الفيس بوك ثورة لعشاقهم

imgid184477

ليس من عادتي أن أتنزه في الأماكن الصاخبة ولست ممن يهوون الأماكن المزدحمة؛ فغالباً ما أقضي مشواري في الحديقة المجاورة لمنزلي الكائن في منطقة يغلب الظن عليها أنها محافظة.

لدى أمسية، وعند الساعة العاشرة مساءً أردت أن أتنسم هواءً نظيفاً؛ كي استعيد همتي على الدراسة فخرجت وبصحبتي علبة من العصير، فأخذت مكاني على كرسي قليل الحظ من الإنارة، وكان ذلك مما يزيد سروري خصوصاً لدى اقترابي من الطبيعة! إلا أن صفو الجلسة تلك كان من يريد أن يعكرها! إذ أني تفاجأت باثنين من العشاق أرادوا أن يقاسموني تلك اللذة، ومما زادني دهشة هو وقاحتهم الغريبة فقد رأوني ورأيتهم ومع ذلك أخذوا مكاناً لهم ليس بعيداً عني، وجلسوا مقتربين من بعضمها بعضاً وكأن الحديقة ضاقت حتى لم يعد فيها سوى ذاك المتر المربع الذي يتسع لشخصين!.

لم أرغب حينها بإفساد مشواري فبقيت جالساً في مكاني متجاهلاً ذاك السلوك وتلك الحميمية من شخصين على ما يبدو أخطأا عنوان ومكان العشق والغرام، لكن، أن تجلس في مكان عام وتجعل بصرك في الأرض من تحتك كان قمة في الحمق، وفكرة غبية!.

 فذاك الذكر وتلك الأنثى! كانا يدفعاني أكثر للحياء بسبب الحالة التي دخلاها من حميمية؛ فما كان مني إلا أن ذكرتهم بوجودي من خلال سعلة مفتعلة، لكن دون جدوى، بل كانا يتحديا ذلك بمزيد من اللمسات!.

لملمت نفسي وعزمت على جعل هذين العاشقين يحترما المكان ويذهبا إلى آخر أكثر حشمة، وحينها ليفعلوا ما أرادوا بعيداً عن مرأى الناس؛ لكني تفاجأت بأن رجولتي تم الاستغناء عنها؛ فقد رحلت تلك العاشقة فجأة وتركت ذاك (الدونجوان) وحيداً على كرسيه، مخلفة وراءها مشهداً حزيناً وحالة صعبة لذاك الولهان!.

الأمر ذاك جعلني مسروراً! ليس تشفياً بذاك الشاب الحزين، “لا” ولكن، على أمل أخذني بأن يقرر ذاك المُحب شيئاً عظيماً في نفسه يغير به حياته وحياة ملايين البشر انتقاماً مما هو فيه، وذلك تأسياً بذاك العاشق الذي يغيير اختراعه حالياً مساراً تاريخياً لملايين البشر على وجه جغرافية هذا الوطن الكبير.

وإني أتحدث حالياً عن (مارك زوكربيرج) ذاك الشاب في جامعة (هارافارد) الذي كان يعيش حالة غرام وفجأة تخلت عنه محبوبته؛ فأخذته حالة صعبة فترة من الزمن قرر على إثرها أن يبدأ مشروعاً خاصاً يساعده على النسيان وإعادة التوازن لحياته؛ فما كان منه إلا أن أخذه شيطان فكره إلى إنشاء شبكة اجتماعية سماها (فيس بوك)، وهي حالياً عاملاً رئيساً في تنسم نور الحرية لشعوب عربية عاشت حالة غرام تبعها حالة اغتصاب من قبل حكام ديكتاتوريين!.

فأرجوكن يا عاشقات أن تتخلين عن عشاقكن على أمل أن يكون لدينا اختراعات أخرى تأخذنا إلى القمر!.

محمد كناص