رعاها كأمه طيلة 55 يوما.. شاب سوري يخدم مسنة فرنسية في الحجر الصحي

سامر تحسين 29 عاما – البيان

سامر، شاب سوري دخل الأراضي الفرنسية بطريقة غير شرعية قبل عام واحد، يعمل في محل تجاري لبيع القالة، وجد نفسه أمام مسنة فرنسية، مريضة ووحيدة، فما كان منه إلا أن تفرغ لخدمتها ورعايتها كأنها أمه.

وفي تفاصيل القصة التي نشرتها صحيفة البيان أول أمس، جاء فيها أن الشاب سامر وأثناء عمله في توصيل الطلبات في محل لبيع البقالة تحول إلى ممرض متفرغ لرعاية مسنة عجوز في مدينة كولمار الفرنسية، وذلك بعد أن وجدها وحيدة في منزلها ومحاصرة بالأمراض المزمنة التي تعاني منها.

وكانت المسنة قد وجدت نفسها وحيدة نتيجة عجز ابنها الوحيد المتواجد مع أسرته في مدريد بسبب الحجر الصحي وإغلاق الحدود ضمن إجراءات الحد من وباء كورونا.

بادر سامر تحسين ذو 27 عام بالقيام بعمل إنساني متكامل على مدى 55 يوما دون كلل أو ملل، وبدون أن يهدف إلى أي مقابل مادي، خدم السيدة الفرنسية بمحبة ودأب وكأنها أمه، ووجد الابن امه لدى عودته من مدريد يوم الثلاثاء الماضي بأفضل حال بعد  رعاية سامر لها.

المسنة الفرنسية “إديث ديتريش” – البيان

وقالت المسنة “إديث ديتريش، (81 عاماً)، أمس:

“وجدت نفسي محاصرة، الجميع منشغلون بالوباء، وليس أي وباء، إنه وباء يقصدنا، لم أخف، فقط خشيت أن أموت وحدي ولا يكتشف أحد أمري، نجلي الوحيد، شارل، كان في مدريد، ولم يتمكن من العودة، معه أسرته هناك حيث يرتبط بعمل طارئ، كنت منشغلة بمسألة الموت وحدي، وفي يوم 19 مارس اتصلت هاتفياً بمحل تجاري مجاور لي طلبت منهم بعض المواد الغذائية، فقالوا لي سنرسلها لكِ، وبعد قليل من الوقت دق الباب ووجدت أمامي شاباً من أصول عربية، قال لي بلهجة تكشف بوضوح أصوله غير فرنسية «طلباتك»، وجدني في حالة نفسية سيئة، قلت له «هل تحضر لي أدوية من الصيدلية؟» قال بالتأكيد، وبالفعل ذهب وأحضرها، فوجدته يسألني «هل أنت هنا وحدك؟» قلت نعم، ثم أخذ المال مقابل ما أحضره لي من أغراض وانصرف، وفجأة وجدته في اليوم التالي يدق الباب ويسألني هل تحتاجين لشيء؟، شكرته بامتنان، وأعطاني رقم هاتفه وطلب مني أن اتصل به في أي وقت لو احتجت لأي شيء”.

وأضافت المسنة للصحيفة: “بعد يومين اتصلت به كنت متعبة جداً، حيث أعاني من تضخم في القلب ومن ارتفاع ضغط الدم المزمن، قلت له إني مريضة وخشيت الموت وحدي، وبعد دقائق كان أمامي، ومن وقتها جلس معي، لم يغادر، راعى شؤوني بالكامل، من طعام وقضاء طلباتي وحتى غسل الملابس، حتى ابني كان يتواصل معه، إلى أن جاء شارل من مدريد يوم الثلاثاء الماضي، لكن الغريب أن سامر السوري رفض أي مكافأة أو مقابل مادي، وغادر المنزل لكننا لن نتركه، فأنا مدينة له بحياتي”.

وعلق سامر على ما قام به: “لم أفعل إلا الواجب الإنساني، اعتبرت هذه السيدة الوحيدة أمي، فعلت الواجب فقط، ولم أفعل ما يستحق الشكر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*