4 ملايين مدني مهددون.. فيروس كورونا يجتاح الشمال السوري

كارثة جديدة تحل على المدنيين في الشمال السوري، فبعد القصف والقتل والتهجير والنزوح، وكوارث البرد والحر في مخيمات النازحين، يأتي وباء كورونا ليكمل ما بدأه النظام السوري، في حصد أرواح السوريين.

أخذت الإصابات بفيروس كورونا في مناطق الشمال السوري المحرر منحا تصاعديا وذلك بعد تسجيل أعلى حصيلة يومية لحالات الإصابة بالوباء، في ظل ضعف الامكانيات الطبية في المنطقة، وارتفاع أسعار الكمامات ومواد التعقيم، ما يهدد بكارثة إنسانية تضاف إلى الأوضاع السيئة للمدنيين في الشمال السوري.

80 إصابة جديدة سجلتها شبكة الإنذار المبكر في وحدة تنسيق الدعم التابعة لمختبر الترصد الوبائي يوم الاثنين 14 أيلول، في أعلى حصيلة يومية منذ تفشي الجائحة في تموز الماضي في الشمال السوري المحرر.

وأعلنت الشبكة عن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في الشمال السوري المحرر إلى 345 حالة بعد تسجيل 80 إصابة جديدة، وتسجيل 7 حالات شفاء ليرتفع عدد حالات الشفاء الكلي إلى 103 حالة، وذلك بعد إجراء تحاليل جديدة لنحو 160 حالة مشتبه بها من أصل 7496 فحصا مخبريا تم اجراءها حتى الآن، فيما بقي عدد الوفيات مستقرا عند 3 حالات.

وأعلن مشفى سلقين المركزي شمال غربي إدلب عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا يوم الجمعة لإحدى المراجعات من أهالي المدينة، بعد ظهور أعراض الإصابة عليها.

كما أعلن المجلس المحلي لبلدة الغندورة بريف حلب الشرقي، عن إغلاق مشفى الأمل التخصصي في الغندورة لمدة 14 يوما، بعد تسجيل عدة إصابات بفيروس كورونا في البلدة ومن بينها كوادر المشفى.

فيما أعلنت إدارة مشفى الكنانة الجراحي في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي عن فرض الحجر الصحي على المشفى وكوادره الطبية، وذلك بعد التأكد من وجود حالة مصابة بفيروس كورونا في المشفى، مشيرة إلى أنه سيتم إيقاف العمل في المشفى لمدة يومين للتعقيم.

وقال وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور “مرام الشيخ” أمس الاثنين، إن عدد الإصابات بفيروس كورونا في الشمال السوري المحرر لم يصل إلى الذروة بعد.

وأكد “الشيخ” أن النظام الصحي يستوعب حتى الآن أعداد الإصابات المرتفعة، ولم يشكل تزايد عدد الإصابات ضغطا كبيرا على قدرة النظام الصحي على الاستيعاب.

وأشار إلى عدم استجابة الأهالي في المناطق المحررة لحملات التوعية، موضحا أن وزارة الصحة لا تستطيع إجراء حظر تجول دون التعاون مع السلطات التنفيذية الأخرى، وهذا ما يجري التفكير به.

وأشار الوزير إلى أن حكومته ستنشئ مستشفى لعلاج حالات كورونا، يحتوي على 25 جهاز تنفس صناعي وملحقاتها، كما ستنشئ الوزارة مركزي عزل مجتمعي قريبا، وسيكون المشروع بتمويل من صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا.

وشدد وزير الصحة على الالتزام باتباع إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، وعدم التساهل بتدابير الوقاية من هذا الفيروس الخطير.

وحذر فريق منسقو استجابة سوريا من خطورة التهاون بالوباء وعدم تطبيق إجراءات الوقاية الموصى بها، ودعا إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين لإجراءات السلامة، محذرا من فقدان سيطرة المؤسسات الصحية في الفترة المقبلة على الإصابات نتيجة زيادتها بشكل ملحوظ.

وأكد الفريق أن التفشي السريع لفيروس كورونا في المنطقة خلال الأيام الماضية أمر يدعو للقلق بشكل كبير، ويجب بذل أقصى الجهود من أجل تجنب ازدياد عدد حالات الإصابة بصورة عشوائية، وإلا فإن المنطقة مقبلة على حالة انتحار جماعي نتيجة غياب الإجراءات الأساسية الصارمة في المنطقة.

وكرر دعوته لكافة الفعاليات الإنسانية المحلية والدولية لاتخاذ التدابير اللازمة، والالتزام بمسؤولياتها لحماية المنطقة وسكانها من تفشي فيروس كورونا، مشيرا إلى أن استجابة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة لم تصل حتى الآن إلى القدر المطلوب من تأمين مستلزمات الحماية من فيروس كورونا، الأمر الذي سيؤدي إلى احتمال زيادة الحالات وانهيار اجتماعي وصحي داخل المخيمات وتجمعات النازحين بشكل خاص والمنطقة بشكل عام.

وأفادت مصادر عسكرية، بأن هيئة تحرير الشام قامت بفرض الحجر الصحي على عناصرها المرابطين في بلدتي كنصفرة والفطيرة جنوبي إدلب، واستبدالهم بعناصر آخرين، بعد التأكد من إصابة الشرعي في الهيئة “عبد الله الحمود” والمعروف باسم أبو خالد كفرنبل بفيروس كورونا، والذي قام بزيارة نقاط الرباط في البلدتين مؤخرا ومخالطته للعناصر المرابطين.

وأشارت المصادر إلى أن “أبو خالد كفرنبل” أصيب بالفيروس جراء مخالطته للمدنيين والمراجعين في محكمة هيئة تحرير الشام في إدلب بحكم عمله كشرعي للهيئة، ولم يكن يعلم بإصابته حتى عودته من نقاط الرباط.

وفي مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، أعلنت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية تسجيل 63 إصابة جديدة بفيروس كورونا وشفاء 9 حالات اليوم الثلاثاء، ووفقا لبيانات هيئة الصحة، فقد بلغ عدد الإصابات المسجلة حتى الآن 903 إصابات شفيت منها 291 حالة وتوفيت 46 حالة.

أما في مناطق سيطرة النظام، فقد أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام عن تسجيل 36 إصابة جديدة بفيروس كورونا وشفاء 16 حالة وحالتي وفاة أمس الاثنين، وبذلك يرتفع عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا والمعترف بها من قبل النظام إلى 3576 إصابة شفيت منها 858 حالات وتوفيت 157 حالة.

عالميا، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم حتى اليوم الثلاثاء 15 أيلول، 29,466,633 مليون، توفي منهم 933,150 ألفا، في حين تعافى من المرض 21,292,403 مليون، بحسب موقع Worldometers.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية “تيدروس أدهانوم غيبريسوس” يوم الثلاثاء الماضي، “لن يكون هذا الوباء الأخير.. يعلمنا التاريخ أن تفشي الأمراض والأوبئة هو حقيقة من حقائق الحياة، ولكن عندما يأتي الوباء التالي، يجب أن يكون العالم جاهزا، وأكثر استعدادا مما كان عليه هذه المرة”.

تسارع انتشار فيروس كورونا في مناطق الشمال السوري المحرر، يثير رعب الأهالي في ظل ضعف الإمكانيات الطبية وارتفاع أسعار الكمامات ومواد التعقيم ومستلزمات النظافة الشخصية.

أمام هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها أهالي الشمال السوري، ما الذي ينتظر أكثر من 4 ملايين مدني 90% منهم تحت خط الفقر، في ظل انكسارات عديدة عانوا منها خلال السنوات الماضية، بدءا من براميل الأسد وليس انتهاء بوباء كورونا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*