يمثلون على الناس ويرقصون للقاتل.. شهود زور يسقطون في صناديق الاقتراع

 

في اصطفاف حاد وقاس، تمايز الفنانون والممثلون السوريون في الثورة السورية ما بين معارض لنظام الطاغية ومتخذا جانب الحق والشعب طرفا له، وبين فنان سلطوي وانتهازي آثر مصلحته الشخصية والطائفية على مستقبل سوريا دون أن تؤثر خلفيته المثقفة كما يفترض أن يكون في بناء مواقفه.

وفي الطريق ما بين التفكير في الموقف واتخاذه أو الإعلان عنه، وبين رجع الضمير والمبدأ، إلى تحول المرء إلى فقاعة من الكذب والتطبيل، يخسر السوريين فنانين أحبوهم واعتبروهم واجهة فنية تعبر عنهم وتحمل تطلعاتهم.

وفيما يتلمس نصف الشعب السوري وجوده في شتات الأرض ما بين مخيمات ونزوح داخلي ولجوء خارجي لم يبق لهم من صرخة الكرامة شيء، يهرع معظم الوسط الفني الذي أثبت أنه لا يعدو كونه سيركا رخيصا يمكن توظيفه من قبل أجهزة المخابرات بأبخس الأثمان، فعلى شاشات القنوات يخرج علينا أبطال الدراما السورية يؤكدون دعمهم للقاتل، “الذي لم يغادر سوريا” كما فعل أيمن زيدان، أو باسم ياخور، أو ذلك الذي لم يعد يميز بين بشار الأسد وأخيه باسل كدريد لحام، أو عائلة ضيعة ضايعة في احتفالهم بالعرس الوطني في الديمقراطية منهم زهير رمضان ووفاء سلطان وفادي صبيح وغادة بشور وعبد الناصر مرقبي وآمال سعد الدين وجرجس جبارة وحسين عباس وغيرهم، لاقى سخرية واسعة من المتابعين.

في الجانب الأخر حمل قلة منهم مستقبل أولادهم خارج الوطن، ليدفعوا ثمن مواقفهم مع شعبهم، دون اكتراث لمستقبلهم المهني، متخلين عما استقرارهم وحياتهم السابقة.

الفنان عبد القادر المنلا يكشف حقيقة البعض

في عتاب مبطن بالتوبيخ، يتوجه الفنان السوري عبد القادر المنلا في سلسلة من الفيديوهات التي ينشرها عبر صفحته الشخصية في فيس بوك، برسائل موجه إلى زملائه الموالين من الوسط الفني تحت عنوان “همسة عتاب”، كاشفا عن حقيقتهم في كذبهم وتتبعهم لمصالحهم الشخصية عن المواقف الوطنية، وتنمرهم على رفاقهم من خلال علاقة بعضهم برجال السلطة في سوريا.

وفي مقطع مصور قال المنلا في حديث وجهه إلى الممثل أيمن زيدان، تعقيبا له على حديث زيدان مع قناة سكاي نيوز عربية التابعة للحكومة الإماراتية، قال فيها زيدان أنه سينتخب من بقي في سوريا صامدا على مدى عشرة سنوات.

وفند المنلا ما قاله زيدان عن صمود بشار الأسد مشيرا إلى خروج زيدان من سوريا إلى مصر لمدة عامين، ما يؤكد تناقض زيدان وكذبه بحسب المنلا.

وأكد المنلا أن حقيقة مواقف الممثل زيدان تصدر من سعيه بشكل دائم خلف مصلحته الشخصية، موردا حديثا سابقا لزيدان قال فيه أن النظام لن يذهب إلا والبلد مدمرة تماما.

ونوه المنلا إلى انتهازية زيدان في عدم اتخاذه أي موقف من الثورة السورية إلا بعد أن وضح تفوق النظام العسكري وبداية سيطرته، وأنه “خبرة” في توقيت اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحته الشخصية، كما سبق له أن عمل مع عائلة خدام التي دافع عنها وحين انشق عبد الحليم خدام عن النظام هاجمه وتبرأ منه.

وطالب المنلا زيدان بالتوقف عن الكذب على الناس، والاعتراف بجبنه وكذبه لكي يحظى باحترام السوريين أكثر، ليعود المنلا في فيديو آخر يقدم اعتذاره من زيدان متراجعا عن تكذيبه، ومعترفا بأن زيدان لم يقل إلا ما أملته عليه أجهزة المخابرات السورية مستدلا بتكرار العبارة نفسها من قبل معظم الممثلين الموالين، وليضيف قائلا: “أعتذر أستاذ أيمن، أنت لم تكذب على الناس، أنت عبد لأجهزة المخابرات، أنت عبد للبوط العسكري”.

وفي مقطع مصور آخر تحدث المنلا عن الممثل باسم ياخور، وتأكيده مجددا على ولائه لبشار الأسد وانتخابه من دبي، لولاية رئاسية جديدة، وعلاقته مع ماهر الأسد، والتنمر على رفاقه، إذ كان يهددهم به مسميا إياه بـ “المعلم”، في كل خلاف ينشب بينه وبينهم، كما كان يفتخر بهذه العلاقة.

ووصف المنلا ياخور بتحوله إلى “شخصية سلطوية” مخاطبا إياه: “ياريتك لم تكن على تلك العلاقة مع السلطة، ياريتك لم تخسر مشروعك الفني والإنساني وخسرت نفسك كمبدع وإنسان”.

 

وذكر المنلا ياخور كيف كان ينافق حين يقابل أشخاصا يرغبون بأخذ تذكار منه، كيف كان ياخور يبتسم في وجههم ويجاملهم وحين يغادرون يشتمهم، وهذا ما يفسر بحسب المنلا الشخصية المتناقضة لدى ياخور، من فنان قدم أعمالا فكرية ونقدية إلى بوق للنظام لا يبحث إلا عن السلطة والحظوة لديها، مؤكدا أن ياخور أمام الاختيار بين السلطة والشعب لا يتوانى عن اختيار مصلحته الخاصة في الاصطفاف مع السلطة.

وفي حديث أخر عن الممثلة أمل عرفة التي أقنعتنا بأدوارها الفنية التي قدمتها، قال المنلا أنها فشلت بالدور الإنساني تحاول لعبه بدعوة شركات الإنتاج إلى تقديم المساعدة للفنانة صباح السالم الخارجة حديثا من السجن، وقال المنلا أنه لا يستطيع إلا أن يشكك بهذه الدعوة خصوصا أنها صادرة عن أمل عرفة التي يعرفها جيدا، والتي لم تساعد أحدا في السابق إلا إن كان لها مصلحة في تلك المساعدة، وبحسب قول المنلا فإن عرفة قادرة من خلال علاقاتها أن تطلب من شركات الإنتاج إشراك صباح السالم بدون هذا الإعلان المستعرض على وسائل التواصل.

وأورد المنلا مجموعة من الأدلة عن عدم تصديقه لأمل عرفة في مبادرتها اتجاه صباح السالم، منها أن هناك عددا من الزملاء الذين يحتاجون المساعدة الأن كالفنان “زكي كورديلو” وابنه مهيار، فلم يحدث أن قامت عرفة بالمطالبة بالكشف عن مصيرهم في السجن، أو مثل سمر كوكش التي سجنت لخمس سنوات لم تقدم لها المساعدة أيضا وحتى لم تمر على ذكرها.

كما ذكر المنلا المتابعين بسخرية عرفة من ضحايا مجزرة الكيماوي، وشككت بنزاهة الخوذ البيضاء، إضافة لمشاركتها في انتخابات الأسد الأخيرة، ولم تتأثر بكل الضحايا الذين سقطوا بنيران قوات النظام ولم تتعاطف سوى مع حالة صباح السالم ما يدفع للشك في مواقفها الإنسانية، واصفا إياها بأنها ممثلة في الحياة، كما هي ممثلة في الدراما.

وكانت أمل عرفة قد تعاطفت مع قتلى قوات جيش النظام السوري قائلة إن حزنها عليهم كحزنها على المخرج السوري حاتم العلي

يذكر أن الفنان عبد القادر المنلا قد اتخذ قراره منذ بداية الثورة السورية بالوقوف إلى جانب السوريين وثورتهم، واستقر في مصر عقب مغادرته سوريا ومن ثم في هولندا.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*