منظمات حقوقية تطالب تركيا بوقف اعتقال وترحيل اللاجئين السوريين

طالبت منظمات حقوقية دولية السلطات التركية بوقف اعتقال وترحيل اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها بشكل تعسفي، وتجنيبهم الصراع السياسي الدائر في البلاد مع اقتراب الانتخابات التركية.

ودعت المنظمات الحقوقية في بيان خلال مؤتمر يتعلق بأوضاع اللاجئين السوريين في تركيا عقد في مدينة إسطنبول، إلى وقف عمليات الترحيل القسري للاجئين والانتهاكات التي يتعرضون لها في مركز الترحيل في أوغزلي بولاية غازي عنتاب، ومركز أبايدن بولاية هاتاي.

وأشارت إلى أن السلطات التركية اعتقلت خلال الفترة الماضية المئات من اللاجئين السوريين دون وجود مبرر قانوني لذلك، كما قامت باحتجازهم في ظروف سيئة، حيث تعرض العديد منهم لسوء المعاملة، وأجبروا على التوقيع على استمارات العودة الطوعية.

وذكر البيان أن بعض اللاجئين أجبروا على العبور إلى الشمال السوري تحت تهديد السلاح، وترحيلهم بشكل تعسفي دون إجراء أية محاكمات لهم وفق القوانين الدولية المتعلقة باللاجئين.

وانتقدت المنظمات الحقوقية عدم وجود سياسة واضحة لدى الحكومة التركية في التعامل مع اللاجئين واستخدامهم في معركة التجاذبات السياسية بين الحكومة والمعارضة، داعية لتجنيبهم الصراع السياسي الدائر في البلاد، والنظر إلى قضيتهم من منظور إنساني.

وأكد موقع “T24” التركي في تقرير له عقب المؤتمر، أن بيانات وزارة الداخلية التركية عن عودة أكثر من 500 ألف سوري إلى بلدهم “بشكل طوعي”، لا تعكس الحقيقة، مؤكدا أن اللاجئين يبعدون عن عائلاتهم بسبب أخطاء في الكنية أو خطأ إلكتروني، ويجبرون على التوقيع أو البصم على ورقة الترحيل.

ونقل التقرير عن محامي جمعية “أوزغور دير”، أوميت كوتباي، أن الحكومة التركية تضغط على السوريين من أجل العودة إلى بلادهم، مشيرً إلى أن استخدام تبرير “تهديد النظام العام والسلامة العامة” في التشريعات المتعلقة بقرارات الترحيل يفتح الباب أمام عدم الشرعية هذه القرارات.

وأكد “كوتباي”، أن اللاجئين السوريين يتعرضون للضغط في مراكز الترحيل من أجل التوقيع على أوراق العودة الطوعية، ويمكن أن ترحلهم حتى بدون الحصول على تواقيعهم.

ويوم الأربعاء الماضي، أصدر محامون أعضاء في لجنة حقوق اللاجئين والهجرة الملحقة بنقابة المحامين في ولاية غازي عنتاب التركية، بيانا حول واقع اللاجئين السوريين في مركز الترحيل أوغوزلي.

وقرأت المحامية نازلي جوبيك البيان رفقة عدد من زملائها المحامين أمام مبنى المحكمة، والذي يوثق جوانب الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في مركز الترحيل.

وتضمن البيان إفادات وشهادات تقدم بها عدد من اللاجئين السوريين، وسرد سلسلة حوادث تعرضوا لها في المركز، حيث تم إلزامهم وإجبارهم (بالإكراه) على التوقيع على أوراق العودة الطوعية.

وأشار البيان إلى جملة من القرارات والسلوكيات المفروضة على اللاجئين السوريين من قبل إدارة وعناصر المركز، وصفتها اللجنة بأنها “انتهاكات في ميدان حقوق الإنسان واللاجئين”.

وأكد الناشط “طه الغازي” المهتم بأخبار اللاجئين السوريين في تركيا، أن كوادر حقوقية مهتمة بقضايا اللاجئين السوريين تعمل مع منظمات حقوقية تركية وهيئات حقوقية دولية ونقابة المحامين في عنتاب على إيقاف عمليات ترحيل اللاجئين السوريين المتواجدين في مراكز الإيواء المؤقت (ولا سيما ممن يمتلكون بطاقات الحماية المؤقتة).