زج الحر في عفرين تأجير للبندقية

عبد المجيد شريف – زيتون
يتعلل بعض مؤيدي التدخل التركي في عفرين بصور حادثة 28 نيسان 2016، حين استعرض مقاتلو البي يو دي قتلى الجيش الحر في شوارع مدينة عفرين بعد اشتباكاتهم في عين دقنة بريف حلب، وهو ما كان فعلاً إجرامياً لا أخلاقياً واستفزازياً يرسخ الكراهية بين مكونات الشعب السوري، ولكن مَنْ مٍنَ الأطراف المتحاربة في بلدنا لم يمارس أعمالاً لا أخلاقية؟، والبي يو دي مثل غيرهم من المتطرفين الذين مارسوا التعسف ضد المدنيين وغيرها من الأعمال المشينة.
ومنهم من يرى أنهم حلفاء للنظام، أولاً أنا أشكك أنهم حلفاء للنظام، رغم وجود نوع من التحالف مع قوات النظام، وثانياً لو اعتبرنا أنهم حلفاء للنظام فهم على الأقل توقفوا عن قتال الجيش الحر، ولا خطر من جهتهم على المناطق المحيطة، بينما جيش النظام يشن غاراته على إدلب وينتزع القرى والمدن والنقاط العسكرية ويقصف المدنيين ويهجرهم، فمن الأولى بكتائب الجيش الحر، أن تواجه الخطر الداهم الآتي من شرق إدلب وجنوبها وليس من العدو المستقر الذي لا يهاجهم ولا يبدو أنه ينوي الهجوم.
نحن نعتقد أنه ما تم من اتفاق روسي تركي يقتضي أن تسلم روسيا مدينة عفرين للأتراك، مقابل قبول تركيا لاحتلال قوات النظام السوري لمطار أبو الظهور، والخوف في أن يكون الاتفاق قد تضمن ما هو أبعد من أبو الظهور.
إن زج الجيش الحر بنفسه في معركة عفرين بدلاً من معركة أبو الظهور، هو تأجير البندقية للأتراك لمحاربة أعداء تركيا دون مصلحة للثورة في تلك المعركة.
ويمكن اعتباره موقف خال من أية أبعاد وطنية، إذ أن عفرين مدينة سورية، لا حق للأتراك فيها، وأن الكرد هم مواطنون سوريون لا يجوز المشاركة في مساندة الأجنبي ضدهم، إضافة إلى الخوف من أن تجرهم تركيا فيما بعد إلى مؤتمر سوتشي أو الاتفاق مع النظام على حكومة موسعة وإنهاء الثورة السورية.
وإذا كانت تركيا تريد ملاحقة مواطنيها المنضوين في حزب البي كي كي الإرهابي، فكان عليها أن ترسل إنذاراً لإدارة المدينة تطالب فيه بتسليمهم إليها أو إخراجهم من عفرين وضبط الحدود، ولكن ما يظهر أن العملية هي غاية وليست وسيلة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*