كيف استغلت أسماء الأسد قصة الطفلة التي سجنها والدها مع كلب في المغارة؟

زيتون – مصطفى العلي


في حادثة هزت المجتمع السوري، في أواخر عام 2007، تم العثور على سمر خميس، التي تحولت إلى “فتاة المغارة”، ذلك نتيجة حبس والدها لها برفقة كلب لمدة 22 عاماً متواصلة داخل أحد الكهوف المجاورة لمنزله الواقع في مدينة كفرتخاريم غربي ادلب، ما جعلها تفقد المهارات “البشرية”، وتصل إلى حالة من “التوحش”، وفق ما وصفها الأطباء بعد خروجها من الكهف عام 2007.



تعود قصة “سمر” إلى عام 1985 حيث تزوج والدها من امرأة تدعى ميساء، وبعد ستة أشهر من زواجه أقدم على طلاق زوجته لأسباب عائلية وخلافات زوجية، وكانت زوجته آنذاك حاملاً في شهرها الأول، وبعد ثمانية أشهر أنجبت مطلقته ميساء “سمر”، وبعد سنة ونصف تزوجت أم الطفلة “سمر” وتركتها في حضانة جدتها وعند بلوغها من العمر أربع سنوات أحضرها والدها إلى منزله ووضعها مع أولاده وقامت زوجته بالإشراف عليها، وبعد ثمانية أشهر أعادها لمنزل جدتها بسبب قصور في عقلها وجسمها.
وبقيت بمنزل جدتها حتى بلغ عمرها ست سنوات ومرة ثانية قام بإحضارها لمنزله وحينها رفضت زوجته وضعها ضمن المنزل ومع أولادها واتفق معها على وضعها في مغارة مجاورة لمنزله، برفقة كلب، وكان يدخل لها الطعام بالاشتراك مع زوجته، وبقيت على هذه الحالة حتى 23 تشرين الأول 2007، حيث كشف النقاب عن قضيتها بعد أن أكتشف امرها راعي أغنام رآها ضمن المغارة.

عقب انتشار قصة “سمر” على وسائل الإعلام المحلية، بادرت أسماء الأسد زوجة بشار الأسد إلى زيارة “سمر” في مشفى ابن سينا، ووعدت حينها عبر وسائل الإعلام بمتابعة علاج “سمر” مهما كانت التكلفة، كما تعهدت بنقل سمر الى المشافي الأوروبية ليتم معالجتها نفسياً وجسدياً.

في منتصف عام 2015 وبعد سيطرة قوات المعارضة السورية على مدينة جسر الشغور شمال إدلب، وجدت فرق الدفاع المدني آنذاك عدداً من العجزة ومرضى القصور العقلي داخل مأوى العجزة في المدينة، وتم نقلهم إلى مأوى آخر في قرية إسقاط بريف إدلب الشمالي.

القاضي محمد نور حميدي مسؤول الدار في قرية إسقاط قال لـ زيتون حول قضية سمر: “أنشأنا داراً للعجزة في أواخر عام 2015 تحت مسمى “مركز بلدة إسقاط لدار العجزة” بريف إدلب الغربي؛ حيث يقوم المركز برعاية العشرات من المسنين والعجزة أكثرهم تم نقلهم من دار العجزة في جسر الشغور عقب سيطرة قوات المعارضة عليها”.

وأضاف حميدي: “قصة سمر أثارت ضجة كبرى عبر وسائل الإعلام، وحينها ادعت أسماء الأسد تبني علاج الطفلة، ذلك عبر وسائل الإعلام وضجت الصحف والقنوات التلفزيونية بقصتها، ونالت أسماء في ذلك الحين لقب الوردة الحمراء لإنسانيتها وعطفها على هذه الصغيرة المظلومة”.

ويردف القاضي حميدي:

“عناية أسماء الأسد أمام الصحف والقنوات التلفزيونية كانت عبارة عن ترويج إنساني إعلامي فقط، حيث أقدمت على رمي “سمر” في أحد دور العجزة في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، دون أن يقدم لها أي نوع من أنواع العلاج الخاص بحالتها، وبعد سيطرةة قوات المعارضة على مدينة جسر الشغور، فر موظفو مركز دار العجزة إلى مناطق النظام وتركوا العشرات من العجزة والمعاقين ومن بينهم سمر دون رعاية”.

وأكد حميدي في حديثه لـ زيتون: إن المركز يقدم لسمر جميع ما ينقصها من طعام وشراب وعلاج، وأصبح وضعها يتحسن يوما بعد يوم، حيث تعلمت بعض الكلمات، كما تستطيع قضاء بعض من حوائجها بنفسها رغم إعاقتها والتشوهات التي لحقت بها خلال فترة سجنها.
وتعاني “سمر” من ضعف بصر في العين اليمنى مع ضمور خفيف في الأطراف بسبب قلة الحركة، وعلى الرغم من تحسن حالتها الصحية، إلا أنها لا تزال تعاني من اضطرابات نفسية وعصبية وتبدو غير قادرة على الكلام، أو المشي، أو التعبير عن أي حالة شعورية بل تقلد الكلب في صوته وحركاته في معظم تصرفاتها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*