مدى تأثير فيروس كورونا على أسواق تداول العملات وبعض الاستراتيجيات

تعتبر أسواق العملات الأجنبية أو الفوركس من أكبر الأسواق المالية في العالم وأكثرها سيولة نظراً لأحجام التداول الكبيرة، كما أنه يسهل الدخول في هذه الأسواق من خلال شركات الوساطة المالية وتداول الفوركس وهو الأمر الذي ينطوي على الكثير من الفرص والمخاطر في ذات الوقت، خاصة أن أسواق الفوركس أكثر تقلباً من غيرها من الأسواق، والتقلب بحد ذاته قد يشكل فرصة أو مخاطرة.

ظروف أسواق الفوركس حتى الآن في عام 2020

وفي عام 2020 كانت أسواق الفوركس شديدة التقلب نظراً لحدوث أزمة فيروس كورونا المستجد، وكان التقلب ملحوظاً وواضحاً من خلال صعود مؤشر التقلب العالمي فيكس VIX إلى مستويات قريبة من تلك التي شوهدت في عام 2009 أي بعد الأزمة المالية العالمية، وهذا كان مصحوباً بارتفاع الخوف لدى المستثمرين وهبوط حاد في العديد من أسواق الأسهم العالمية ومنها مؤشر داوجونز وستاندرد أند بورز، وناسداك والأسواق الأوروبية والآسيوية. 

وقد هدأت الأسواق إلى حد كبير مع عودة التفاؤل الحذر إلى الأسواق، وخاصة بعد الربع الثاني من العام الحالي، حيث تراجع مؤشر الفيكس VIX وعاد إلى مستويات منخفضة عند 26 تقريبا، وعلى الرغم من هذه العودة إلا أن المؤشر لم يعد إلى مستويات ما قبل أزمة كورونا حتى الآن، ولهذا لا زالت هناك ظروف الشك وعدم اليقين والترقب في الأسواق، حيث أن أزمة كورونا لم يتم احتوائها إلى الآن، ومع التقلبات الحالية فإن تداول الفوركس قد يعطيك فرصاً كبيرة.

 أسواق الفوركس في الربع الأخير من العام الحالي

لا زال هناك الكثير من الضبابية التي تخيم على الأسواق سواء كان ذلك فيما يتعلق بكورونا أو فيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية في الشهر القادم، حيث من المتوقع أن تكون توقعات الناخبين هي الحدث المسيطر والمؤثر الأكبر على الأسواق، وبعد وضوح النتائج سيعود الهدوء تدريجياً إلى الأسواق، ولهذا لا ينصح بدخول صفقات طويلة الأمد حالياً قبل ظهور النتائج، وإنما الاعتماد على صفقات قصيرة الأجل فقط.

استراتيجيات تداول الفوركس للفترة القادمة

من المتوقع أن تتعرض معظم أزواج الفوركس في الفترة القادمة للتقلب نظراً لأهمية الاقتصاد الأمريكي وكونه أكبر اقتصاد في العالم، ولكن أزواج الدولار الأمريكي ستكون الأكثر تقلباً نظراً لارتباطها المباشر بالعملة الأمريكيةـ

وفي الوقت الحالي يمكنك الاعتماد على الاستراتيجيات التي تعتمد على المؤشرات الفنية وأنماط الحركة السعرية، وسنذكر أهم هذه الاستراتيجيات هنا:

استراتيجية التداول بالاعتماد على مستويات فيبوناتشي

فيبوناتشي هو عالم رياضيات سابق يقال إنه اكتشف نسب فيبوناتشي Fibonacci والتي توجد في الطبيعة ويمكن رؤيتها في العديد من الأشكال الطبيعية، ووجد أيضاً أن هذه النسب تعمل في الأسواق المالية، حيث أن هناك مستويات معينة يستجيب لها السعر وغالباً ما يرتد عنها ويتابع اتجاهه السابق، ولكي تنفذ هذه الاستراتيجية عليك أن تبحث عن أسواق تكون الحركة فيها اتجاهية وليست عرضية.

فعلى سبيل المثال يمكنك تطبيق هذه الاستراتيجية على زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي EUR/USD عندما يتحرك بحركة اتجاهية واضحة، وبعدها تقوم باستخدام أداة فيبوناتشي المتوفرة في معظم منصات التداول تقريبا، حيث تقوم بوضع نقطة البداية والنهاية للأداة على نقطة البداية والنهاية للحركة الاتجاهية ومن ثم تقوم الأداة بتحديد المستويات التي من المتوقع ان تستجيب لها الحركة السعرية، ويجب رسم مستويات فيبوناتشي بعد بدء حركة تصحيحية بعد الحركة الاتجاهية.

بعد أن تعرف تلك المستويات، يفضل مراقبة حركة السعر، وفي حال استمرت الحركة الاتجاهية بعد التصحيح وقبل الوصول إلى مستوى 23 بالمئة تقريبا على فيبوناتشي يجب إعادة الرسم بعد بداية تصحيح آخر واضح.

أما عند رؤية السعر يرتد عدة مرات عن مستوى 23 بالمئة أو 50 بالمئة تقريبا ولا ينجح في عكس الاتجاه السابق، يمكن الدخول في صفقة في نفس الاتجاه السابق حيث أنه من المتوقع أن يستمر، ويمكن وضع أمر وقف الخسارة فوق المستوى الذي فشل السعر في اختراقه.

استراتيجية الاختراق السعري

لكي تطبق هذه الاستراتيجية عليك أن ترسم خطوط الدعم والمقاومة وخطوط الاتجاه على الرسم البياني، لكي تحدد أهم المستويات التي يستجيب إليها السعر، وبعدها تحدد الخطوط التي حاول السعر اختراقها ولكن لم يستطع، ولكي ترسم خطاً ما عليك أن تحدد الذروات والقيعان على الرسم البياني ومن ثم رسم الخط فقط عندما يكون ثلاث نقاط ارتداد سعرية على نفس الخط المستقيم سواء كان أفقياً ام مائلاً، وبعد رسم الخط تنتظر السعر لكي يقوم باختراقه.

من الضروري أن تنتظر أن تغلق الشمعة بعد أن يحصل الاختراق السعري لكي تتأكد من أن الاختراق ليس كاذباً، وبعد التأكد تدخل في نفس اتجاه الاختراق وتضع أمر وقف الخسارة فوق الذروة الأخيرة أو تحت القاع الأخير، وتضع الهدف عند ضعف البعد عن أمر وقف الخسارة لكي يكون لديك معدل عائد إلى مخاطر يفوق 2 إلى 1 وهو معدل صحي وجيد يحميك من المخاطر.

الاستراتيجيات التي تعتمد على التحليل الأساسي

من الصعب القيام بالتحليل الأساسي على أمد طويل في الوقت الراهن نظراً للمتغيرات الكثيرة وعدم اليقين حول ما سيحصل بشأن فيروس كورونا والانتخابات الأمريكية، وعندما انتخب ترامب سابقاً كان لذلك أثر إيجابي على الدولار الأمريكي على الرغم من هبوطه في البداية، وفي حال أعيد انتخاب ترامب قد يشهد الدولار حركة مماثلة، وقد لا يكون انتخاب جو بايدن إن حصل بنفس الإيجابية للدولار الأمريكي، إلا أن استجابة الأسواق لا يمكن التنبؤ بها بدقة تامة بأي من الأحوال.

الملخص

هناك العديد من الفرص والمخاطر في الأسواق المالية في الفترة المقبلة ومن المتوقع أن تتسم بالتقلب والتذبذب ولذلك من الضروري اتخاذ إجراءات إدارة المخاطر الضرورية وتداول الفوركس بحذر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*