الرسالة الأخيرة ل الإيرانية (ريحانة) قبل يومين من اعدامها على يد النظام الإيراني الفاشي

11015132_828337260570629_573927634_n

نشرت تفاصيل قضيتها لقتلها ضابط بالاستخبارات لأنه حاول اغتصابها، الإعدام ليس صحة اجتماعية وليس نظاما يصلح في هذا العصر، أنا ضد الإعدام في جميع الأحوال لا مع الإنسان ولا مع بقية الحيوانات، هناك حلول أفضل. أي مجتمع ما زال يستخدم الإعدام كوسيلة لحد الجريمة هو مجتمع بدائي ويسجل عارا على الإنسانية، ما الجميل في هذا؟ ما الجميل في حكم الإعدام؟ هل اختفت الجريمة من العالم بعد كل عصور الاعدام التي مرت على البشرية؟
هذي رسالتها الأخيرة

كتبت ريحانة جباري لأمها في الرسالة الأخيرة قبل إعدامها والتي نشرها موقع “هفجتون بوست”:
عزيزتي شوليح، علمت اليوم أنه قد جاء دوري الآن لمواجهة القصاص أنا متألمة أنك لم تعلميني بنفسك أنني قد وصلت إلى الصفحة الأخيرة من كتاب حياتي ألا تظنين أنني كان يجب أن أعرف؟ تعرفين كم خجولة أنا من حزنك.. لماذا لم تعطيني الفرصة لتقبيل يدك ويد أبي؟
سمح العالم لي أن أعيش لمدة 19 عامًا وكانت تلك الليلة المشؤومة هي الليلة التي كان يجب أن أقتل فيها كان سيتم إلقاء جسدي في ركن من أركان المدينة، وبعد بضعة أيام، كانت الشرطة سوف تستدعيك لمكتب الطبيب الشرعي للتعرف على جثتي، وهناك كنت ستعلمين أيضًا أنني تعرضت للاغتصاب القاتل لم يكن ليتم العثور عليه لأننا لا نمتلك ثرواتهم وقوتهم ومن ثم كنت سوف تقضين حياتك في معاناة وعار، وبعد سنوات قليلة كنت سوف تتوفين نتيجة هذه المعاناة، وكان كل شيء سينتهي هناك.
رغم ذلك، ومع تلك الضربة اللعينة، تغيرت القصة جسدي لم يلق جانبًا، ولكن في قبر سجن إيفين وعنابره الانفرادية، والآن في السجن الذي يشبه القبر في شهرراي، ولكن تعرفين جيدًا أن الموت ليس نهاية الحياة.
لقد علمتني أن أحدنا يأتي إلى هذا العالم لاكتساب الخبرات وتعلم درس، وأنه مع كل ولادة توضع مسئولية على كتف شخص ما لقد تعلمت على الشخص أحيانًا القتال، أتذكر عندما قلت لي إنه لخلق قيمة ينبغي على المرء أن يثابر حتى لو كان عليه أن يموت.
أنت علمتني أنه عندما أذهب إلى المدرسة ينبغي على أن أكون سيدة في وجه النزاعات والشكاوى هل تذكرين كم كنت شديدةً بشأن الطريقة التي نتصرف بها؟ وكانت تجربتك صحيحة. ولكن، عندما وقع هذا الحادث، تعاليمي لم تساعدني تقديمي إلى المحكمة جعلني أبدو وكأنني قاتلة بدم بارد ومجرمة بلا رحمة لم أذرف الدموع لم أتسول لم أبك في داخلي منذ أنني كنت واثقة بالقانون.
ولكنني واجهت تهمة أنني غير مبالية في مواجهة الجريمة معاملتي للحيوانات فسرت على أنني أميل إلى أن أكون صبيا، والقاضي حتى لم يكلف نفسه عناء النظر إلى حقيقة أنه في وقت الحادث كان لي أظافر طويلة ومصقولة.
كم متفائلا هو من كان ينتظر العدالة من القضاة! لم يشكك حتى في حقيقة أن يدي ليست خشنة مثل يد ملاكم وهذا البلد الذي أنت من زرعت حبه في داخلي، لم يكن يريدني أبدًا، ولا أحد دعمني عندما كنت تحت ضربات المحقق أبكي وأسمع أكثر المصطلحات إهانةً وعندما نزعت عن نفسي علامة الجمال الأخيرة، وحلقت شعري، كوفئت بـ11 يومًا في الحبس الانفرادي.
عزيزتي شوليح، لا تبكي على ما تسمعينه الآن في اليوم الأول الذي قام به وكيل الشرطة بإيذائي من أجل أظافري فهمت أن الجمال ليس أمرًا مرغوبًا في هذا العصر لا جمال المنظر، جمال الأفكار والرغبات، الكتابة اليدوية الجميلة، جمال العيون والرؤية، ولا حتى جمال صوتٍ جميل.
أمي العزيزة، لقد تغيرت أيديولوجيتي، أنت لست مسئولة عن ذلك كلماتي لا تنتهي، وأعطيتها كلها لشخص ما حتى عندما أعدم من دون وجودك ومعرفتك، يعطيها لك ولقد تركت لك الكثير من المواد المكتوبة بخط اليد كتراث لي.
ومع ذلك، أريد شيئا منك قبل موتي، وعليك أن تقدمي لي هذا الشيء بكل قوتك وبأي شكل من الأشكال في الواقع هذا هو الشيء الوحيد الذي أريده من هذا العالم، هذا البلد ومنكم.
أمي الطيبة، أكثر شيء عزيز على في حياتي، أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب لا أريد لعينيّ أو قلبي الشاب أن يتحولوا إلى غبار توسلي بحيث يتم ترتيب أنه، وبمجرد أن يتم شنقي، سوف يتم أخذ قلبي والكلى والعيون والعظام وأي شيء يمكن زرعه بعيدًا عن جسدي ويعطى لشخص يحتاج إليه كهدية لا أريد أن يعرف المتلقي اسمي، أن يشتري لي باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء لي.
أنا أقول لك من أعماق قلبي إنني لا أريد أن يكون لي قبر لتأتي إليه وتحزني وتعاني أنا لا أريدك أن تقومي بارتداء الملابس السوداء على وابذلي قصارى جهدك لنسيان أيامي الصعبة وامنحيني للريح لتأخذني بعيدًا.
العالم لم يحبنا، والآن أنا أستسلم لذلك وأحتضن الموت لأنه في محكمة الله سوف أقوم باتهام المفتشين، وسوف أتهم القاضي، وقضاة المحكمة العليا في البلاد الذين ضربوني عندما كنت مستيقظة، ولم يمتنعوا عن مضايقتي.
في العالم الآخر، إنه أنا وأنت من سيوجه التهم، وغيرنا هم المتهمون دعينا نرى ما يريده الله أنا أحبك.