بعد تهميشه ويأسه.. جبل السماق يرضى بعزلته

زيتون – ياسمين جاني
على جبل منفرد صخري تتوزع عليه حقول الزيتون المتفرقة، التي تربط بينها ممرات ضيقة وعرة لا يمكن حتى للجرارات الوصول إليها، يعتمد الأهالي في الوصول إلى حقولهم على الحمير والدواب، ويعيشون على ما تقدمه لهم شجيرات زيتون وبعض رؤوس الماشية القليلة لديهم، وعلى تلك الملكيات الصغيرة والحياة الشحيحة، يعيش أهالي جبل السماق بين صخورهم قانعين بجبلهم، الذي بالكاد يقدم لهم قوت يومهم في وضع مأساوي قل مثيله في محافظة إدلب.


يقع جبل السماق (أو الجبل الشرقي)، شمال مدينة إدلب بعشرين كيلو متراً، وشرقي مدينة كفر تخاريم بثمانية كيلو مترات، ويضم تسع قرى مختلطة، تضم من كلا الطائفتين الدرزية والسنية، هي “بنابل ،قلب لوزة، بشندلتي، بشندلايا، كفر مارس، تلتيتا، حلة، كوكو، كفر كيلا”، ويقدر عدد السكان الأصليين بحوالي 15 ألف نسمة في كافة القرى.
جبل السماق هو جبل منفرد يقع شرقي مدينة كفرتخاريم التي تبعد عن أقرب قرى الجبل إليها سبعة كيلو مترات، لتأتي قرية تلتيتا 8 كيلو متر، تليها شمالاً قرية كوكو، وهي أقرب إلى أرمناز، وتبعد عنها حوالي 8 كيلو متر، ومن ثم قرية كفر مارس بثمانية كيلو مترات أيضاً، وصولاً إلى قرى كفركيلا وبشندلايا وبشندلتي، والتي تبعد مسافة 11 كيلو متراً عن كفر تخاريم.
كما تبعد قرية قلب لوزة 13 كيلو متراً عن كفر تخاريم، وهي أقرب إلى قورقنيا 11 كيلو متراً، أما قرية بنابل فهي الأقرب إلى مدينة حارم، وتبعد عنها مسافة 10 كيلو متر، وأكبر مسافة بين قرى الجبل لا تتجاوز 5 كيلو مترات، فيما تتقارب الكثير من قراه فيما بينها بمسافة كيلومتر واحد أو أقل.
ويعتمد سكان جبل السماق، على زراعة الزيتون في الجبل الصخري، وهي زراعات قليلة ومبعثرة على الجبل، وتطغى الأراضي الوعرة الغير مستصلحة على الأراضي المستصلحة في الجبل، وتحظى شجرة الزيتون باهتمام بالغ لدى الأهالي، إلى جانب أعداد قليلة من شجر الجوز، كما يعمل أهالي الجبل على تربية المواشي كالأغنام والماعز والأبقار .
حافظ الجبل على علاقة ودية وطبيعية مع محيطه الاجتماعي قبل الثورة وبعدها، وتمكن الأهالي بفضل موقفهم الحيادي من المحافظة على أمن الجبل، ومن خلال صفات الكرم والضيافة والأخلاق العربية احتضنوا القادمين إليهم، وفتحوا بيوتهم للنازحين من باقي المدن والبلدات المجاورة لهم، دون أجر أو مقابل، معللين موقفهم الحيادي بتجنيب الجبل القصف الهمجي، وتوفير مكان آمن للأهالي في المنطقة في حال الحاجة إلى النزوح.
ويؤكد عضو المجلس المحلي الموحد لقرى جبل السماق، ورئيس المكتب التعليمي في المجلس “عبد القادر مسطو” لزيتون أن أهالي الجبل قد استقبلوا النازحين من كفر تخاريم وأرمناز وجبل الزاوية، ومن قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي وريف حماة، ووصل عدد النازحين في جبل السماق إلى 7 آلاف نسمة في ذروة النزوح إلى الجبل، أي ما يعادل نصف عدد سكانه.

توحيد المجالس المحلية وتشكيل المجلس المحلي الموحد
انتشرت عدة المجالس المحلية سابقاً والتي تم تشكيلها في تشرين الأول 2015 في جبل السماق كمجلس تلتيتا، والذي يضم ثلاث قرى هي تلتيتا وكفر مارس وحلة، ومجلس قرية كوكو، ومجلس كفركيلا، الذي يضم بشندلايا وكفركيلا وبشندلتي، بالإضافة إلى مجلس قرية قلب لوزة مع بنابل.
وأوضح “مسطو” أن سوء وضعف المجالس السابقة، وعدم قدرتها على جلب الدعم للجبل، كان السبب في قيام بعض الشخصيات من النازحين إلى الجبل، بالاتفاق مع الأهالي على توحيد المجالس، وتشكيل مجلس موحد لكامل الجبل برئاسة أحد أبناء الجبل، وذلك عن طريق إدارة الخدمات الموجودة في إدلب، للحصول على دعم أكبر للجبل، وبالتشاور والتراضي مع جميع الأهالي، وذلك في آب 2016، ويحوز المجلس المحلي الموحد على رضا وقبول الأهالي في جبل السماق، مما يمنحه شرعية أمام المنظمات والجمعيات المانحة، التي لم تكن لتأخذ المجالس الصغيرة السابقة بعين الاعتبار، ويعتبر توحيد المجالس في جبل السماق خطوة كبيرة وبناءة لصالح الأهالي، ما انعكس بمساعدات جيدة ما زالت مستمرة حتى اليوم.
ويقوم على المجلس المحلي الموحد في جبل السماق رئيساً من أبناء الجبل، بينما يقوم أصحاب الشهادات من النازحين المتواجدين في الجبل على رئاسة المكاتب الأخرى في المجلس، إضافة إلى مندوب معتمد في كل قرية من قرى الجبل، مهمته توزيع المساعدات بحسب قوائم معتمدة من قبل المجلس يكون مسؤولاً عنها، ولا يتدخل المجلس في التوزيع أبدا، بحسب “مسطو”.

دور المنظمات الإنسانية في حياة الجبل
من أكبر المنظمات وأكثرها فاعلية بالعمل في جبل السماق هي منظمة “غول” الإنسانية، والتي تقوم شهرياً بتوزيع السلل الغذائية على الأسر، وذلك بحسب عدد أفراد كل أسرة، فالأسرة التي لا يزيد عدد أفرادها عن 4 أفراد تحصل على سلة واحدة، فيما تحصل الأسرة التي يصل عدد أفرادها إلى 6 على سلتين، وتحصل العائلة التي يزيد عدد أفرادها عن 8 أفراد على 3 سلل غذائية، وتم تحويل السلل الغذائية خلال السنة الماضية إلى قسائم غذائية، بحيث تصل أعلى قيمة للقسيمة الغذائية للأسر الكبيرة إلى 44 ألف ليرة سورية، وهذا التوزيع شهري وثابت، وقد قدمت هذه القسائم دعماً كبيراً للأهالي الذين لا يملكون قوت يومهم، ويعانون من فقر في طبيعة أرضهم الصخرية، وفقاً لعضو المجلس المحلي الموحد لقرى الجبل.
كما قدمت منظمة الهلال الأحمر القطري المياه للأهالي، وذلك عن طريق صهاريج تم جلبها من مدينة كفر تخاريم، وتوزيعها على أهالي الجبل في فصل الشتاء العام الماضي، إلا أن طبيعة الطرقات في الجبل وصعوبتها لم تسمح للعمل أن يتم بشكل كامل في فصل الشتاء، وتقوم حالياً منظمة الهلال الأحمر القطري بتوزيع المياه على أهالي الجبل، بحيث تحصل كل عائلة في قرى الجبل كافةً على 16 برميلاً، وذلك بموجب عقد موقع معها مدته ستة أشهر، بحسب “مسطو”.
ونتيجةً لافتقار الجبل إلى المياه، وارتفاع أسعار صهاريج المياه الخاصة، بسبب بعد موارد المياه عن الجبل، وصعوبة الوصول إلى قراه، يعتبر هذا العمل من أكثر الأعمال فائدة للأهالي، كما استطاع المجلس المحلي الموحد في وقت سابق، من خلال تواصله مع المنظمات، من تأمين بعض الأغطية الشتوية والطحين والألبسة، والتي قدمها “تجمع وفاق”، إلا أن التجمع أوقف العمل حالياً لأسباب أمنية، وما يزال المجلس يتواصل مع العديد من المنظمات كمنظمة “شفق الإنسانية”، ومنظمة “نسائم الخير”، وذلك في محاولة منه لتحسين ما أمكن من واقع الجبل المرير، وفقاً لعضو المجلس المحلي الموحد.

لا مراكز صحية ولا مستوصفات في جبل السماق
رئيس المجلس المحلي الموحد لقرى جبل السماق “عبد السلام قرمو” قال لزيتون: “لا يوجد في جبل السماق أي مشفى أو مركز صحي أو مستوصف أو حتى صيدليات، يوجد صيدلية واحدة خاصة في قرية قلب لوزة، وهي أبعد قرية في الجبل، وتبعد عن قورقنيا 11 كيلو متراً، وعن كفر تخاريم 18 كيلو متراً، ويوجد طبيب واحد هو رئيس المكتب الطبي في المجلس المحلي الموحد، ويعمل في مشفى كفر تخاريم ومشفى دركوش، ويقوم بتأمين بعض الأدوية للجبل كإسعافات أولية، كما لا يوجد مراكز لقاح ثابتة لأطفال الجبل، وفي حال حصول أي حالة مرضية طارئة، يتوجب على الأهالي التوجه بسيارة خاصة إلى كفر تخاريم أو أرمناز”.
وفي كل حملة تلقيح تقيمها مديرية الصحة في إدلب، تصل فرق التلقيح الجوالة لكل أطفال الجبل، بينما لم تصل حتى الآن أي لجنة طبية متنقلة للكشف على الأهالي والمرضى، بحسب ما أكده أهالي قرى جبل السماق. 
وأكد أحد المعلمين في جبل السماق، أنهم عثروا على 11 عقرباً وأفعتان في إحدى مدارس الجبل، أثناء تنظيفها قبل بدء العام الدراسي الحالي، مرجعاً السبب إلى النوافذ المكسورة والأبواب الغير موصدة في مدارس الجبل بشكل عام. 
وعن ذلك قال رئيس المجلس المحلي: “لا يوجد في كافة قرى الجبل أي مصل مضاد للدغات الأفاعي والعقارب، وفي حال حدوثها يتوجب التوجه إلى مشافي كفرتخاريم وأرمناز كغيرها من الحالات المرضية الطارئة، وقام المجلس بتوجيه كتاب إلى مديرية الصحة في إدلب لافتتاح مركز صحي في الجبل، وكان الرد عدم القدرة على فتح مراكز صحية جديدة، نتيجة لعدم توفر الأدوات الطبية لديها، وطلب المجلس بعد ذلك كرسي للكشف، وحاملة سيروم، وجهاز ضغط، ولم يكن رد المديرية هذه المرة بأفضل من ردها السابق، واشترطت أن يقوم المجلس بافتتاح مركز صحي لمدة أربعة أشهر، حتى تقوم بدعم المركز”.
ووجه المكتب التعليمي في المجلس المحلي الموحد لقرى جبل السماق على لسان رئيسه وعبر زيتون، عتاباً شديداً على مديريتي التربية والصحة في إدلب، اللتين تتجاهلا الجبل، ولا تقدمان أي دعم معنويّ أو ملموس لقطاعي التعليم والصحة في قرى الجبل.

التعليم في قرى الجبل
يضم الجبل ثماني مدارس ابتدائية وثلاث مدارس إعدادية، وتحتوي كل من قرى “قلب لوزة، وتلتيتا، وكوكو” على مدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية، بينما تحتوي بقية القرى على مدرسة ابتدائية فقط، ويصل عدد الطلاب في كل مدرسة إلى 110 طلاب، أي أن متوسط عدد الطلاب في جبل السماق يبلغ نحو 1200 طالباً، بحسب رئيس مكتب التعليم في المجلس المحلي الموحد لقرى الجبل “عبد القادر مسطو”.
وأضاف “مسطو”: “جميع مدارس قرى الجبل تابعة للنظام، ومعظم المعلمين في هذه المدارس يتقاضون أجورهم من تربية حماة، سواء أكانوا معلمين مثبتين أم وكلاء، ولكن هناك نقص حاد بعدد المعلمين في الجبل، ولذلك قام مكتب التعليم في المجلس المحلي الموحد بالتواصل مع مديرية التربية الحرة في مدينة إدلب لاستكمال الشواغر في مدارس الجبل، وذلك بعد عجز تربية حماة عن إمداد المدارس في الجبل بالمعلمين، كما قام المجلس بتأمين معلمين متطوعين من النازحين في الجبل لسد الشواغر في المدارس، إلا أن المدارس ما تزال تعاني من قلة عدد المعلمين، إذ لم تقم تربية حماة بتعيين معلمين، كما لم تقم التربية الحرة في إدلب بتأمين أجور مواصلات للمتطوعين الراغبين بالتعليم من أبناء مدينة كفر تخاريم”.
ويقوم المكتب التعليمي في المجلس بالتعيينات الممكنة بالتنسيق مع مجمع حارم التربوي، وتمكن بجهود ذاتية من سد الشواغر في مدارس “حلة وتلتيتا وكفر مارس وكفركيلا” الابتدائية، إلا أنه لم يستطع سد النقص واستكمال الشواغر في مدارس “تلتيتا وكوكو وقلب لوزة وبنابل” الإعدادية، وما زالت هذه المدارس تعاني من نقص في الكادر، بحسب “مسطو”، والذي أوضح أن التعليم في جبل السماق يعتمد في كادره التعليمي على النازحين المقيمين فيه، والحاملين للشهادات، وذلك لافتقار أهالي الجبل للكوادر التعليمية، ولا سيما بعد نزوح حملة الشهادات من أهالي الجبل إلى دمشق ولبنان. 
ويفضل أهالي الجبل إرسال أبنائهم للعمل بالرعي، وجمع الحطب اللازم لفصل الشتاء، على إرسالهم لتلقي التعليم في المدارس، وهو ما عمل عليه المجلس المحلي الموحد لقرى الجبل، وتمكن بنتيجته من إقناع نسبة كبيرة من الأهالي بإرسال أبنائهم للتعلم في المدارس، وتم تأسيس جيل من الصف الأول إلى الصف الثالث، وتجاوز معه الأسس الأولية في التعليم في القراءة والكتابة والحساب، وذلك بعد أن كان طلاب الصف الخامس والسادس غير قادرين على القيام بتلك العمليات، بحسب “مسطو”.


124 ليتر محروقات.. هو كل ما قدمته مديرية التربية الحرة للتعليم في الجبل
بالإضافة إلى النقص الحاد بالكادر، تعاني مدارس الجبل من نقص حاد بالمقاعد والسبورات والكتب والمستلزمات، إذ أن السبورات مهترئة وغير صالحة للكتابة عليها، والكتب قديمة جداً، ويتواصل المجلس المحلي حالياً مع التربية الحرة، لتأمين كتب جديدة وبعض الأدوات، بينما يعتمد على الداعمين المحليين، وبعض الداعمين من أصدقاء المجلس، لتجهيز المدارس وإصلاح النوافذ والأبواب المكسورة والمحروقات للتدفئة في فصل الشتاء، بحسب مدير المكتب التعليمي في المجلس المحلي الموحد لقرى الجبل.
وعن دور مديرية التربية الحرة في مدارس جبل السماق، قال مدير المكتب التعليمي “عبد القادر مسطو” لزيتون: “قدمت مديرية التربية الحرة العام الماضي 124 ليتراً من مادة الديزل لكل مدرسة في جبل السماق، وهو كل ما تم تقديمه من التربية الحرة لقطاع التعليم في الجبل، ولكن مدارس الجبل غير صالحة للعملية التعليمية، وتحتاج بشكل عام إلى أبواب ونوافذ ومقاعد وطاولات وصيانة سبورات ووقود للتدفئة، إذ انهار السور الخارجي لمدرسة حلة في العام الدراسي الماضي، بسبب هبوب رياح شديدة، وقام المجلس بالتواصل مع عدة منظمات لترميم هذا السور، ولكنه لم يلقَ رداً من أي جهة”، مؤكداً أن المجلس المحلي الموحد لقرى الجبل سيواصل تعليم أبناء الجبل، ولو اضطر لتعليمهم في خيام، ولن يترك أبناءه دون تعليم.
وأضاف “مسطو”: “لم تقدم مديرية التربية الحرة أي راتب لأي معلم في مدارس الجبل، كما لم تقدم أي دعم على صعيد الأدوات والمستلزمات، وكل ما تم تقديمه هو 124 ليتر مازوت لكل مدرسة من مدارس الجبل العام الماضي، وهذا العام ستقوم المديرية بتقديم الكتب لمدارس الجبل”.

شتاء جبلي مع فقر الحال
في السابق كان الأهالي يعتمدون في التدفئة على جلب الحطب من الأراضي الغير مستصلحة زراعياً، كشجر القطلب والسنديان، أما حالياً فقد أصبح الجبل أجرداً، ولم يبقَ فيه أي أشجار للتحطيب، ولذلك أصبح اعتماد الأهالي على بقايا تقليم شجر الزيتون، وهو ما لا يتوفر لدى الجميع في كل عام، فمن قلم أشجار حقله العام الماضي، لا يمكنه تقليمها هذا العام، كما لا يستطيع شراء المحروقات، ولا وجود للحطب البري، وبالتالي بقي هو وعائلته دون تدفئة هذا العام، وقد قام المجلس المحلي بالتواصل مع منظمة “يداً بيد من أجل سوريا”، لتأمين مادة البيرين لتدفئة أهالي الجبل، إلا أن المجلس نتيجة لكثرة الوعود السابقة من قبل العديد من المنظمات والجهات، لم يأخذها على محمل الجد، بحسب رئيس المجلس المحلي الموحد.
وتكثر الأمراض في فصل الشتاء، وتنتشر بين أهالي الجبل أمراض التهابات اللوزات والصدر والقصبات، والحل بالتأكيد التوجه إلى المشافي أو العيادات الخاصة في كفر تخاريم، ويحصل ذلك بعد يأس الأهالي من شفائهم تلقائياً، وتفاقم الالتهاب، وذلك لعدم وجود وسائط نقل عمومية في قرى الجبل، وفي حال الاضطرار لإيصال المريض إلى كفر تخاريم، على الأهالي الاستعانة بسيارة أجرة، يبلغ أجرها ما بين 3 آلاف إلى 3500 ليرة سورية، بالإضافة لما سيدفعه كأجور الطبيب وثمن الأدوية، بحسب “قرمو”.
وأضاف “قرمو”: “يعاني أهالي الجبل في فصل الشتاء بشكل خاص، من عدم توفر مادة الخبز، جراء انقطاع الطرقات بسبب الثلوج، وتصبح مادة الخبز من أكبر المشاكل بالنسبة لهم، مما يضطرهم للخبز على المدافئ والصاج، وذلك في حال توفر الحطب أو الوقود ومواد التدفئة”.
أما بالنسبة للكهرباء، فلم تصل الكهرباء النظامية إلى قرى جبل السماق على الإطلاق، منذ انقطاعها عن محافظة إدلب، وحتى كهرباء المولدات الخاصة، لا توجد سوى في قريتي “كفرمارس، وقلب لوزة” فقط، ويقوم الأهالي بجمع الأموال لتغذية القريتين بالكهرباء، وفقاً لرئيس المجلس المحلي الموحد.
ونتيجةً لكل ما سبق، فإن صعوبات كثيرة تعترض المجلس المحلي الموحد لقرى جبل السماق، لخصها رئيس المجلس “عبد السلام قرمو” لزيتون بقوله: “هناك صعوبات كثيرة جداً في عمل المجلس، أبرزها عدم توفر الدعم المادي، وطبيعة الجبل الصعبة وافتقاره إلى كل الخدمات، فالجبل مهمّش منذ زمن طويل، يعود إلى ما قبل بدء الثورة، ولذلك فهو يفتقر إلى بنية تحتية تمكنه من البناء عليها، وهو ما يزيد من صعوبة البدء في بناء أو تأسيس الخدمات”.
وأضاف “قرمو”: “هناك بوادر طروحات من قبل إدارة الخدمات، للعمل على تقديم مشروع لشبكة صرف صحي، ونتأمل الخير فيها، وبتحقيق تلك الوعود التي قطعت من قبل الكثيرين”.
كان يمكن لأسماء قرى جبل السماق الجميلة، أن تكون دليلاً على غنى وتنوع الحياة في سوريا، كما كان احتضان أهلها للنازحين إليها دليلاً على إنسانية أهل هذه الأرض وعراقتهم، قبل أن تكون انتماءاتهم الدينية سبباً لقهرهم وتهميشهم ونسيانهم في تلك الجبال القاسية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*