الخطر حقيقي و لكن الخوف اختيار

نحن نبني مخاوفنا في العادة على اساس مخاطر وهمية ولا نخاف مخاطر حقيقية تنتظرنا. فنحن نخاف المقابر و الاموات مثلا برغم ان الاحياء اكثر خطرا من الاموات علينا.
الذين يركبون الطائرة يعرضون انفسهم لاحتمالات الخطر. سقوط الطائرة امر محتمل ولو بنسبة احتمالات ضئيلة ولكن جميع ركاب الطائرة لا يخافون بنفس الدرجة بين مرتعد و لا مبالي. اذا اخترت ان تقطع نفس المسافة بالسيارة فانك تعرض نفسك استنادا الى الاحصاءات الى مخاطر اكبر و لكنك لا تخاف برغم ذلك بنفس القدر.
اذن فالخوف حالة نفسية و رد فعل على خطر محتمل يتهدد حياتك. و نحن نبني الخوف في العادة على اوهام شائعة و ليس على اساس استنتاجات منطقية. و هي تختلف بدرجات مختلفة من شخص الى اخر. وهي ليست عقلانية و منطقية دائما.
الخوف يدفعك الى اتخاذ مواقف سلبية في حياتك تجاه مختلف الاشياء. و يجعلنا ننطوي على انفسنا و نتخذ قرارات تعرضنا الى مخاطر حقيقية.
حسنا .. الآن
اذا كنت تتخوف من اتخاذ مواقف لتغيير حياتك و تحاول ان تتجنب التدخل في العمل لاجل اقامة عالم افضل لتجنب عواقب تعرضك الى الملاحقة مثلا, فانك في اغلب الظن لا تدرك حجم المخاطر التي تحيط بك بسبب انطواءك على خوفك هذا. ان الخطر الناجم عن استمرار العالم كما هو عليه دون تغييره يهدد حياتك عشرات اضعاف المرات. فقد تكون ضحية للجريمة التي تنتشر اكثر فاكثر, وقد تكون ضحية لحوادث الطرق التي تتزايد باستمرار بسبب لهث المجتمع المتزايد وراء رغيف العيش في المدن المزدحمة. او ان تكون ضحية للامراض التي تتفشى كالسرطان و القلب وغيرها و التي تؤكد الابحاث العلمية بان تزايدها يرتبط بالطريقة التي يتم بها انتاج الاغذية لاجل الارباح السريعة للشركات أو بسبب القلق او التلوث وغيرها من العوامل التي ترتبط مباشرة بنمط حياتنا التي تتدهور باستمرار. هذا فضلا عن مخاطر الانهيارات الاجتماعية و انتشار الحروب و ما الى ذلك.

اذن فان الخوف من الانخراط في عمل لانقاذ حياتنا من المخاطر التي تتربص بنا في هذه الغابة الموحشة التي نعيش فيها هو قرار نتخذه لا علاقة له بالخطر الحقيقي الذي يتهدد حياتنا بسبب العيش في هذا الواقع المرير. اذا قمت بمقارنة جميع الاخطار التي تتهددك بسبب استسلامك للخوف فانك سترى بانك تعرض نفسك لاخطار كبيرة ستواجهك بكل تاكيد فقط لاجل تجنب اخطار محتملة قليلة غير مؤكدة, و هذا تصرف غير سوى مبني على اوهام.

لقد كان الاباطرة في الماضي يصلبون عددا من الناس فيخيفون ملايين الناس الذين كانوا يتضورون جوعا و اذا بهم يموتون عشرات الاضعاف جوعا بدلا من ان يموتوا صلبا.
لذلك فاننا ندعوك الى التخلص من خوفك و التفكير في الخطر بدلا من ذلك. و لكي تتعرف على الخطر اعمل حسابات علمية .. استخدم المنهج العلمي في التفكير و حاول ان تتجنب الخطر و ان تقاومه قدر المستطاع للدفاع عن حقك الطبيعي في البقاء. ان غريزة البقاء ارشدتنا الى المخاطر الحقي10689685_907410345991258_5514587806125584065_nقية في الماضي و هذا كان سبب بقاءنا. اما الخوف فهو اضطراب نفسي اصبح يهدد بقاءنا, لانه يسلبنا قدرتنا على مواجهة الاخطار المحيطة بنا.

‫#‏زايتجايست‬