القنابل الروسية تجبر “حمودة” على دفع ضريبة حبه للتعليم

خاص زيتون

كثرٌ هم الأطفال الذين تسربوا من مدارسهم بعد قصف لها أو لمحيطها أو وهم في طريقهم إليها، إلا أنه كان مؤمناً بسمو العلم وعظمته وأهميته، ولم يثنه القصف المتواصل بشتى أنواع الأسلحة وحتى الكيماوية منها، من قبل قوات الأسد وبعده الطيران الروسي على مدينته كفرزيتا بريف حماة الشمالي.
بدأ تعليمه وسط القصف كطفل في الصف الأول الابتدائي، وتابعها وسط القصف وتصعيده يوماً بعد يوم، وكان التعليم لديه بالدرجة الأولى، لم تمنعه عنه قذائف أو صواريخ أو طائرات الأسد وروسيا.
أما اليوم فقد منعته القنابل العنقودية التي ألقتها الطائرات الروسية في غارتين استهدفتا مدرسته، فسقط في باحة المدرسة هو وزملاؤه الذين كانوا يشاركونه الهدف والحلم.
ستة أعوامٍ واصل فيها “محمد حسن معيوف” ابن الاثني عشر عاماً، دراسته في مدرسته بريف مدينة كفرزيتا، واليوم نُقل محمد الطالب في الصف السادس إلى المشفى على إثر الإصابة التي تعرض لها جراء الغارتين الجويتين الروسيتين بالقنابل العنقودية على مدينته، حيث فقد رجله اليسرى واصبعي السبابة والإبهام من رجله اليمنى، وهو الآن في غرفة العناية المشددة، بعد أن خضع لعملٍ جراحيّ، كما أصيب 5 من زملائه إصابات سطحية طفيفة.
لم تدرك قنابل الغدر العنقودية الروسية، حقوق الطفولة في الحياة الآمنة ولا في التعليم، ولا براءتها ولا جمالها وجمال العلم في عيني حمودة- كما يناديه أصدقاؤه وأهله-، ولا معنى أن يكون لدى طفل بعمره هدف يسعى بثباتٍ إليه.
ولا يزال حمودة في غرفة العناية المشددة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*