الأمم المتحدة: مصير المعتقلين صدمة للسوريين ستدوم عقودا

قال محققو الأمم المتحدة إن مصير عشرات الآلاف ممن اعتقلوا تعسفا في سوريا من الأطراف المتنازعة ما يزال مجهولا، واصفة القضية بأنها صدمة وطنية ستؤثر على المجتمع السوري لعقود طويلة.

وكشف التقرير الذي صدر أمس الاثنين والذي أعده محققون مكلفون من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى تعرض بعض المعتقلين لمختلف أنواع التعذيب بما فيها الاغتصاب والقتل بما يرقى لجرائم حرب ضد الإنسانية.

وأكد التقرير على مسؤولية نظام الأسد بالتفاصيل ومسؤوليته عن الجرائم في تغييب آلاف المعتقلين قسريا منذ عشرة سنوات، موردا جريمة طفل يبلغ من العمر 14 سنة، تظهر على جسده آثار التعذيب والضرب، كما يظهر عليه النزيف من أذنيه وعينيه وأنفه قبل أن يفقد وعيه نتيجة لضربة بعقب بندقية على رأسه، وحادثة أخرى عن شابة تعرضت للاغتصاب من قبل قوات النظام.

وقال أحد المحققين الثلاثة “كارين كونينغ أبو زيد” الذي شارك في إعداد التقرير: “يبدو أن الاهتمام كان منصباً على سبل التستر على الجرائم المرتكبة في مراكز الاحتجاز وليس التحقيق فيها”.

ودعا التقرير إلى إنشاء آلية لتحديد أماكن المفقودين أو رفاتهم ومحاكمة من ارتكبوا هذه الجرائم، مؤكدين على أن الجرائم تمت بموافقة ومعرفة الحكومات الداعمة لمختلف الأطراف في سوريا.

رئيس لجنة التحقيق “باولو سيرجيو بينيرو” أجاب عن جدوى التقرير بما تقوم به السلطات السورية من قراءة التقرير باهتمام بهدف دحضه ليس إلا، وأن “المهم لنا أن الضحايا يقدرون على ما يبدو ما نقوم به وهذا مهم جدا”.

إلى ذلك رحب المحققون بما قامت به محكمة مدينة كوبلنتس الألمانية الأسبوع الماضي بالسجن 4.5 سنوات على عضو سابق بجهاز أمني تابع للأسد لمشاركته في تعذيب مدنيين في أول حكم من نوعه بجرائم ضد الإنسانية في الحرب السورية، مشيرين إلى أنهم قدموا معلومات للجهات القضائية الألمانية تتعلق بأكثر من 60 قضية جنائية وأن تقاريرهم قد استخدمت كأدلة في محاكمة كوبلنتس.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*