منظمات صحية تحذر من انهيار القطاع الصحي في شمال غرب سوريا

أصدرت منظمات صحية عاملة في مناطق شمال غرب سوريا اليوم الاثنين، بيانا حذرت فيه من انهيار القطاع الصحي بسبب جائحة كورونا، وطالبت بفرض إجراءات وقائية.

وجاء في البيان، “ﻧﺤﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب ﺳﻮرﻳا ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ إدﻟﺐ وريفي ﺣﻠﺐ اﻟﻐﺮﺑﻲ واﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، ﻧﺪق ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ ﺑﺎﻗﺘﺮاب وﺷﻴﻚ ﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﺑﺴﺒﺐ وﺻﻮل ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮﻓﻴﺪ 19 إﻟﻰ ذروﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ”.

وأشار البيان إلى أن اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﺑﺬﻟوا ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﻻﺣﺘﻮاء اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﺿﻲ، وﻗﺪ ﺗﺨﻄﺖ المنطقة اﻟﻤﻮﺟﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺑﺄﻗﻞ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ دون أن ﻳﻨﻬﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ.

وأوضح أن اﻟﻤﻮﺟﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻮﺑﺎء وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺧﻄﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق، إذ ﺗﺸﻴﺮ آﺧﺮ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﺣﻮل اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ أن اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ وﺻﻠﺖ اﻟﻰ ﺗﺼﻨﻴﻒ “ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﺪرة ﻣﺤﺪودة ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ.

وأشار إلى أن ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻛﺎرﺛﻴﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﻫﻮ إﺻﺎﺑﺔ المزيد ﻣﻦ اﻟﻜﻮادر اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮض وﺗﻮﻗﻔﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ، ﻣﻤﺎ ﺳﻴﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺷﻠﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ وﺳﺘﺼﺒﺢ أﺑﺴﻂ اﻷﻣﺮاض ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻠﻮﻓﻴﺎت ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻜﻮادر، ﻳﻀﺎف ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻮارد اﻷﻧﺒﺎء ﻋﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻣﺎ ﺳﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺰوح ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻮﺿﻊ ﺳﻮءا.

ولفت إلى أن اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ زال دون اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ اﻟﻤﻄﻠﻮب، وﻫﺬا ﻣﺎ أوﺻﻠﻨﺎ اﻟﻴﻮم إﻟﻰ ﺣﺪ اﻹﺷﻐﺎل اﻟﺘﺎم ﻟﻠﻤﺸﺎﻓﻲ وﻣﺮاﻛﺰ ﻋﻼج ﻛﻮﻓﻴﺪ 19.

وبين أن المنظمات تبذل ﻛﻞ اﻟﺠﻬﻮد ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ وﻣﺪﻳﺮﻳﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﻤﺎﻧﺤﻴﻦ اﻟﺪوﻟﻴﻴﻦ ﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﺮﻓﻊ ﻃﺎﻗﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب ﺳﻮرﻳﺎ وﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﻬﻴﺎر.

وأشار البيان إلى أن أﻛﺒﺮ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺼﺤﻴﺔ في العالم وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﻘﺪﻣﺎ لم ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﺼﻤﻮد ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ دون ﺗﻌﺎون ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وأﺻﺤﺎب اﻟﻘﺮار، وﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ذﻟﻚ ﻓﺮض اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ إلزامي، موضحا أن اﻟﻜﻮادر اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج واﻟﺘﻮﻋﻴﺔ.

وﻧﺎﺷﺪت المنظمات الصحية اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب ﺳﻮرﻳﺎ، ﺑﻔﺮض ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ودعتهم ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻬﻢ ﺗﺠﺎﻫﻪ وﻋﺪم ﺗﺮﻛﻪ ﻟﻤﺼﻴﺮه اﻟﻤﺤﺘﻮم ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺠﻨﺐ ﺗﺮك اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ اﻻﻧﻬﻴﺎر.

وأكدت أن التدابير اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ تطالب ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺳﺘﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﺑﻄﺎء ﺳﻴﺮ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻧﺤﻮ ذروﺗﻬﺎ إﻧﻘﺎذا ﻟﺤﻴﺎة اﻵﻻف وﻣﻨﻌﺎ ﻣﻦ اﻧﻬﻴﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ، مع الأخذ ﺑﻌﻴﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻤﻌﻴﺸﻲ واﻹﻗﺘﺼﺎدي.

وتشمل التدابير التي اقترحتها المنظمات، ﻓﺮض ارﺗﺪاء اﻟﻜﻤﺎﻣﺎت ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺸﻮراع واﻷﺳﻮاق واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ووﺳﺎﺋﻂ اﻟﻨﻘﻞ، وﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﺪوام ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻟﺤﻴﻦ إﻋﻼن ﻣﺪﻳﺮﻳﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ أن اﻟﻮﺿﻊ أﺻﺒﺢ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺪوام، واﺳﺘﺒﺪال ذﻟﻚ بالدوام ﻋﻦ ﺑﻌﺪ.

ﻓﺮض إﺟﺮاء ﻓﺤﺺ ﻛﻮﻓﻴﺪ-19 ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﻌﺎﺑﺮ أو إﺑﺮاز ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻠﻘﺎح، وتخفيف اﻻزدﺣﺎم ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻨﻊ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻛﺎﻷﻓﺮاح واﻟﺘﻌﺎزي واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وتطبيق قواعد اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺨﺪﻣﻴﺔ واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ.

أﺧﺬ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ اﻟﻤﻮﺛﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﻧﺬار اﻟﻮﺑﺎﺋﻲ اﻟﻤﺒﻜﺮ EWARN واﻷﺧﺬ ﺑﺘﻮﺻﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻔﺮض ﺣﻈﺮ ﻣﺆﻗﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮى واﻟﻤﺪن واﻟﻤﺨﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز ﻧﺴﺒﺔ اﻹﺻﺎﺑﺎت ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪا ﻳﺘﻄﻠﺐ ذﻟﻚ وﻓﻖ اﻟﻨﺴﺐ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ.

وأكدت المنظمات الصحية أن ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬه اﻹﺟﺮاءات ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﺟﻞ وﻓﻮري ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻏﺮبي ﺳﻮرﻳﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻛﺒﺮى ﺗﺠﺎه اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.

وختمت المنظمات بيانها بتذكير المدنيين في ﺣﻠﺐ وإدﻟﺐ بالالتزام بارتداء اﻟﻜﻤﺎﻣﺎت واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وأﺧﺬ اﻟﻠﻘﺎح ﻓﻲ أﺳﺮع وﻗﺖ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﻠﻔﺌﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ أوﻟﻮﻳﺔ ﺗﻠﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻮادر ﺻﺤﻴﺔ وﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ وأﺻﺤﺎب اﻷﻣﺮاض اﻟﻤﺰﻣﻨﺔ، وﻧﺎﺷﺪت ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺼﺎب ﺑﺎﻟﻮﺑﺎء أن ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ اﻟﺼﺤﻲ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻌﺪوى ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*