نشطاء في إدلب يحملون جبهة النصرة مسؤولية ما يجري

حملت مجموعة من النشطاء في محافظة إدلب مسؤولية ما يحدث من خسائر ميدانية وكوارث إنسانية لهيئة تحرير الشام الفصيل المسيطر والوحيد على محافظة إدلب.

ونشر الناشط المدني “محمد فضل الحسان” وهو من مدينة سراقب على صفحته الشخصية في فيس بوك أمس الأثنين منشورا اعتبر فيه أن الهزائم الأخيرة التي منيت بها محافظة إدلب ما كانت لتحدث لولا تعسف وطغيان هيئة تحرير الشام على الفصائل والمدنيين في الشمال السوري.

وتساءل الحسان: “هل السبب وراء موجة النزوح التي يعيشها أهلنا اليوم هو القصف والخوف من تقدم النظام؟ أم أننا مهزومون مسبقا أمام عدو داخلي فباتت هزيمتنا سهلة أمام النظام؟”.

وأشار الحسان إن ضعف الجبهة الداخلية في إدلب مرده إلى شعور المواطنين بهزيمتهم أمام جبهة النصرة ما أفقدهم الرغبة بالتمسك والصمود في أراضيهم: “من المؤكد أن القصف الجوي وتقدم قوات النظام على عدد من القرى في ريف إدلب دفع بالناس إلى النزوح، لكن المؤكد أيضا أن ضعف الجبهة الداخلية للمناطق الحاضنة للثورة ساهم بشكل كبير في انهيار المعنويات لدى الأهالي ودفعهم لموجة النزوح الكبيرة في الفترة الأخيرة”.

وأضاف الحسان: “المقصود بالجبهة الداخلية هي تماسك المجتمع ووضوح أهدافه، والانسجام بين المدنيين والعسكريين والشعور بأن لهم حق في المشاركة بالقرار وبما يجري على الأرض”.

وأوضح الحسان: “هذا الشعور هو تماما ما ضربته جبهة النصرة في إدلب وجعلت الناس يشعرون أن ليس لهم شيء في مناطقهم ولذلك اختاروا التخلي عن مدنهم والنزوح، وما فعلته النصرة من ابتزاز الناس واستغلالهم في قوتهم وأرزاقهم لم يترك أي رغبة لدى الأهالي في الصمود والبقاء بل فضلوا ترك المعركة بعد أن فقدوا الثقة بمن احتكر السلاح وسرقه من الفصائل ليحقق مصالحه فقط دون أن يلتفت لهم ولمعاناتهم أو أن يراعي أمنهم أو يشاركهم في القرار”.

ودعا الحسان إلى طرد هيئة تحرير الشام من إدلب معتبرا أن هذه الخطوة هي أولى خطوات الحفاظ على الثورة: “إن السلطة حين لا تكون مع الأهالي سيتخلى عنها الناس، فلا فرق بين محتل ومحتل وبين طاغية وأخرى، ولا يمكن لشعب مهزوم من قبل سلطته أن ينتصر في أي معركة، ولذلك فإن أولى خطوات النصر هو طرد المحتل الداخلي والظالم الذي يدعي نصرتنا ويعيش بيننا حتى نتمكن من مواجهة قوات الأسد”.

ويعتبر الحسان من أبرز النشطاء الذين استمروا بالدعوة للمظاهرات ضد هيئة تحرير الشام وطردها رغم تواجده في مناطق سيطرتها.

وتعيش محافظة إدلب في حالة من الضياع لم يسبق لها مثيل عقب تقدم قوات النظام من مدينة معرة النعمان وتصعيد في القصف الجوي والمدفعي، دفع بأكثر من 250 ألف نازح باتجاه المناطق الشمالية للمحافظة والقريبة من الحدود التركية هربا من الموت. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*