كيف يواجه نازحو إدلب موجة الحر الجديدة

تستمر حالة الحر الشديد وارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية في الشمال السوري تجاوزت 40 درجة مئوية مضيفة عبئا آخر على حياة الأهالي القاطنين في ظروف معيشية غاية في الصعوبة.

ونشر الدفاع المدني في محافظة إدلب وحلب توصيات حذرت فيها الأهالي من التعرض لأشعة الشمس في وقت الظهيرة، والإكثار من شرب السوائل والتخفيف من الملابس قدر المستطاع.

كما أشار الدفاع المدني إلى ضرورة الابتعاد عن الأماكن المغلقة والتوجه إلى أماكن مفتوحة ومظللة، لا سيما قاطني المخيمات، مشددة على ضرورة الاستحمام وتبريد أجسام الأطفال والمسنين.

وكانت درجات الحرارة قد بدأت في الارتفاع يوم الأربعاء الماضي في الأول من أيلول الحالي، لتستمر بحسب الأرصاد الجوية لمدة عشرة أيام قادمة، تراوحت فيها درجة الحرارة ما بين 40 و 45 درجة.

وتسببت الحرارة المرتفعة بسقوط إصابات بضربة شمس بين الأهالي، منها إصابة أم وأطفالها الثلاثة بضربة شمس في قرية العليا جنوبي إدلب يوم الأربعاء الماضي، كما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لرجال مصابين بالإغماء في بعض الخيام متأثرين بالحرارة بينما يقوم آخرون بسكب الماء عليهم.

وأمام حالة النزوح الكثيف التي يعيشها أكثر من مليون سوري في الشمال، يدور الحديث عن مدى إمكانية صمود ساكني المخيمات، نظرا لما يمكن أن تتحول إليه تلك الخيام أثناء الحر إلى أماكن شديدة الحرارة وخطرة على الأطفال والمسنين، وهم الشريحة الأكبر من الساكنين فيها.

وعبر الكثير من سكان المخيمات عما يمرون به من محنة مناخية فضلا عن محنة النزوح، مشيرين إلى أنهم يقضون معظم أوقاتهم خارج الخيام وفي ظلال الأشجار لكونها أقل حرارة من داخل الخيام.

يقول أحد النازحين في مدينة الباب لزيتون أنه خرج يبحث عن قطعة ثلج بعد إلحاح أطفاله عليه، وقد دفعه البحث إلى المشي تحت الشمس لساعات طويلة دون أن يجد ولو قطعة صغيرة، ليعود إلى بيته خالي الوفاض، كما تلجأ أم لعدة أطفال في مدينة إدلب إلى انتظار ساعات المساء حتى تسارع بالصعود إلى سطح منزلها وسكب الماء على الأطفال مستعملة الطشوت خوفا عليهم من الإغماء.

من جهته عمل الدفاع المدني في بعض مخيمات الشمال إلى محاولة التخفيف على النازحين برش المخيمات برذاذ الماء للتقليل من حدة الحرارة وضربات الشمس.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم المناطق في الشمال السوري ينعدم فيها التيار الكهربائي، ما يحرم الأهالي من استعمال المراوح أو المكيفات، في ظل استخدامهم لألواح الطاقة الشمسية المحدودة والتي لا تكفي إلا لبضع ساعات خلال الاستعمال.

كما تشهد تلك المناطق طلبا متزايدا على قوالب الثلج، مع صعوبة الحصول عليه وارتفاع أسعاره التي بلغت أكثر من 3500 ليرة سورية دون توفره، في ازدحام شديد على مراكز بيعه، وانتظار وصوله لساعات طويلة.

الحرائق
ساهمت درجات الحرارة المرتفعة في نشوب حرائق شبه يومية في سوريا، إذ أخمد الدفاع المدني حريقا ضخما يوم الاثنين الماضي، في قرية كاوركو غربي إدلب، كما أخمد ثلاثة حرائق في بلدات الشغر وبداما والناجية بالريف نفسه، وحريق بسيارة في مدينة الباب شرقي حلب، كما أندلع ظهر السبت الماضي حريقا في أرض زراعية في مدينة كفرتخاريم.

وفي ذات السياق شهدت مناطق في ريف حماة الغربي حرائق امتدت لقرى فريكة وعين سليمو ونبل الخطيب وعين بدرية، أمس السبت بعد ان امتدت من مناطق جبال الصلنفة ومصياف وأحراج الغاب.

وتزيد ظروف النزوح من عجز الأهالي عن مواجهة الحر، نظرا لما تفرضه حياة النازح من ضيق وتواجد عدة عائلات تعيش في المنزل الواحد، ما يحرمهم القدرة على تخفيف الملابس وأخذ الراحة، كما تحرمهم البيوت والخيام الجديدة من وسائلهم التي اعتادوا عليها في مدنهم وبلداتهم الأساسية في التخفيف من الحر.

ومع بقاء الحر جاثما على صدور الناس، تضاف دعوة أخرى إلى جانب أمنياتهم بالرجوع إلى منازلهم، في أن يخفف الله عنهم الحر ويبرد ساعات أيامهم الطويلة.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*