أربعة أسباب لارتفاع أسعار الذهب خلال عام 2018

حقق الذهب مكاسب كبيرة خلال عام 2017 حيث ارتفع بنحو 12% محققًا أفضل أداء سنوي منذ عام 2010 وأغلقت الأسعار بنهاية العام عند مستوى 1300 دولار للأونصة كما أنه وسع من خططه من أجل الفوز بأفضل أداء، ولكن أغلب المستثمرين لم يكونوا راضين عن أداء الذهب فهم يرون أن الذهب لم يتمكن من تجاوز عوائد أسواق الأسهم، لكن العديد من محللي وخبراء الأسواق يتوقعون أن الذهب سيحظى بفرصة رائعة خلال عام    2018 فهل حقًا سينالها؟.

دعونا نلقي نظرة فاحصة على الأسباب التي تمكن الذهب من الاستمرار في الارتفاع:

1 .عجز الولايات المتحدة يزداد سوءًا.

لقد تصدر ارتفاع الدين الوطني الأمريكي الأخبار العالمية حيث ارتفع ليبلغ نحو 20.6 تريليون دولار، كما أن رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي السابقة “جانيت يلين” قد حذرت من ارتفاع الدين الوطني وقالت يجب على الناس أن يبقوا مستيقظين فى الليل.

ومن جهة أخرى أدى مشروع قانون الضرائب الذى أصدره الكونغرس الأمريكي مؤخرًا إلى تخفيض الضرائب بقيمة 1.5 تريليون دولار على الشركات والأفراد الأمريكان لهذا من المرجح أن يزداد العجز سوءًا وليس للأفضل.

لقد كانت التحديات المالية فى الولايات المتحدة أمر صعب قبل اصدار قانون الضرائب وأصبحت أكثر صعوبة بعد اقرار القانون، إذ إن العودة للمتوسطات التاريخية للإيرادات التي تسببت فى المشاكل المالية للولايات المتحدة لن تكون كافية.

ومع ازدياد عبء الدين فى البلاد سيتأثر الدولار الأمريكى بالسلب الأمر الذي من شأنه سيؤثر على أسعار تداول الذهب بالإيجاب وسيصبح أكثر قيمة، فالذهب هو عملة بدون أمة وهذا يعني أنه لا توجد ديون مرتبطة بالذهب مثل الدولار، فالذهب باقي إلى ما لا نهاية على عكس النقود الورقية.

2 .صعود البيتكوين

واحدة من أكبر قصص الاستثمار لعام 2017 كانت القفزة السعرية الهائلة للعملات الرقمية والتي ظهرت بقوة فى عملة البيتكوين، هناك وجه تشابه بين البيتكوين والذهب ألا وهو أنهما شكل من أشكال المال وخارجين عن سيطرة أي سلطة أو حكومة فى العالم وهو من أحد العوامل الرئيسية التي اجتذبت اهتمام المستثمرين للبيتكوين، الذهب بطبيعة الحال مثل البيتكوين، قال مدير صندوق “نيد نايلور ليلاند” فى مقابلة أجراها مؤخرًا لوكالة بلومبرغ إن البيتكوين تمهد الطريق لإعادة ادخال الذهب كمال عالمي.

ومن جهة أخرى شهدت العملات الرقمية مع بداية عام 2018 موجة تصحيحية من الهبوط بعد القفزة الواسعة التي حققتها على مدار العام الماضي، وذلك فى ظل تزايد الحملات المناهضة لتداول العملات الرقمية، الأمر الذي اضطر الكثير من المستثمرين للجوء للذهب كاستثمار آمن، كما أن بعض المستثمرين الأذكياء استخدموا المكاسب الضخمة لعملات التشفير واعادة وضعها فى المعادن الثمينة.

3 .عودة التضخم

وفقًا للبيانات الاقتصادية الرسمية كانت معدلات التضخم منخفضة للغاية لعدة سنوات، ولكن من المتوقع أن نرى ارتفاع في معدل التضخم خلال عام 2018 عبر الأسواق المتقدمة، كما أن الولايات المتحدة في طريقها لارتفاع معدلات التضخم خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات وحزمة تخفيض الضرائب في الكونغرس مؤخرًا وتراجع الدولار الأمريكى والتي ستؤدى بدورها إلى ارتفاع الأسعار بشكل اجمالي.

الذهب هو التحوط التقليدي لمعدلات التضخم وبمجرد ظهور ارتفاع معدلات التضخم سيدفع المستثمرين لطلب الذهب للتحوط ضد معدلات التضخم العالية.

4 .التوترات الجيوسياسية

يحتفظ الذهب بقيمته ليس فقط في أوقات الأزمات المالية والاقتصادية بل أيضًا فى الأزمات السياسية وغالبًا ما تسمى بسلعة الأزمة، لأن الناس يلجأون إليها للتحوط عند ارتفاع حدة التوترات العالمية، فهي من الملاذات الآمنة والاستثمارات البديلة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*