العيد هو قرب الأحبة

يقضي “أبو محمود” النازح من مدينة حماة وابن 30 عاماً عيده في مدينة كفرنبل وحيداً بإرادته، يغلق أبوابه، فهو لا يعترف به ولا يبدي أية أهمية لقدومه، بل قد يحوله إلى فرصة لاسترجاع الذكريات والألم.
يستذكر أبو محمود أسباب نزوحه وحيداً في بداية 2012 بعدما تم طلبه للخدمة الإلزامية، وكيف اضطر لترك منزله وعائلته ومدينته التي يشبه نواعيرها في العناد، ومع قدوم العيد يعود الحنين إلى أمه “قبلت والدتي وودعت أهلي وجيراني، شربت من ماء العاصي والغصة تملأ وجداني، نظرت إلى حماة نظرة المشتاق قبل أن أغادرها، نظرة الحياة والموت”.
“كان للعيد عندنا لذة خاصة، نفرح به مثل الأطفال ونجهز له، نشتري الثياب والحلويات والقهوة العربية، نجتمع في بيت العائلة الكبير، نتبادل الأمنيات بعام جديد سعيد، لنقضي ما تبقى من يومنا بجانب النواعير مستمتعين بصحبتنا حتى الصباح، أما الآن فنحن مبعدون عن كل شي جميل”.
تزوج أبو محمود بعد قدومه إلى كفرنبل وافتتح محلاً لبيع الخضار، بعدما شعر بالأمان والود الذي منحه إياه أهالي المدينة.
ويضيف “أبو محمود: “لكن تحول كل شيء فجأة نتيجة بعض المشاكل الفردية بين أشخاص من مدينة حماة وبعض أهالي كفرنبل، نبذنا وأضحت الحساسية والنفور هي سيدة الموقف، كما استجد تمايزاً لم يكن موجوداً سابقاً لدى أهالي كفرنبل الذين باتوا يفضلون نازحي ريف حماة عن أهالي مدينة حماة”.
تقتصر أحلام أبو محمود حالياً على أن يتمكن من العودة إلى مزرعة أبيه في حماة، ويشرب من مياه العاصي ويروي أشجارها وورودها ولو ليوم واحد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*