بعذوبة بريئة، وصدق عقوي، يفاجئك الشاب أحمد بوجهه المليء بسخام المحروقات وهو يتكئ على فتحة حراقة تبدو خانقة، ليصدح بصوت تظنه قادما من السماء، وبينما ينتهي اللقاء به ينسى مقدم البرنامج أن يسأله عن اسمه كاملا، ليبقى اسمه أحمد، دون كنية، وكأن اسمه الأول يكفي أو أن تكون كنيته السوري كناية عن كل السوريين.
ولعل الموقف بما يحمله من تناقضات فجة، ما بين تعاسة الحياة في الحراقات والعمل اللا إنساني، وحالة الشقاء التي يعيشها الشاب أحمد، وتضارب هذه الصورة مع جمال صوته وعمق الكلمات، يشكل تحديا للمستمع أن لا يبكي.
وهو ما حدث مع مقدم برنامج “عمران” الإعلامي السوداني سوار الذهب، فقد بدا عليه التأثر الشديد، وخانته الكلمات بعد أن صعقه عذوبة الصوت.
يستعيد كل من شاهد المقطع المصور مأساة السوريين الكبرى، ويدرك من كلمات أحمد عن الوطن ورفض الذل ما آل إليه حال السوريين من ذل وهوان، وفي ذات الوقت، ما يحملونه من كرامة وإبداع تتجلى ذلك الوجه المسخم.
ويمكن للمرء أن يلامس التشابه ما بين مشهد أحمد وبين المأساة السورية، من حيث سوء الديكور والواقع، وسجن الشاب داخل الحراقة، وضياع الشعب السوري، وبين سحر ما يملكه من صوت ومعاني، ونبل الثورة السورية فيما تحمله.
يثبت السوريين يوما بعد يوم، أن لديهم من الطاقات ما يمكنهم من بناء وطن يليق بتاريخهم، شرط أن تتوقف أياد العابثين من الخارج، حينها فقط يمكن أن يستعيد أحمد كنيته.