ماهو مرض “الفقاع” الذي يعاني منه “أحمد”؟

aa9a237c-18a8-4a8d-b38e-bde8e2a48f54

إبراهيم الاسماعيل

يبلغ من العمر 18 عاماً الا أن جسمه لا يبدي ذلك العمر، احمد من ريف ادلب اصيب بمرض جلدي منذ صغره ويدعى مرض ” الفقاع” وهو عبارة عن فقاعات مملوءة بالقيح والدم تغطي جسده وتستمر بالنمو لفترة محددة وتضمر لينمو بدلاً عنها فقاعات أخرى.

عانى هذا الشاب من هول المرض لمدة طويلة، قبل بداية الثورة كان يراجع المشافي الحكومية في مدينة دمشق، عند أطباء محددين فقط حيث يصيب المرض نسبة الواحد في الألف من التجمعات السكانية أو يزيد على حد قول أحمد أو كما أخبره الأطباء بذلك.

ينحدر احمد من عائلة ثورية، عمه شهيد وعمه الآخر قائد لكتيبة تتبع للجيش الحر، الأمر الذي جعل من عملية نقله الى المشافي الخاصة بالدولة في دمشق أمراً مستحيلاً، فلا أحد منهم باستطاعته الذهاب الى هناك وذلك بسبب  التهم العدة الموجهة اليهم من قبل النظام وأكثرها تردداً محاربة الدولة والمساس بالأمن القومي والسيادة الوطنية.

عند لقائنا به فرح أحمد كثيراً وطلب منا مساعدته في ايجاد علاج لحالته والتي بدأت بالظهور تباعاً في جسد أخته الصغيرة والتي تبلغ من العمر اربع سنوات فقط، الا أن اصابتها بالمرض مازالت في وقت مبكر.

في حديثه الخاص لزيتون يخبرنا أحمد عن معاناته والدواء الذي يستخدمه حالياً:

” تنمو الفقاعات بشكل مستمر في كامل جسدي وأقوم بإزالتها بعد مدة عشر أيام بالمقص أو بأي أداة حادة، الأمر الذي يسبب الكثير من الألم لي، أما بالنسبة للدواء الذي آخذه فهو يقتصر على مرهم جلدي يباع بالصيدليات بكثرة وهو خاص بالحروق والفطور ولا يفيد في حالتي بشكل كبير أبداً، انما استعين به للقضاء على الألم في بعض الأحيان”

ينتظر أحمد بفارغ الصبر أي أحد قادر على مساعدته أو تقديم العلاج له حتى وان كان في أي مكان، عمل أعمامه على نقله الى المشافي التركية والحدودية الا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، فعدم وجود مختصين أو أدوية خاصة جعل من العلاج مهمة صعبة الا انهم لم يفقدوا الأمل في مساعدة هذا الشاب الصغير وأخته المصابة هي الأخرى.

كما أخبرنا عمه “أبو محمد” بالمحاولات العديدة التي قاموا بها من أجل مساعدته سابق الأمر وفي الوقت الحاضر:

” عرضنا حالة أحمد على العديد من الأطباء السوريين الا أن التحسن كان قليلاً وبشكل كبير، أما اليوم وفي هذه الحالات الصعبة والندرة الدوائية وانعدام الاطباء الاختصاصيين في المناطق المحررة جعل هذا الأمر ثقلاً كبيراً على كاهلنا في المرض الذي يجتاح جسد احمد واخته الصغيرة”

يعتبر مرض الفقاع مرضاً جهازياً غير قابل للشفاء وهو الأمر الذي أخبرنا به الدكتور أحمد في حديث خاص لزيتون:

” مرض الفقاع مرض جهازي غير قابل للشفاء، من اعراضه القلاع الفموي والآفات الجلدية التي تشبه الحروق بشكل كبير، وعلى المريض أن يأخذ مثبطات مناعيى كالكورتيزون والسالازوبيرين، اضافة الى الحاجة الماسة لأخذ جرعة جلدية من أجل معرفة المرض بشكل جيد، وذلك لتواجد نوعين للمرض، مرض الفقاع ونظير الفقاع والثاني يعرف جيداً من ناحية الانذار والعلاج”

من الأمراض المزمنة الأخرى والتي تنتشر بشكل كبير وتحتاج لأدوية نادرة الوجود حالياً في المناطق المحررة، مرض السكري ومرض القلب ومرض الالتهاب الكبدي الانتاني من النوع (B) اضافة الى الأمراض التي تصيب الدماغ وتسبب تلفاً في الخلايا العصبية كحالات عدة رأيناها في ريف ادلب وفي المخيمات الحدودية، كما لا يقتصر الأمر عند هذه الأمراض بل تنتشر لتصل الى المراحل الدنيا من العمر كالأمراض الفجائية التي تصيب الأطفال الصغار وحديثي الولادة ممن يحتاجون لرعاية طبية شاملة والتي فقدت منذ مدة في المناطق المحررة مع سيطرة النظام على مراكز المحافظات وبالتالي السيطرة على المشافي الكبيرة والمعتمدة سابقاً لعلاج هذه الحالات.

الأمراض المزمنة والأمراض النادرة تعتبر هاجس الأطباء وأهالي المرضى والمدنيين في المناطق المحررة وذلك بسبب النقص الشديد الذي تشهده النقاط الطبية والمشافي الميدانية من الدواء والكوادر الطبية المتدربة وذات الخبرة، اضافة الى صعوبة نقل المرضى الى تركيا أو الى المشافي الخاصة المتواجدة في تركيا والتي تحتاج الى كلفة كبيرة ان لم يتم معالجة المرضى بشكل مجاني وهو الأمر الذي يحدث في اوقات متكررة الا أن بعض المشافي لا تعالج الأمراض الخطيرة الا في مشافي خاصة والأخيرة تحتاج الى أموال هائلة من أجل العلاج وهو الأمر الآخر الذي فقد لدى المرضى في المناطق المحررة.