كان عليهم أن يقولوا “الأسد وحرق البلد”

للمرة الثانية خلال الثورة السورية، يعيد رأس النظام السوري بشار الأسد ترشحه لمسرحية انتخابات الرئاسة السورية، بعد أن عشر سنوات من الحرب التي دمرت سوريا، ليؤكد أن مقولة أنصاره “الأسد أو نحرق البلد” لم تكن دقيقة، فقد أحرق البلد وبقي الأسد.

ومن المؤكد أن هذه الانتخابات الشكلية، ستحسم لصالحه في ظل سيطرته على مراكز معظم المدن في سوريا، تحت القبضة الأمنية، التي أجبرت كل العاملين في الدولة للخروج في مسيرات تأييد والمشاركة في احتفالات “العرس الديمقراطي”، كما حدث في الانتخابات حزيران 2014، والتي فاز بها على خصومه الشكليين بنسبة تفوق 88%.

وفيما تعلو أغاني تمجيد “المنتصر” في الحرب السوري، في خيام مكتظة بضباط الجيش وعناصرهم، مع جوقة من الممثلين، تحصيهم أجهزة الأمن السورية، ما تزال طوابير الخبز والمحروقات والغاز تنتشر في أرجاء مناطق النظام، وفيما يرفع الأسد شعاره “الأمل بالعمل” يجد ملايين السوريين أنفسهم عاطلين عن العمل، أو في أعمال لا تسد رمق عائلاتهم، في مفارقة قل مثيلها، تتلخص في أن السوريين المتواجدين خارج حدود الوطن باتوا يماثلون كعدد من في داخله، والسبب الوحيد لغربتهم هو المرشح الأول للرئاسة.

 وسمحت دول كل من مصر والإمارات والعراق والكويت والبحرين وعمان والجزائر والأردن والسودان بأجراء الانتخابات في سفارات النظام السوري لديها، كما سمحت كل من، فرنسا وروسيا وأستراليا واليابان وماليزيا، والنمسا والسويد وإسبانيا وقبرص والأرجنتين، والهند والصين وإيران وإندونيسيا وأرمينيا.

ورغم تواجد حزب الله وبعض التيارات السياسية المتواجدة في لبنان المساندة للنظام السوري، التي تحركت للترويج للانتخابات، إلا أن مشاهد مصورة تم تناقلها عن تكسير شبان لبنانيين سيارات تحمل صور رأس النظام السوري، في حالة لرفض أجراء الانتخابات على أرضها.

وكان زعيم حزب القوات اللبنانية “سمير جعجع” طالب السوريين الذين يقيمون في لبنان وسيشاركون بانتخاب رأس النظام بمغادرة الأراضي اللبنانية، واصفا الانتخابات بالمهزلة والمأساة، مشيراً إلى أن تعريف اللاجئ واضح ومتعارف عليه دوليا وهو الشخص الذي ترك بلاده لقوة قاهرة وأخطار أمنية، وطالب جعجع ميشيل عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بإصدار قوائم اسمية للمشاركين بعملية الاقتراع والطلب منهم مغادرة لبنان فورا.

من جانب آخر، منعت مجموعة من الدول هي ألمانيا وتركيا والسعودية وقطر، إجراء الانتخابات الرئاسية السورية في سفارات النظام لديها.

ونشرت سفارة النظام السوري في ألمانيا بيانا قالت فيه إن السوريين لن يتمكنوا من المشاركة في الانتخابات بسبب منع السلطات الألمانية لها.

ومن المقرر بحسب نوايا النظام أن تجري الانتخابات في سوريا ما بين 26 وحتى 28 من الشهر الحالي، في ظل رفض دولي لمشروعيتها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*