سوريون في السويد لـ”الهجرة”: “اكسروا بَصَماتنا” وسنغادر فوراً!!

12729233_1030367340367619_72666251701495279_n

زيتون – أسامة عيسى
يشتكي لاجئون سوريون في السويد، من أن ما تعرف بـ “مصلحة الهجرة السويدية Migration sverket”، وضعت المئات منهم في فترات انتظار طويلة ولازلت مستمرة، منذ قدومهم للبلد بمدد مختلفة، تبدأ في العموم من مطلع أب/أغسطس 2015م.
وأثارت هذه الخطوة غضب واستفزاز السوريين، خصوصاً ممن يملكون منهم أقارب بانتظار إجراءات «لم الشمل»، المعروف عن السويد أيضاً إطالة المدة لإتمامها، حيث أن غالبية العائلات تنتظر مدة أكثر من 12 شهراً لتحصل على هذا الحق، بالإضافة للمدة اللازمة للحصول على إقامتها.
سميرة خيربك، أم لأربعة أطفال بقي والدهم المعاق في سوريا، تقول لـ»زيتون»: «منذ أن قدمت للسويد وضعوني في غابة مع قرابة مئة شخص وتركونا وإلى الآن لم يكترث فينا أحد، يأتون ويتفرجون علينا ثم يذهبون، نشكو لهم ما نحن فيه وكأنك لا تكلم أحد!!».
وتضيف «خير بك» أن زوجها بقي في سوريا بانتظار لم الشمل، وتشير إلى أنه يقيم بإحدى المناطق المشتعلة في وسط البلاد وأنها تخشى على حياته، حيث يحدثها يومياً أن الطائرات لا تغاد الأجواء والقصف لا يهدأ، وتردف «صار لي هنا منذ منتصف الشهر الثامن (أب/أغسطس 2015م)، أي المدة الآن قرابة 7 أشهر، لم يعطوني مجرد موعد للمقابلة، وبعدها علي أن أنتظر ما لا يقل عن 6 أشهر أخرى وربما أكثر!!».
وتتابع قائلةً «زوجي تحت النار في أية لحظة قد أفقده، الطيران لا يغادر الأجواء، ومنذ فترة قتل 6 من جيراننا بالبراميل، أين نذهب بحالنا وإلى من نشتكي، أنا أطالبهم بالسويد أن يكسروا (يلغوا) بصمتي هنا وسأغادر البلد فوراً، لأن الحيوانات لا يتم معاملتها هكذا عندهم، فكيف بنا نحن السوريين، ألسنا بشر..!!».
بينما يقول خالد م. ح، وهو لاجئ في شمال السويد على مسافة تزيد كما يقول عن 90 كلم شمال العاصمة السويدية، ستوكهولم، إن زوجته وأطفاله الستة «تحت رحمة الله» الآن، ويضيف «أنا هنا منذ أول أيلول (2015م)، لم يطلبوا رؤيتي، لم يبعثوا لي بريد المقابلة، هم فقط عندما نتكلم معهم يقولون لنا: ها أنتم تأكلون وتشرون، لما تشتكون..!!؟».
ويضيف بدوره «قبل أيام أصيب ابني الصغير بشظايا القصف الروسي على القرية، صدقوني جلست أبكي كالطفل لأنني هنا ولا أستطيع أن أفعل شيئاً له ولا لإخوته ولا لأمه، وإذا نزحوا فالطيران يلاحقهم، وإن بقوا فهم تحت الخطر. أنا أستعجب ألا تدرك البلدان الأوروبية أننا في أزمة، أن كل شخص في سوريا هو مشروع قتيل في أية لحظة قد يموت، أو ربما هم يدركون ذلك، لكننا للأسف أصبحنا ضحية المصالح المختلفة للدول. وهنا اشتيكت لهم الخطر المحدق بأولادي، لكنهم للأسف لم يفعلوا شيئاً».
وتشير مصادر «زيتون» أن نسبة تتجاوز 80 % من السوريين الذي وصلوا السويد من أكثر من أربعة أشهر، لا زالوا لغاية تاريخه في انتظار تبليغهم بقبول طلب لجوئهم في البلد، الذي يعتبر الثاني في استقبال السوريين بعد ألمانيا المجاورة، وبعدها يتوجب على اللاجئ الانتظار مدة أخرى قد تبلغ ما انتظره سابقاً، وربما تزيد أكثر للحصول على قرار الإقامة.
وكان المدير العام لمصلحة الهجرة السُويدية، أندرش دانيلسون، قال مؤخراً، إن المصلحة تفكر في تقصير فترات انتظار طلبات لجوء السوريين، والتعامل معهم بشكل استثنائي يختلف عن بقية طالبي اللجوء.
وأضاف في تصريحات إعلامية: «ليس لدينا الكثير للقيام به. لكننا قمنا في السابق بفرز قضايا اللجوء. لدينا الآن نظام عادل قدر الإمكان، لا يمنح لأحد الأولوية، لكن ربما علينا تطبيق نظام آخر استثنائي، يعالج قضايا السوريين ضمن ترتيب معين مختلف عن الترتيب الذي تُعالج فيه بقية قضايا اللجوء».