تخفيفاً لوطأة المجزرة.. دورة تدريبية لمعلمي حاس

زيتون – وسيم درويش

أقام مركز التأهيل والتدريب التابع لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية، دورة تدريبية لمعلمي بلدة حاس بعنوان «اضطراب ما بعد الصدمة»، شارك فيها أكثر من 22 معلّماً، تم تدريبهم خلالها على كيفية التعامل مع الطلاب الذين يعانون من الصدمات، وعلى علاج المشاكل النفسية التي حصلت لدى الطلاب إثر المجزرة المروّعة لمجمع مدارس حاس، والتي راح ضحيتها أكثر من 45 شهيداً من الطلاب والمعلمين والمدنيين.

dsc01139
“جلاء خطاب” أحد المدربين في الدورة، قال في حديثٍ لـ «زيتون»: إن «الغاية من الدورة التي أقيمت لمعلمي حاس هي تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع هذه الحالات من الاضطراب الناتج عن القصف الشديد الذي تلقّته البلدة، والذي استهدف مجمع المدارس من قبل طيران الأسد وروسيا، والذي نتج عنه اضطرابات ومخاوف كثيرة بين الأطفال، سبّبتها الانفجارات الشديدة التي استهدفت حياتهم وحياة الطفولة البريئة، ولما رأوه من جثث الأطفال والمدنيين, بالإضافة الى إكسابهم مهارات الداعم النفسي، وفنية التفريغ الانفعالي، فضلاً عن تقديم الإسعافات النفسية الأولية للأطفال في مثل هذه الظروف القاسية التي تمر بها بلدنا الحبيبة سورية».
وأضاف: «يكمن دور الأهل والمعلمين في حال تعرض الطفل أو الطالب لظروف مروّعة أن يبدؤوا مباشرة بإحاطته بالحنان والأمان، وعليهم ألّا يتركوا الأطفال عرضة لمواجهة مثل هذه المشاهد دون دعم نفسي، وذلك عن طريق الحديث المتواصل مع الأطفال وطمأنتهم بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأنه لن يحدث لهم أيّ مكروه، مع التركيز على بثّ كلمات من الحب، كما يتوجّب على الأهل والمعلمين تشتيت أفكار الأطفال عن التركيز في الحدث المروّع خاصة في أوقات الغارات المخيفة، وإشغالهم بأي شيء، لاسيما في حال وقوعها على مقربة منهم، فهذه اللحظة هي الأهم في حياة الطفل النفسية، وكلما تُرك الطفل وحده في مواجهة هذه المواقف ازداد تأثّره بها وازداد تأثيرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد».

وتابع «خطاب»: «أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً يُمكن مناقشة ما يجري معهم وإقناعهم بأنهم في مكان آمن أو أن القصف لن يطالهم، وأن الأهل أو المعلمين-حسب مكان تواجد الطفل حينها- متّخذين كافة الاحتياطات لحمايتهم، مع ضرورة عدم منعهم من البكاء أو السؤال عمّا يجري أو الحديث عنه، فمن الضروري معرفة ما يدور في تفكير الطفل ويجب أن نترك لمشاعره العنان في هذه الأوقات حتى لا تتراكم الصدمة، بل على العكس يمكن للأهل أو المعلّمين المبادرة بالحديث لتشجيعهم الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، مع التأكيد على ضرورة اختيار الأسلوب المناسب والألفاظ التي يمكن للطفل استيعابها والتجاوب معها، والتي لا تؤثّر سلباً على الطفل».
وختم «خطاب» حديثه مشدّداً على أهمية مراقبة الأهل أو المعلمين لتصرفاتهم وردود أفعالهم أمام الأطفال في هذه الأوقات بالتحديد، ومحاولتهم البقاء بحالة طبيعية دون إشعار الأطفال بخوفهم، وضرورة تمتّعهم بقوة تحمّل، ومحاولة تلطيف الأجواء لبثّ الثقة والقوة في نفوس الأطفال وصرفهم عن التفكير بما يحدث في الخارج قدر المستطاع، لافتاً إلى أنّ هذه المحاور هي أبرز ما تناولته الدورة التدريبية، وحاولت إيصاله للمعلّمين في بلدة حاس بغية التعامل مع أطفال المدارس في الفترة القادمة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*