تلاشي العمل السياسي في سراقب بعد سيطرة تحرير الشام

زيتون – ربيع زيتون
منذ بدء الثورة سجلت مدينة سراقب حضورها على صعيد الهيئات والتجمعات السياسية والمدنية، وكانت السباقة في هذا المجال، ومن بين هذه التجمعات: التجمع الثوري السوري في سراقب، وتجمع محامي سراقب.



التجمع الثوري السوري في سراقب
تم تشكيله قبل نحو أربع سنوات، من قبل عدد من الناشطين، ويهدف “التجمع الثوري السوري في مدينة سراقب”، إلى بناء مجتمع مدني يقوم على أساس المواطنة.
عضو التجمع الثوري السوري في سراقب “حسين أمارة” قال لزيتون: “تم تشكيل التجمع قبل أربع سنوات تقريباً، وجاء تشكيله عبارة عن فكرة من عدة نشطاء سياسيين في المدينة، طالبوا بتشكيل هيكلية سياسية إدارية في سراقب، وعُقد اجتماع حينها وتم فيه إجراء الانتخابات، وكان هدف التجمع الأول هو تجميع الشباب المقتنع بالدولة الوطنية الديمقراطية التعددية، واستقطاب أكبر عدد ممكن منهم، وكانت مخططات التجمع أن ينشط الشباب ضمن التجمع في مدينة سراقب، ومن ثم في مدينة إدلب، ليتوسع بعدها نشاط التجمع على مستوى القطر، كما يهدف التجمع إلى إعادة الثورة لمسارها الذي خرجت به، وهو المطالبة بالحرية، والذي حادت عنه بعد تدخل الأطراف السياسية الدينية”.
وأضاف “أمارة”: “تتألف الهيكلية التنظيمية للتجمع من الهيئة التأسيسية، والتي تنتخب أعضاء المكتب السياسي، الذي يضم القيادة العامة للتجمع، والبالغ عددهم سبعة أعضاء، ومنذ تشكيل التجمع تقرر عدم أخذ أي دعم من أي جهة أو منظمة، والاكتفاء بالاشتراكات التي يدفعها أعضاء التجمع، وهي عبارة عن مبلغ 500 ليرة سورية عن كل عضو أو منتسب للتجمع، بالإضافة للمساهمة بمصروف الاجتماع من قبل الشباب المنتسبين في أوقات عقد الاجتماعات”.
وقام التجمع في بداياته بالعديد من النشاطات، كحملات التنظيف لجدران مدينة سراقب وشوراعها، وكان هدف تلك الحملات والنشاطات هو تشجيع السكان والأهالي في سراقب للقيام بالعمل الجماعي، وتوعيتهم بأهميته وضرورته لتطور الثورة وازدهارها، ومدى فعالية العمل الجماعي لتحقيق مطالب الثورة، وكانت هذه الحملات تحت إشراف المكتب السياسي في التجمع، وفقاً لعضو التجمع الثوري السوري في سراقب.
وعن دور العمل السياسي في الفترة الحالية قال “أمارة”: “في الفترة الأخيرة فقدنا كمعارضة القرار السياسي، والكلام ذاته ينطبق على النظام، فالقرار السياسي الآن بيد الدول الإقليمية، والدول العالمية كروسيا وأمريكا، ونلاحظ أن ما يحصل في الفترة الأخيرة ليس للسوريين لا كمعارضة ولا كنظام أي يد فيه، وما يهمنا كمعارضة أن نستعيد قرارنا في المرحلة الأولى، وطريقة استعادة القرار لا تكون إلا عبر تشكيل تجمع سياسي كبير يشمل كافة الأراضي السورية المحررة”.

تجمع محامي سراقب وأبو الظهور وريفيهما
تحت هدف المساهمة في إسقاط النظام، والدفاع عن الحريات العامة، ورعاية مصالح المحامين، قام عدد من المحامين في المنطقة بتشكيل “تجمع محامي سراقب وأبو الظهور وريفيهما”.
مدير المكتب الإعلامي في تجمع محامي سراقب وأبو الظهور وريفيهما المحامي “أحمد باكير” تحدث لزيتون عن تشكيل التجمع وأسبابه وآلية التشكيل قائلاً: “تم إنشاء تجمع محامي سراقب وأبو الظهور وريفيهما قبل ما يقارب الأربع سنوات، جراء الفراغ الحاصل نتيجة سقوط نقابة المحامين، فاجتمعنا كمجموعة من المحامين وقمنا بتشكيل هيئة تحضيرية لإنشاء تجمع للمحامين يمثلهم، وقامت اللجنة التحضيرية بدعوة جميع محامي منطقتي سراقب وأبو الظهور، وبعد ذلك تم انتخاب مجلس الإدارة، وكان الهدف من تشكيل التجمع هو الدفاع عن حقوق المحامين، ووضع آلية عمل معينة للمحامين، والدفاع عن الحريات والحقوق العامة”.


وأضاف “باكير”: “يملك التجمع نظام داخلي، وهيكلية محددة تتألف من الهيئة العامة للتجمع، والتي تمثل كافة المحامين، إضافة إلى مجلس الإدارة المؤلف من خمسة أعضاء، رئيس المجلس وأمين السر، ومدير المكتب الإعلامي، ومدير المكتب المالي، ومدير المكتب التنظيمي، أما تمويل التجمع فهو تمويل ذاتي عن طريق جهود ذاتية من أفراد التجمع، ولا يوجد أي جهة تقوم بدعمه”.
وعن نشاطات تجمع محامي سراقب وأبو الظهور وريفيهما، قال مدير المكتب الإعلامي في التجمع: “تم تشكيل لجنة ضمن التجمع مختصة بالمعتقلين، مسؤولة عن شؤون المعتقلين وتوثيق أسمائهم بشكل دقيق، وقام التجمع بمحاورة بعض الفصائل وإطلاق سراح بعض المعتقلين لدى تلك الفصائل، وكان التجمع يعمل على تنظيم وكالات لعمل المحامين، قبل أن يتوقف عن ذلك بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب”.
وأضاف “باكير”: “يعمل التجمع على متابعة أي نشاط يحدث في مدينة سراقب، ودائماً ما يكون له دور فيه، ومثال ذلك انتخابات رئاسة المجلس المحلي لمدينة سراقب وريفها، إلا أن التجمع لم يتخذ حتى الآن أي موقف تجاه الوضع السياسي في الشمال السوري”.
“ياسر سماق” من أهالي مدينة سراقب قال لزيتون: “تجمع محامي سراقب وأبو الظهور وريفيهما قدم خدمات ممتازة في مدينة سراقب، فقد ناب عن المحكمة، وقام بالاحتفاظ بالمستندات والوثائق التي كانت في المحكمة سابقاً، وكان أعضاؤه يقدمون خدمة الوكالات، والتي توقفت عند سيطرة هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب”.
وأضاف “سماق”: “الأحزاب السياسية في سراقب بحالة سيئة حالياً، وهذه الحالة بدأت منذ سيطرت هيئة تحرير الشام على المحافظة”.
وقال “عبد الكريم بدري” من أهالي مدينة سراقب لزيتون: “العمل السياسي والواقع السياسي في الشمال السوري عموماً مدمر بشكل كامل، بسبب تدخل الفصائل العسكرية المسيطرة بالأمور المدنية، والغاية من تدخلها هو كسب المال، كذلك الحال بالنسبة للتجمعات السياسية في سراقب، والتي كانت ممتازة حتى فترة ما قبل سيطرة هيئة تحرير الشام، ولكنها بعد سيطرة الهيئة شهدت ضعفاً كبيراً، والآن نحن بحاجة لليد الخارجية، للتخلص من الضغوطات التي تمارسها هيئة تحرير الشام على الأهالي”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*