الأكاذيب المضللة في سوريا غيرت العالم

قالت صحيفة اندبندنت البريطانية في تقرير لها حمل عنوان ” كيف أعادت حرب المعلومات المضللة في سوريا تشكيل العالم ؟ ” إن “السوريين دفعوا ثمناً لا يمكن تخيّله لثورة بلادهم التي اندلعت عام 2011، إذ دُمّر بلدهم ومُحيت مجتمعاتهم العزيزة عليهم وفقدوا أحباءهم، وتشرد نصفهم ونزح 6 ملايين منهم إلى الخارج”.

لكن العالم أيضاً دفع ثمن الحرب الأهلية السورية، لأنه تركها تتكشف أمام ناظريه، ما جعل آلة الأكاذيب التي غذّت النزاع والورقة البيضاء التي أُعطيت لرعاة الأسد الأجانب ومن ساعدوه في الغرب تتدحرج كالدومينو لإعادة تشكيل العالم

وعن الدور الروسي كشف التقرير إن “آلة الأكاذيب انطلقت بتأمين روسيا، الراعي الأقوى لنظام بشار الأسد، دعاية مضللة لصالح دمشق امتثل لها العالم بعدما غرق خلال العامين الأولين لاندلاع الثورة في الروايات الكثيرة عن طبيعة الصراع في سوريا وأصله“، مضيفا أن “الدعاية الفعالة للنظام وحلفائه سمحت بتجاهل قواعد الحرب، وبسحق طائرات الميغ الروسية والميليشيات الإيرانية الانتفاضة، لكن الحرب الأهلية وحملة التضليل التي رافقتها لم تكن سوى نذرٍ يسيرٍ لتصاعد الأزمة في حقبة ما بعد الحقيقة”.

وأشار الكاتب إلى أنه “في عام 2014، بعد عام من الهجوم بالأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية والذي أسفر عن 1729 قتيلاً حسب مصادر المعارضة، استخدم الكرملين الخليط ذاته من العنف والتضليل على وسائل التواصل الاجتماعي لغزو منطقة القرم الأوكرانية بنجاح، وضمها الى أراضيه”.

واعتبر أن “المزج ذاته بين المعلومات المضللة اليمينية المتطرفة الزائفة التي أشعلتها روسيا والشكوك اليسارية الساذجة المستوحاة من الكرملين، غذّت القوى التي قادت بريطانيا إلى التصويت بفارق ضئيل لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2015”.

كما رأى أن “الأكاذيب المعادية للمهاجرين والمسلمين التي روّجت لها روسيا وجددها حلفاؤها أشعلت حركات اليمين المتطرف في أنحاء العالم”. وأضاف أن “المشروب السام ذاته من المعلومات المضللة اليمينية المدعومة من روسيا والمشاعر الزائفة الحادة من اليسار شجعت عدداً كافياً من الناخبين على البقاء في المنزل، أو التصويت لمرشحة حزب الخضر جيل شتاين في الولايات الأميركية الرئيسية، ما سمح لدونالد ترامب بالفوز في انتخابات 2016”.

أما بحلول وقت فوز جو بايدن بانتخابات 2020 فكانت مساحة ما بعد الحقيقة التي شكلتها روسيا ومخدروها في الغرب قد اتخذت حياة خاصة بها، واعتقد المتمردون المخدوعون بأن بايدن سرق بطريقة ما إحدى أكثر الانتخابات شفافية في العالم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*