هل من الخير للثورة أن نسكت عن الجرائم التي ترتكب باسمها

هخاك

زيتون – رائد رزوق

“وأنت تقاتل عدوك احذر أن تتطبع بطباعه”

قيلت لصاحب الحق لكي لا ينسى قضيته ورسالته وأن لا ينجرف أثناء صراعه خلف قذارة الحروب وكسب المعارك، وإن كان قد قيل “عين بعين وسن بسن” فتلك مقولة لا تتماشى مع ثورة رفعت شعار الكرامة والحرية، ولا تتماشى مع ثورة قالت ومازالت تؤكد “على أن سوريا للجميع” برغم أن بعض هذا “الجميع” قد اصطف مع النظام وحارب معه ضد أخوته الذين يقاتلون لحريته هو.

سقط تسعة شهداء مدنيين (أربعة أطفال وثلاث نساء ومسن) وأكثر من 30 جريحاً اصابات بعضهم حرجة، في حي الشيخ مقصود جراء قصف طال الأحياء المدنية في حلب، وتبادل الأطراف رمي العار كما يحدث عادة في المجازر المعيبة والوحشية في سوريا، لكن السوري يدرك من يقف خلف تلك الجرائم رغم صمته في دوامة العنف الذي يعيشه.

وبث مقطع مصور لمشاهد يظهر فيه رجل مسن يصرخ طالباً المساعدة، في حين تصرخ بعض النساء مشيرةً الى أطفالها تحت الركام.

ولو تجاوزنا محاولة البعض الدفاع عن فصائل المعارضة التي تدافع عن مناطقها أمام انتهازية وحدات الحماية الكردية ورغبتها بتوسيع رقعة سيطرتها على حساب الجيش الحر ودم المدنيين الذين يسقطون بقصف الطائرات الروسية التي تساند هذه الوحدات، كل ذلك لا يبرر لفصائل الثورة أن تقصف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها قوات معادية سواء في الشيخ مقصود أو الساحل السوري أو دمشق.

وكانت وسائل اعلامية معارضة قد قالت أمس أن القصف هو من صواريخ فيل أطلقتها نقاط النظام من مناطق قريبة على حي الشيخ مقصود، في محاولة لدفع مسؤولية المجزرة عن الثورة، فجاء التبرير ساذجاً وغير مقنع، فيما اتهم نشطاء أكراد والمرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من الوحدات الكردية جبهة النصرة الغير مشمولة بالهدنة.

هل من الخير للثورة أن نسكت عن الجرائم التي ترتكب باسمها، هل يفيد الشعب السوري أن يغطي على جرائم النصرة؟

وهل سيرفض الأخوة الأكراد ممارسات حزب البي ي ودي وقوات سوريا الديمقراطية إن لم نرفض نحن ممارسات جبهة النصرة؟

عمق الثورة في نقوس السوريين وحقيقتها هو وحده من سيحدد الجواب.