رابطة الإعلاميين ترفض عقوبات تحرير الشام وتطالبها بمراجعتها

أدانت رابطة الإعلاميين السوريين التضييق الذي تمارسه مديرية الإعلام في حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام على حرية التعبير، وطالبت بتوفير بيئة عمل مناسبة للإعلاميين بشكل حقيقي، بعيدا عن البيانات الصحفية.
 
وقالت الرابطة في بيانها الصادر أمس الأربعاء، إنها فوجئت باستدعاء باستدعاء بعض أعضاء الرابطة من قبل مديرية الإعلام في حكومة الإنقاذ بإدلب، ومن بينهم الإعلامي “عمر حاج قدور”، واتخاذها إجراء عقابي بحقه لمجرد التعبير عن رأيه وعبر صفحته الشخصية على فيس بوك.
 
وأكدت الرابطة رفضها المطلق للإجراءات العقابية بحق الإعلاميين، وثقب بطاقاتهم الإعلامية، معتبرة أنها تشكل بادرة خطيرة في تقييد عمل النشطاء بحجة تنظيم العمل الإعلامي.
 
كما ندد الرابطة بشدة بالتوضيح الصادر عن مديرية الإعلام التابعة لحكومة الإنقاذ، حول قضية استدعاء الإعلاميين، مستنكرة طريقة صياغته التي تتضمن عبارات مركبة تنطوي على اتهامات مغلوطة، مطالبة بمراجعة التوضيح واحترام حق النشطاء في التعبير عن رأيهم بما لا يخالف الواقع ويغير الحقائق.
 
وذكرت الرابطة إن حرية التعبير عن الرأي حق أساسي ضمنه إعلان حقوق الإنسان، وجميع الشرائع الدولية، بما لا يتعارض مع أخلاقيات وقيم المجتمعات والعمل الإعلامي، وأي تقييد لهذه الحرية يعتبر انتهاكا صارخا يدين الأطراف التي تنتهك هذا الحق.
 
وأشارت الرابطة إلى أنها تتطلع لتحقيق أعلى درجات الحرية في ممارسة العمل الإعلامي، بمعزل عن أي تجاذبات أو تدخلات فصائلية، وترفض أي تدخل أو تعرض لأعضاء الرابطة، أو التضييق عليهم، مشددة على ضرورة توفير بيئة صحفية مناسبة للنشطاء بشكل جاد وحقيقي.
 
وأوضحت الرابطة بأن أحد أهدافها هو الدفاع عن حرية التعبير وعن حق المواطنين بالحصول على المعلومة الصحيحة والعمل على رفع سقف الحريات بما لا يتناقض مع المصلحة والآداب العامة، والدفاع عن أعضاء الرابطة في حال انتهاك حقوقهم خلال ممارستهم العمل الإعلامي، ومساعدتهم بكافة الوسائل المتاحة.
 
وجاء بيان رابطة الإعلاميين السوريين بعد استدعاء مديرية الإعلام التابعة لحكومة الإنقاذ للإعلامي ومراسل وكالة الصحافة الفرنسية “عمر حاج قدور”، بعد نشره صورة تظهر اعتداء عناصر هيئة تحرير الشام عليه وعلى زملائه الإعلاميين في وقت سابق، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
 
وقال الإعلامي “عمر حاج قدور” في منشور على صفحته الشخصية في موقع تويتر اليوم الثلاثاء وتم حذفه لاحقا، إن مديرية الإعلام التابعة لحكومة الإنقاذ استدعته بعد نشر صورة له تظهر اعتداء عناصر هيئة تحرير الشام عليه وعلى زملائه الإعلاميين في وقت سابق.
 
وأكد حاج قدور أن مديرية الإعلام قامت بثقب بطاقته الصحفية كعقوبة أولية، كما حذرته من أن نشر ذات الصورة في المستقبل، سيعرضه لعقوبات أكبر تصل حد منعه من التغطية والعمل الإعلامي بشكل نهائي.
 
وأضاف، “الغريب أنه في اليوم العالمي لحرية الصحافة ينشر جميع الصحفيين في العالم صورا تظهر تعرضهم لانتهاكات، ويطالبون بنطاق أوسع لحرية الصحافة وضمان سلامتهم، إلا أنه لم يتعرض أحد منهم للاستدعاء والتهديد كما حدث معي اليوم”.
 
ونقلت وكالة أنباء الشام التابعة لحكومة الإنقاذ عن مدير الإعلام قوله، إن المديرية تابعت تجاوزات المدعو عمر حاج قدور، واتهمه بنشر أخبار كاذبة وادعاءات مضللة، تتعلق باتهام المنطقة ووصفها أوصافا عاريةً عن الصحة.
 
وأضاف، بعد النظر في القضية من قبل مديرية الشؤون الصحفية والإعلامية وحضور عمر إلى المديرية، تقرر تسجيل أربع نقاط بحق المدعو عمر من أصل الخمس عشرة نقطة المعتمدة في قانون الإعلام.
 
وادعى مدير الإعلام ضمان المديرية حرية الرأي والتعبير وممارسة العمل الصحفي والحفاظ على مبادئ الثورة واحترام أخلاقيات المهنة وحقوق الغير.
 
وتأتي عقوبة الإعلامي عمر حاج قدور، بعد ساعات من نشر هيئة تحرير الشام على لسان مدير مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة “تقي الدين عمر” بيانا بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، قال فيه إن حرية العمل الصحفي في إدلب لا تقارن بغيرها من المناطق في سوريا، زاعما توفير بيئة عمل مناسبة للإعلاميين.
 
وكشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها أمس الاثنين، عن مقتل 709 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ آذار 2011، كانت هيئة تحرير الشام مسؤولة عن قتل 8 منهم، بينهم 2 قضوا بسبب التعذيب.
 
وتعود الصورة التي نشرها الإعلامي “عمر حاج قدور”، إلى 10 حزيران 2020، حيث اعتدى عناصر هيئة تحرير الشام بالضرب عليه وعلى مجموعة من الإعلاميين أثناء تصويرهم لمرور دورية تركية روسية مشتركة على طريق حلب – اللاذقية الدولي M4 قرب مدينة أريحا جنوبي إدلب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*