الجامعات الخاصة في إدلب مصدر لجمع المال.. ومصير مجهول للطلاب

143

خاص زيتون

تنتشر في ريف إدلب المحرر عدد من الجامعات الخاصة، التي تستقبل الطلاب بمبالغ مالية تصل إلى 2000 دولار أمريكي عن بعض الفروع سنوياً، ولاقت تلك الجامعات رواجاً لدى عدد من الطلبة، بالرغم من وجود جامعة حرّة تقدّم خدمتها الجامعية بالمجّان.
إلّا أن الجدل ظهر خلال الأشهر القليلة الماضية حول اعتراف الدول والحكومة السورية المؤقتة بتلك الجامعات، وما هو مصير الطلاب بعد تخرجهم منها، ومن هي الجهة الرسمية التي تصدر شهادة التخرّج.

وزير التعليم العالي: لم نمنح أي ترخيص لأي جامعة خاصة

«زيتون» تواصلت من وزير التعليم العالي في الحكومة المؤقتة، عبد العزيز الدغيم وأوضح أن الحكومة المؤقتة لم تمنح أي ترخيص أو اعتماد لأي جامعة خاصة، وهو بالأساس قرار يصدر عن مجلس التعليم العالي، الذي سيفتتح بداية العام الحالي، وله ستحال جميع أوراق الجامعات الخاصة، وعلى ضوء الملف المقدّم لكل جامعة سيتم الترخيص أو عدمه.
وتابع الدغيم: وزارة التعليم العالي تنظر لجامعة حلب في المناطق المحررة وجامعة إدلب وأي مؤسسات كانت سابقاً مؤسسات حكومة، على أنها جامعة رسمية، وتحظى بالاعتراف لمزاولة العمل، ويجري حالياً مراسلات مع الجامعات التركية للحصول على اعتماد علمي لدى تلك الجامعات.
ونوّه الدغيم إلى أن جامعتي إدلب الحرة وحلب، تستقبل الطلاب بمبلغ رمزي بسيط جداً، وبالتالي لا داعي للجامعات الخاصة التي تتقاضى مبالغ مالية ضخمة، دون معرفة مصداقيتها، أو تراخيصها.
مؤكداً أن كل قرارات الجامعات الرسمية (إدلب وحلب) جاءت لتسهيل دخول الطلاب إليها، برسوم لا تتجاوز 200 دولار، وقال: حتى الحاصلين على شهادات قديمة، وأرادوا التسجيل في الجامعة، فالجامعات الرسمية تستقبل الطلاب، دون تحديد العدد، باستثناء الطب وطب الأسنان، والهندسة المعلوماتية فإن العدد محدد.

جامعة ماري تعتبر التبادل العلمي اعتراف:

بالعودة إلى تلك الجامعات، فقد أُعلن قبل أيام عن افتتاح جامعة في مدينة سراقب تحمل اسم (ماري)، وفق الفروع التالية: الآداب /إنكليزي، فرنسي، عربي/ وفرع تجارة واقتصاد (إدارة أعمال)، كما سيتم افتتاح فرع طب الأسنان بموافقة الجامعة الأم.
«زيتون» زارت مقر الجامعة في المدينة، والتقت عميدها زياد صطفوف، الذي تحدّث عن افتتاح الجامعة قائلاً: أخذنا موافقة من جامعة ماري في مرسين التركية بافتتاح فرع لها في مدينة سراقب، وهي تضمّ بعض الأقسام الأدبية والعلمية، أما بالنسبة لتسجيل الطلاب فقد اعتمدنا سقف معين لأسعار الفروع بمقارنة جامعتي إدلب وإيبلا، بخصم 50% من الرسوم كونها أول سنة لها، فمثلاً طب الأسنان 1800 دولار، و500 دولار لباقي الفروع سنوياً، وهناك دراسة للطلاب البعيدين لعدم وجود سكن جامعي مأمّن، وسيتم افتتاح فرع جامعة افتراضية على الإنترنت للتواصل مع الدكتور ضمن المحاضرة ليتمكن الطلاب من التواصل والمناقشة عبر الإنترنت.%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%8a
وحول آلية اعتراف الجامعة الأم بهم، أوضح: الجامعة الأم نشرت اعترافها بالجامعة على مواقعها الإلكترونية ليكون القرار رسميّاً.
مؤكداً أن الائتلاف والحكومة المؤقتة لم يعترفوا بالجامعة أو يدعموها بأي شيء، منوّهاً إلى أنها مرخّصة من اليونسكو (الأمم المتحدة) ووزارة الخارجية التركية ووزارة التعليم العالي التركية، وهي فرع لجامعة الرباط الوطنية السودانية التي تملك ترتيباً جيداً على مستوى الوطن العربي، ودائما في الخطوات الاعترافية سيكون فيها تدريس، مناهج، بناء، طلاب وأكادميين، وتمارس عملها لمدة أربع سنوات مثل جامعة إدلب، وبعد تخريج دفعة من الطلاب يكون للجامعة ترتيب خاص.

تركيا رخصت لمقر شركة ووزارة التربية التركية خارج الموضوع:

وبالعودة الى التراخيص والأوراق الرسمية للجامعة الأم، وجدت زيتون أن الحكومة التركية قد منحت ترخيصاً محدداً (بشركة) لإدارة الجامعة في مرسين وقال نائب عميدها للشؤون العلمية الدكتور (حيدر) الذي لم يعرف بأكثر من ذلك عن نفسه أن منح الحكومة التركية لهم بافتتاح ما يسمى (شركة) هو بمثابة اعتراف بهم، وقد نشرت الجامعة على موقعها عبر الويب ختماً للترخيص على أنّه اعتراف من قبل الحكومة التركية.
من جهة ثانية اعتبرت إدارة الجامعة أن مخاطبة جرت مع جامعة الرباط في الخرطوم هي بمثابة اعتراف، إلا أن المخاطبة لم تكن سوى لتبادل الأكاديميين والمناهج، ولم تنشر إدارة الجامعة أي كتاب جديد يؤكد حصول (ماري) على ارتباط علمي من الجامعة.
وتنشر جامعة (ماري) حديثاً على أنها حصلت على اعتراف من جامعة طيبة في المملكة العربية السعودية، إلا أن صورة الاعتراف كانت كسابقتها، تناولت بموضوعها تعاون وتنسيق، وهو أساساً ليس مع جامعة طيبة، إنما من أكاديمية علمية شبيهة بمعهد تعليمي خاص، والأخير بدوره يعدهم بتأمين دعم من جامعة طيبة السعودية.
وعلى الرغم من أن جامعة ماري الأم جامعة عراقية إلا أن وزارة التربية والتعليم العراقية لم تمنحهم أي ترخيص حتى الآن.
ورفضت إدارة الجامعة إطلاع زيتون على أية أوراق رسمية تؤكد فاعلية الجامعة، مكتفين بالتنويه لبعض الصور التي التقطها عميد الجامعة مع بعض الشخصيات، معللين ذلك بأن الأوراق لدى المحاسب الغير الموجود.

جامعات تعمل عبر السكايب
وكانت جامعة أوكسفورد قد افتتحت قبل أشهر فرعاً لها في ريف إدلب، إلا أن الحكومة المؤقتة، نفت وقتها على لسان معاون وزيرها للتعليم العالي الدكتور عبد الرحمن الحاج لـ زيتون إعطاء الترخيص لجامعة أوكسفورد _ فرع إدلب، مشيراً إلى أن أية جامعة يجب أن يمر على افتتاحها ثلاث سنوات على الأقل حتى يتم الاعتراف بها، علماً أن أكسفورد بدأت عام 2014 فقط ولم تحصل على اعتراف البلد المقامة فيه وهو اليمن.

وجاء في رد وزارة التعليم العالي في الحكومة المؤقتة على الوثائق المقدمة من قبل كلية أكسفورد الآتي:
بناء على ما سبق فان كليتكم قد تجاوزت المرحلة الأولى وحصلت على الترخيص الأولي فحسب ولم تصل إلى الحصول على الاعتراف وإنما فقط على الترخيص الأولي وأمامها للوصول إلى الاعتراف المرور بمراحل ثلاث عدا مرحلة الاعتراف وهي بهذا المعنى ما تزال حبراً على ورق.
وتابع الكتاب الموجّه من الوزارة: بناء على ما سبق فان الوزارة تبلغكم آسفة رفض طلبكم الترخيص لفرع لكلية أكسفورد للعلوم على الاراضي السورية حيث أنها مؤسسة تعليم عالي لم تحصل على الاعتراف من بلدها الأصلي بعد.
وكانت إدارة كلية إكسفورد للعلوم افتتحت أول فروعها في مدينة حارم بمحافظة إدلب، في حفل تم خلاله إلقاء كلمتين عبر السكايب لكل من الدكتور محي الدين بنانا عميد الكلية والدكتور رشيد شيخو نائب العميد، اللذان أكدا أن الشهادات التي تمنحها الكلية معترف بها وأن المنهاج المعتمد في الكلية منهاج عالمي حديث.

يشار إلى أن العشرات من الطلاب قد سجّلوا في عدد من الجامعات دون رجوعهم إلى الثبوتيات التي يجب أن تتوفر في الجامعة ومدى فاعليتها والاعتراف الحكومي والدولي بها، مكتفين بحديث كوادر تلك الجامعات عن ذلك. ونصح مختصون في شأن التعليم العالي الشباب السوري الذي يبحث عن جامعة لاستكمال تعليمه بالحرص على معرفة مستوى الكادر التعليمي العامل في الجامعة وشرعية الجامعة من حيث الاعتراف والترخيص كي لا يغامر في سنوات تعتبر من أثمن سنوات عمره.
وللحديث عن الجامعات الخاصة اطلعت «زيتون» على أوراق جامعة إيبلا المفتتحة في سراقب منذ 2004، وهي مرحلة بداية الإعداد لتأسيس جامعة إيبلا الخاصة من قبل مجموعة من الأساتذة في جامعة حلب الرسمية التابعة لوزارة التعليم العالي في حكومة النظام.
ويتضح في الأوراق أن الجامعة في 2007/6/17 جرى الاعتراف بها بقرار حكومي يحمل الرقم 259 والقاضي بإحداث جامعة تسمى (إيبلا الخاصة) في منطقة سراقب – محافظة إدلب، بكلياتها الخمس (الصيدلة، الهندسة، العلوم الإدارية، اللغات والعلوم الإنسانية، العلوم السياسية والعلاقات الدولية).
وتمنح الجامعة درجة الإجازة، وهي معادلة حُكماً للدرجات العلمية التي تمنحها الجامعات والمعاهد الحكومية في سورية، حيث نصت المادة الرابعة من المرسوم التشريعي رقم 36 بتاريخ 2001/8/16 على ما يلي: تُعَدّ الدرجات التي تمنحها الجامعة بعد اعتمادها معادِلة حُكماً للدرجات العلمية التي تمنحها الجامعات أو المعاهد الحكومية في سوريا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*