الفنان محمد آل رشي: لا مقارنة بين اعتقالي في دمشق واعتقال سجاني في ألمانيا

لم نكن نصدق أن تقوم ثورة في العالم العربي لكن نجاح الثورة في تونس ورؤية التطورات التي شهدتها المنطقة دفعت السوريين إلى التفكير في السؤال نفسه: ستبدأ عنا أم لا؟

هذا ما جاء في حديث للفنان السوري محمد آل رشي بلقاء مصور مع موقع مهاجر نيوز بمناسبة مرور عشرة سنوات على الثورة السورية.

وقال آل رشي عن تجربته الشخصية في الثورة السورية: “كان الناس يخرجون كل جمعة تقريبا من جامع في منطقة الميدان بدمشق لاحقا انتقد البعض خروج المظاهرات من الجوامع، كان الجواب ببساطة أن لا مكان أخر يمكن للناس التجمع فيه دون أن يعتقلوا، ودليل ذلك أن شبابا مسيحيون وعلمانيون يشاركون بتلك المظاهرات.

شاركت بمظاهرة الفنانين، إلى جانب مظاهرات عفوية خرجت في مناطق ركن الدين بدمشق، وفي أحد الأمسيات كنا بتشييع أحد الشبان الذين قتلوا برصاص الأمن السوري، هتف فارس الحلو بجملة “الله وأكبر حرية” وأشتعل بعدها الحاصرين بالهتاف خلفه.

وروى آل رشي عن مشاركته في تشييع 16 شابا قتلوا في حي القابون بدمشق برصاص قوات النظام، وبحضور ما يقارب 10 آلاف شخص، كيف رأى في الجمع أنهم هم الأبطال الحقيقيون، ليردد أمامهم “عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد”.

تبع تلك المظاهرة وصول تهديدات كثيرة وتحذيرات عدة من الاعتقال، وصار الخوف من الاعتقال هاجسا لدي، حتى تم خروجي من سوريا ولجوئي إلى فرنسا، موضحا أنه اختار الخروج من مطار دمشق بعد أن نفذ صبره وترقبه، وكان خياره أنهم إن أرادوا اعتقاله فليكن أمام الناس، لا أن يقوموا باعتقاله أو قتله والقول فيما بعد أن الإرهابيين هم من قتلوه.

ويوضح آل رشي سبب عودته إلى سوريا بعد وصوله إلى فرنسا ظنا منه أنه لم يعد مطلوبا لأجهزة النظام التي لم تقم باعتقاله في المطار إثناء خروجه، لكن بعد عودته إلى دمشق تم اعتقاله.

وعن اعتقاله قال إنه كان اعتقال من فئة (5 نجوم) في إشارة منه إلى عدم تعذيبه واحترامه من قبل عناصر الأمن، مرجعا ذلك لكونه فنانا معروفا ووالده عبد الرحمن آل رشي المعروف، وأنه كردي، مضيفا أن من قام باعتقاله – دون أن يسميه في المقابلة – هو رئيس فرع 231 التابع للمخابرات السورية “أنور رسلان” قام فيما بعد بالانشقاق عن قوات النظام وإرسال اعتذار له

يؤكد آل رشي على الفوارق ما بين اعتقاله في سوريا واعتقال رسلان، فدرجة الرعب التي يعيشها المعتقلون في السجون السورية، ومدى ما يمكن أن يتعرضون له من التعذيب وصولا إلى القتل، لا تقارن بالاعتقال في بلد تحكمه القوانين وتبقى حياته مصانة وحقوقه محفوظة.

ما يزال آل رشي يعمل حاليا على مشاريع تتعلق بسوريا، هو الأمر الذي أنقذه من المطبات النفسية بحسب قوله، منها مشاركته في مسرحية بعنوان “بينما كنت أنتظر”، ثم مسرحية بعنوان “حبك نار”،  و”وقائع مدينة لا نعرفها”، وبعض الأغاني عن الثورة السورية منها أغنية بعنوان “شفتلي ياها كيف” باللغتين العربية والفرنسية.

ونفى آل رشي شائعة تبرأ أبيه منه إثر انخراطه في الثورة مؤكدا أنها رواية عارية عن الصحة أطلقها النظام وشبيحته في محاولة منهم لإذلاله والضغط عليه، متأسفا على أنه لم يستطع وداع والده قبل وفاته عام 2014، أو حضور جنازته بسبب التهديد بالاعتقال في حال عودته إلى سوريا.

محمد آل رشي من مواليد ركن الدين في دمشق 1970، وهو ابن الفنان عبد الرحمن آل رشي، متزوج وله ابنتان، يعيش حاليا في مرسيليا الفرنسية، تعرض للتهديد والاعتقال من قبل الأمن السوري بعد وقوفه مع الثورة السورية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*