إدارة مشفى الإحسان الخيري: أهم مشفى مجاني في سراقب قد يتحول لمأجور

زيتون – غسان شعبان 
أعلن مشفى الإحسان الخيري في مدينة سراقب عن توقفه مع بداية آب الحالي، وتحوله إلى نقطة طوارئ صغيرة، بعدما كان يعد من أهم المشافي الطبية في المدينة وريفها في السنوات الماضية، بخدماته الطبية المجانية ولا سيما قسم العمليات الجراحية.

 
توقف الدعم الذي بدأت ملامحه تظهر على أكثر من قطاع، وتجلى تأثيره في إغلاق عدد من المؤسسات، كان الإحسان إحداها، ما عرى الواقع الطبي الهش في مدينة سراقب وما حولها.
وللاطلاع على أسباب التوقف والظروف التي مرت بها المشفى التقت زيتون مع نائب مدير مشفى الإحسان وعضو مجلس الإدارة الطبيب “حيدر العبدو” وأجرت معه الحوار التالي حول واقع المشفى ومستقبله. 
– ما هي أسباب توقف مشفى الإحسان عن العمل؟ 
– تغطية المشفى لمنطقة جغرافية كبيرة، وصلت حتى ريف حلب الجنوبي، وريف حماة الشمالي، واستقباله كافة العمليات الجراحية والحالات الإسعافية بشكل مجاني، وضعته تحت حمل التكلفة المادية الضخمة، ترافق مع توقف الدعم نتيجة انتهاء العقد الموقع مع المنظمة الداعمة، وفي الوقت الحالي تقتصر خدمته على الحالات الإسعافية والطارئة، حيث تم تفعيل بعض الأقسام تطوعياً كقسمي الإسعاف، وغسيل الكلى”. 
– ما هي الأقسام التي توقف عملها داخل المشفى؟ 
– توقف عمل كل من قسم العيادات، وقسم العناية المشددة، بالإضافة إلى قسم العمليات الجراحية، كما يعتبر قسم الحواضن والأطفال خارج الخدمة أيضاً، وذلك لعمله المحدود والذي يتناسب مع كمية الدعم.
– ما هو تأثير إغلاق مشفى الإحسان على الأهالي برأيك؟
– تأتي أهمية مشفى الإحسان من كونه المشفى الوحيد المجاني في مدينة سراقب وريفها، والذي كان يخدم ما يقارب الـ 100 ألف نسمة، ويستقبل شهرياً من 8 آلاف إلى 10 آلاف مريض في مختلف الأقسام، كما أنه يغطي مناطق واسعة من الريف الشرقي لسراقب، وريفي حلب الجنوبي وحماة الشمالي. 
– ما هو مصير القسم الخاص بالأطفال الذي تم افتتاحه مؤخراً؟ 
– بالنسبة لقسم الأطفال التابع للمشفى لم يتوقف حتى الآن، ولكن أصبح يعمل بحجم يتناسب مع الدعم المقدم له وهو دعم بسيط، وسيتم عقد اجتماع لإدارة المشفى لتوضيح مستقبل القسم، وقد يتم إعادة دمجه ونقله إلى مقر المشفى من أجل تخفيف وتوفير مصاريف التشغيل الخاصة به. 
– ألم يخفف افتتاح المركز الصحي لأقسام العيادة النسائية واللقاح العبء عن الإحسان؟ 
– افتتاح المركز الصحي لبعض الأقسام الجديدة فيه، رغم أهميتها لكن الحمل الأكبر بقي ملقى على عاتق الإحسان، ومن الممكن أن يكون السبب في أنه لم يمر الوقت الكافي لنلاحظ الفرق، ومن المؤكد أن عدم احتواء المركز الصحي على مخابر تحليل أو قسم للإسعاف والعمليات الجراحية هو أحد الأٍسباب المهمة.
– يأمل الكثير من أهالي المنطقة أن يكون توقف الإحسان مؤقتاً نظراً لأهميته بالنسبة لهم، هل هناك بوادر لإعادة تفعيله بشكل كامل من جديد، وما هي الحلول البديلة التي يمكن اللجوء إليها لعودته للعمل؟
– لا توجد أي بوادر لعودة الدعم، ولكن عمل المشفى سيستمر على ما هو عليه الآن حتى بداية شهر تشرين الأول القادم، وفي حال لم يتم دعمه وتفعيله من جديد، سيتحول إلى مستشفى مأجور، ولكن بأسعار رمزية لتغطية التكاليف، أما فيما يتعلق بالحلول البديلة فأرى أننا بحاجة لافتتاح مشاف أخرى، وهو ما يتم الحديث عنه ضمن خطة مستقبلية لافتتاح مشفى نسائية وأطفال، ومن المتوقع أن عمله سيخفف الكثير من الضغط وخاصة لمناطق ريف سراقب الشرقي، إذ أن المشكلة الآن تكمن في عدم وجود أي مشفى يغطي أقسام النسائية والتوليد والأطفال والداخلية بشكل مجاني، مع اعتماد المناطق المجاورة على مراكز ومشافي سراقب.
لا يبدو على الكادر العامل في الإحسان ارتياحه للقرار الذي اضطر لاتخاذه، لكنه ليس المشفى الوحيد الذي أغلق بعضاً من أبوابه أمام المرضى، وربما لن يكون الأخير، ما سيدفع بالواقع طبي إلى التراجع مستقبلاً، كشأن باقي المؤسسات التي اعتمدت على الدعم الخارجي، وخصوصاً في ما يلوح بالأفق من مخاوف دفعت أغلب المنظمات الداعمة لتعليق عملها في إدلب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*