رحيل مشيل كيلو بعد حياة طويلة كرسها في سبيل حرية السوريين

رحل المفكر والسياسي المعارض السوري ميشيل كيلو اليوم عن عمر يناهز 81 عاما متأثرا بتداعيات إصابته بفيروس كورونا في العاصمة الفرنسية باريس.

ولاقى خبر وفاته تفاعلا واسعا في أوساط النشطاء والسياسيين السوريين المعارضين معتبرين أن رحيله خسارة كبيرة لسوريا وللثورة السورية كونه أحد أبرز المناضلين ضد نظام الأسد.

وكان شر المعارض السوري ميشيل المريض بفيروس كورونا رسالة وجهها للسوريين، وصية حملت سبعة بنود حث فيها السوريين على التمسك بوحدتهم وتجاوز الأهداف والمصالح الخاصة.

وقال كيلو المقيم في باريس: “لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة، فهي جزء أو يجب أن تكون جزءاً منها، ولا تنظروا إلى وطنكم من خلال أهدافكم وإيديولوجياتكم، بل انظروا إليهما من خلال وطنكم، والتقوا بمن هو مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدواً لكم”.

وأضاف: “لن تقهروا الاستبداد منفردين، وإذا لم تتحدوا في إطار وطني وعلى كلمة سواء ونهائية، فإنه سيذلكم الى زمن طويل جداً”.

كما كيلو قد أوصى السوريين بمنشور له منذ أيام قال فيه: “لا تنظروا إلى وطنكم من خلال أهدافكم وإيديولوجياتكم، بل انظروا إليهما من خلال وطنكم، والتقوا بمن هو مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدواً لكم”. وتابع: “لن تقهروا الاستبداد منفردين، وإذا لم تتحدوا في إطار وطني وعلى كلمة سواء ونهائية، فإنه سيذلكم الى زمن طويل جداً”.

وأوضح: “في وحدتكم خلاصكم فتدبروا أمرها بأي ثمن وأية تضحيات. لن تصبحوا شعباً واحداً ما دمتم تعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر الى بعضكم وأنفسكم، وهذا يعني أنكم ستبقون ألعوبة بيد الأسد الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتها وأنتم تعتقدون أنكم تقارعونه”.

كما جاء في الوصية: “لا تتخلوا عن أهل المعرفة والفكر والموقف، ولديكم منهم كنز، استمعوا إليهم وخذوا بما يقترحونه ولا تستخفوا بفكر مجرب، وأطيعوهم واحترموا مقامهم الرفيع”.

وأكد كيلو: “لن يحرركم أي هدف آخر غير الحرية فتمسكوا به في كل كبيرة وصغيرة، ولا تتخلوا عنه أبداً لأنه قاتل الاستبداد الوحيد”. وقال: “أنتم الشعب وحده من صنع الثورة فلا تتركوا أحداً يسرقها منكم”.

وختم السياسي المعارض وصيته بالقول: “اعتمدوا أسساً للدولة تسيرون عليها ولا تكون محل خلاف بينكم، وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لكم، لأن استقرارها يضمن استقرار الدولة، الذي سيتوقف عليه نجاح الثورة. ولا تكون إطلاقا محل خلاف بينكم، فهي أسس ما فوق حزبية أو أيديولوجية، فالدولة دولة وليس لها هوية إيديولوجية لأنها التعبير على مستوى المؤسسات والمصالح العليا عن عموم الشعب”.

وجاءت الوصية إشارة لدنو رحيل المعارض، ما حمل السوريين على التعاطف معه، مثمنين ما قدمه من نضال في حياته في سبيل خلاص الشعب السوري من نظام الحكم في سوريا.

وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري في نعيه له: “خسارة كبيرة برحيل الأستاذ ميشيل كيلو اليوم إثر إصابته بكورونا، عزائي للشعب السوري الحر ولعائلته ولجميع محبيه.. كان الأستاذ ميشيل قامة فكرية ووطنية كبيرة وكان حلمه أن يرى سورية حرة ديمقراطية وإن شاء الله السوريون سيكملون الحلم ويحققونه”.

ميشيل كيلو معارض وسياسي سوري ولد في مدينة اللاذقية عام 1940 في أسرة مسيحية، وعاش طفولته في أسرته وبرعاية من والده الذي كان واسع الثقافة. تلقى تعليمه في اللاذقية وعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي، واعتقل مرتين في عهد الأسد الأب والابن، وشارك في الثورة منذ بدايتها وانضم إلى المجلس الوطني ثم الائتلاف، قبل استقالته وهو يرأس حزب اتحاد الديمقراطيين السوريين، وله مئات المقالات الصحفية في الثورة والسياسة والثقافة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*