العيد الأول لـ “مروة” وأطفالها في جسر الشغور

هو العيد الأول لـ “مروة السليم” النازحة من مدينة دوما والأم لثلاثة أطفال وزوجة لشهيد، في إقامتها الجديدة في مدينة جسر الشغور، بلا أهل ولا أقرباء، بعدما تفرقوا بين نازح ولاجئ وشهيد.
وهو العيد الأكثر صعوبة على مروة حتى من أعياد الحصار ذاتها، فهي في بيئة جديدة مختلفة في عاداتها وطقوسها، ووحيدة من دون محيطها الذي ألفته في دوما، كما أنها لن تتمكن في هذا العيد من زيارة قبري والديها، الطقس الذي كانت أول ما تقوم به في صباح يوم العيد.
إلا أنها ورغم كل ذلك تحاول أن تندمج في المجتمع الجديد الذي باتت تعيش ضمنه، وأن تبني علاقات محبة وأخوة مع جيرانها الذين احتضنوها كأخت لهم منذ نزوحها وحتى اليوم، كما تحاول أن تكتسب عادات الأهالي في العيد، الذين أصبحوا أهلاً لها يساعدونها في تأمين جميع حاجياتها.
تتساعد مروة مع جاراتها في إعداد حلويات العيد وشراء الحاجيات والألبسة للصغار، اهتمام جيرانها بها عوضها وأنساها مرارة ما تمر به، وساعدها على تجاوز صعوبة العيش في مدينة غريبة عنها، وأدخل الأمان إلى قلبها وقلب أطفالها.
تحاول “مروة” حالياً في ظل الهدوء الذي تعيشه مدينة جسر الشغور، أن تساعد أطفالها على التأقلم مع الحياة الجديدة، وتشجيعهم على الاحتكاك مع أطفال الحي، وتعمل على إدخال الفرح إلى قلوبهم عبر شراء ملابس العيد لهم، عسى أن تخفف ولو جزءاً يسيراً من معاناتهم، وأن تجعلهم يشعرون بالعيد.
همها الأكبر في العيد أطفالها، الذين يبلغ أكبرهم سناً سبع سنوات، فهم غير معتادين على أجواء العيد، بعدما ترعرعوا على صور القصف والدمار وصوت القنابل، حتى أن أصغرهم لا يكاد يفقه معنى كلمة عيد، فهي كلمة غريبة عليه لم يخض تجربتها بعد، وتسعى مروة لكي يعيشها بصورة إيجابية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*