهم وتجاهد معهم لإقامة شرع الله ودولة الخلافة؟
ثمّ بعدها تنطلقوا لفتح بلاد الكفرة العلمانيين ومنهم سويسرا، وبعدها يحلّ لك نسائها الشقراوات باعتبارهن أصبحن سبايا وغنائم.
ويتابع من يدّعي الغيرة على الإسلام الذي فصّله على مقاسه حاله حال الكثير من المسلمين «حثالة علمانيين قذرين أحذية المستعمر»، «إن لم تستحِ فقُلْ ما شئت».
منذ أكثر من عشرين عاماً وعندما كنتَ مطلوب للأمن السوريّ بتهمة الانتماء لتنظيم الإخوان المسلمين وفرّرت إلى سويسرا وهي البلد العلمانيّ الكافر كما كنتَ تدّعي وتقول، وأنا متأكد أنّ هؤلاء الكفرة أجاروك وأحسنوا استقبالك وطلبت اللجوء في بلادهم، ومن ثمّ حصلت عليه وهم يعرفون أنّك ممّن كانت دولتك تصفك أنت وكلّ أعضاء تنظيمك بالإرهابيين، ومع ذلك استقبلوك العلمانيون الكفرة وطاب لك العيش في ديارهم وهيؤوا لك فرصة للعمل والعيش الكريم المحترم والذي تحلم به أنت والسواد الأعظم ممّن يعيشون مفقّرين ومقهورين ومقموعين في أغلب – إن لم نقل كلّ – بلاد المسلمين.
حيث نعمتَ في بلاد الكفرة العلمانيين في ظلّ قانون مدنيّ يتساوى فيه الجميع بغضّ النظر عن العرق واللون والدين، وبعدها جمعت ثروة لا باس بها من بلاد الكفرة ما كنت لتحلم بها في بلاد المسلمين حيث كنت.
فهذا البلد الذي أمنّك من خوف وأطعمك بعد جوع.
ألّا ترى من حولك العلمانيين الحثالة وهم يدخنون وأكثر من ذلك، وهم يتناولون الحشيش في الشارع ويشربون الخمور في كلّ مكان؟ لماذا لم تعترض عليهم إذا كنت تريد أن تطرد من سوريّة كل مَن شابههم؟
وهنالك الكثير من الحثالة كما وصفتهم أيّها المسلم الورع في سوريّة مَن يرضَ وهو مسروراً أن يبادلك الأمكنة، وإذا لم تحبّ لمسلم أن يتلوّث بما لوّثتكَ به بلاد العلمانيين الكفرة، ولا ترضى المقايضة فهذه سوريّة والتي تريدونها لك ولأمثالك من المسلمين الذين يودّون إقامة دولة الإسلام وطرد أو قتل كلّ مَن خالفهم الرأي واغتنام أموالهم، فتفضّل إليها.
وإن لم تطبْ لك الإقامة في دولة الخليفة البغدادي فهنالك أكثر من فصيل إسلامي يسيطر على أكثر من مدينة ويطبّق شرع الله كما يفهمه، فبإمكانك أن تختار شكل ونوع الإسلام الذي تراه مناسباً لتعيش في نعمته إلّا إذا كان ما يمنعك من العودة هو أنّك تنشط كطابور خامس في بلاد الكفرة العلمانيين لصالح الإسلام والمسلمين.

اياد الحسن